تصويت تراكمي لاختيار مجالس الشركات يتيح الفرصة لمساهمي الأقلية
طلبت وزارة التجارة والصناعة من جميع الشركات المساهمة في السوق السعودية العمل على تطبيق أسلوب التصويت التراكمي في انتخاب أعضاء مجلس الإدارة، وهو ما يعطي مساهمي الأقلية الفرصة في انتخاب مرشحيهم. وتمنح الخطوة لكل مساهم حق التصويت بالأسهم التي يملكها لشخص واحد في مجلس الإدارة أو توزيعها على من يختار من المرشحين لعضوية المجلس، وهو أسلوب متعارف عليه في عدد من الدول المتقدمة يحقق التوازن والعدالة بشكل أكبر في التصويت، وخصوصا لصغار المساهمين، الذين يمثلون فئة غير مسيطرة على الشركة بحيث لا يستطيعون التأثير فيها.
وأخذ مشروع النظام الجديد للشركات، الذي أنهى مجلس الشورى أخيرا التصويت بشكل نهائي على مواده، أسلوب التصويت التراكمي لاختيار أعضاء مجلس إدارة الشركات المساهمة، بحيث لا يجوز للمساهم استخدام حق التصويت للسهم أكثر من مرة واحدة في التصويت على تعيين أعضاء مجلس الإدارة. ويتيح هذا الأسلوب لكل مساهم قدرة تصويتية بعدد الأسهم التي يملكها، بحيث يحق له التصويت بها لمرشح واحد أو تقسيمها بين من يختارهم من المرشحين دون وجود أي تكرار لهذه الأصوات، وهو الأمر الذي يزيد من فرص حصول مساهمي الأقلية على تمثيل لهم في مجلس الإدارة عن طريق الأصوات التراكمية لمرشح واحد.
وأصدرت وزارة التجارة والصناعة تعميما على جميع الشركات المساهمة بطلب العمل على تطبيق التصويت التراكمي لاختيار أعضاء مجلس الإدارة وتعديل النظام الأساسي للشركات المساهمة بما يتفق مع ذلك. وتوقعت الوزارة أن يطور هذا الأسلوب نظام التصويت على أعضاء مجالس الإدارات في الشركات المساهمة وسيحدث نقلة نوعية في اختيار الأعضاء، ويعطي فرصة أكبر لصغار المساهمين، وتوزيع عضوية مجالس الإدارات بشكل عادل بين شرائح المساهمين والمجتمع، حيث طبق هذا الأسلوب خلال العامين الماضين بشكل اختياري في عدد من الشركات ولاقى نجاحا كبيرا، معبرة في هذا الصدد عن شكرها للشركات التي بادرت بتطبيق هذا الأسلوب.
وفي السياق ذاته، بدأت هيئة السوق المالية في إطار الإجراءات التنظيمية التي اتخذتها أخيرا لزيادة فاعلية الجمعيات العامة للشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية وضمان حقوق المساهمين، ولا سيما فئة الصغار منهم، العمل بتطبيق آليات التصويت التراكمي لاختيار مجالس إدارة الشركات خلال أعمال الجمعيات العامة، وكذلك التصويت عن بعد (التصويت الإلكتروني) للمشاركة في البنود المطروحة أمام الجمعية، وهو الأمر الذي سيسهم في دعم وتعزيز ثقافة حوكمة الشركات بين المستثمرين في السوق. ومن المعلوم أن هناك طريقتين للتصويت معمول بهمها في الجمعيات العامة، وهما: التقليدي والتراكمي، ومن خلال الطريقة الأولى يصوت المساهم على عدد المرشحين بكمية من أسهمه المملوكة من دون النظر إلى توزيع الأسهم على المرشحين. وفي الحالة الثانية يُمنح كل مساهم قدرة تصويتية بعدد الأسهم التي يملكها، بحيث يحق له التصويت بها لمرشح واحد أو تقسيمها بين من يختارهم من المرشحين.