لم نتدخل في «الانتخابات» بل أشرفنا عليها استجابة للمثقفين ووفقاً للائحتهم
نفى الدكتور عبد الله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام في حديث خاص لـ «الاقتصادية» ما أثير أخيرا عن تدخل الوزارة في سير العمل الثقافي، ولا سيما فيما يتعلق باتهام مثقفين لها بفرض رؤية معينة على تنفيذ انتخابات الأندية الأدبية، معتبرا أن هذه التهمة لا أساس لها من الصحة، وأضاف ''نحن لم نتدخل على الإطلاق في انتخابات الأندية، كل الدور الذي قامت به الوزارة كان مقتصراً على الإشراف لا أكثر ولا أقل، وهذا الإشراف تم بناء على ما نصت عليه اللائحة التي وضعتها الأندية الأدبية بنفسها، وقالت لنا فيها نرجوكم أن تشرفوا على الانتخابات يا وزارة الثقافة والإعلام''.
وأوضح الجاسر أن هذا الإشراف تم من خلال مجموعة من المتخصصين في مجالات القانون والأنظمة، مؤكدا أن هذه المجموعة تتابع التجربة في إطارها الإجرائي والتنفيذي ولا تعني بأي حال من الأحوال أن الوزارة تفرض رأيها على أحد، رافضاً في الوقت نفسه أن يعتبر قرار إغلاق نادي الشرقية الأدبي نوعا من التدخل في الشأن الثقافي، معلقا ''إغلاق النادي كان نتيجة لحدوث تجاوزات، وفي هذه الحالة فالوزارة هي المعنية بالتعامل مع الأمر من خلال لجان تشكل لهذا الغرض، فالأندية الأدبية تعمل تحت مظلة الوزارة، كما أن هذه التجاوزات قد تطول اللائحة الموضوعة من الأندية نفسها''.
وفي تعليق على ما أثير من جدل في ملتقى المثقفين وما عرف بقضية ''بهو الماريوت''، نفى الدكتور الجاسر بشكل قاطع أن يؤثر ذلك مستقبلا في خطط الوزارة وإجراءاتها المتبعة في تنظيم المناسبات الثقافية، وأضاف ''الجدل الذي حدث لن يوقفنا عن نشاطنا، نحن نعتبر كل ما حدث ظاهرة صحية وليس لدينا مشكلة حياله، فهو يظل رد فعل عاديا وجزءا من الحراك الثقافي''. وشدد الجاسر لـ ''الاقتصادية'' على أن خطط وزارة الثقافة والإعلام لا تتغير لمجرد وجود اعتراض من أي جهة أو أي شخص، مشيرا إلى أن الوزارة جزء من العمل الرسمي العام ولها سياساتها وبرامجها التي تقر من وزير الثقافة والإعلام ويتم تطبيقها بناء على رؤية محددة وواضحة.
أما فيما يتصل بالجمعيات وما يحدث فيها من استقالات للأعضاء واختلافات طغى بعضها على السطح، أكد الجاسر استمرار الوزارة في دعم الجمعيات التي أنشأتها، موضحا ''ما زال توجهنا هو أن يكون لكل المهنيين جمعيات تحت نظام المطبوعات والنشر، لدينا الآن خمس جمعيات ونحن ملتزمون بدعمها ماديا ومعنوياً، كل ما نرجوه منهم فقط هو الهدوء وأن يستمروا في الالتقاء وانتخاب مجالس إدارة يمكن أن تدير جمعياتهم''.
من ناحية أخرى، طالب نائب وزير الثقافة والإعلام وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي بالاهتمام بالمسرح المدرسي والمسرح الجامعي في ضوء أهمية هذين الجانبين في دعم الحركة المسرحية المحلية، معلقا ''عندما نزرع أدبيات المسرح في مرحلة مبكرة فنحن نصنع جيلا مسرحياً يمكنه التأسيس لنشاط فاعل، ضمن هذا التوجه.. تم اعتماد أربع دورات تدريبية ستنفذ خلال عام 2012م: اثنتان داخليتان واثنتان خارجيتان، كما يوجد لدينا 12 نصا مسرحيا جاهزا للعرض، بجانب تقديم المسرحيات في جميع مناطق المملكة وخلال المهرجانات والمناسبات، من خلال عمل مكمل لدور الأمانات في المناطق، حيث تضع وزارة الثقافة الإعلام إمكاناتها في تصرف كل الجهات الراغبة في تقديم نشاط ثقافي أو إبداعي''.
الجاسر اعتبر أن المسرح يعد وسيطا ثقافيا ووسيلة تواصل اجتماعي في حياة السعوديين، وما لم لم يحظ المبدع او الموهوب المسرحي بتنمية قدراته وتدريبه فسيظل المسرح السعودي ضعيفا، وهذا ما يجعل الوزارة تركز الآن على البرامج التي تصقل المسرح أكثر من إنتاج المسرحيات، مبديا تفاؤله بأن المشهد الثقافي المحلي مقبل على نهضة مسرحية جيدة. يشار إلى أن موجة من الانتقادات طالت وزارة الثقافة والإعلام خلال الفترة الأخيرة، فتجربة انتخابات الأندية الأدبية التي طال انتظارها تحولت إلى مجال مفتوح لتأزيم العلاقة بين المثقفين قبل أن يصل الأمر إلى قيام الوزارة بإغلاق نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وهي الخطوة التي أثارت حفيظة شخصيات عدة في المشهد الثقافي.