رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


فُصحاء الوسط الرياضي

من محاسن وإيجابيات كثرة وسائل الإعلام وتعددها في الوسط الرياضي أنها أسهمت في الارتقاء بمستوى الطرح ولغة الحديث المستخدمة في بعض البرامج، وكذلك استيعابها وجوها إعلامية جديدة، ولأن هذا الوسط يمثل جذباً لرجال الأعمال فقد أصبح يغري رجال الفكر والثقافة ويحفزهم نحوه بعد طول جفاء، ونتيجةً لهذا ارتفعت لغة الحوار وتسامت معاني المفردات والتركيبات اللغوية المستخدمة، فأضحى الجمهور الرياضي يسمع ما يطربه ويطرب كثيراً بما سمع، فغدت لغة الفصاحة حاضرة والبيان أضحى عنواناً للألسن يطرز جمال حديثها ألوان وأشكال فنون البديع وتضفي التشبيهات قالباً حركياً معنوياً تزداد به قوة وجمالاً، فكثر متابعو هذه البرامج وازداد الجميع شغفاً بسماع الأحاديث العفوية بعد المباريات، فعادت السليقة العربية لقوتها وفصاحتها فلم نعد نحفل بمن يسمعنا "يا أبتي أدرك فاها لا قدرة لي بفيها قد غلبني فوها" كي يبرهن على سلامة النطق، فأدركنا ضعف المتنبي وضعف تراكيبه اللغوية حين قال بيتا استهجنه النقاد في مدح سيف الدولة، مطلعه: "عش ابق اسم سد جد قد مر انه اسر فه تسل".
فحين تكلم الرياضيون بلغة راقية أبحرنا معهم في جمالها، ولكن لن يستطيع فهم الفصحاء إلا من يشاركهم الفصاحة ويبارونهم ويجارونهم في ذات المستوى والنسق، ولعل قصة شهيرة وقعت لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقد أشكل عليه معنى من الشعر أتاه من قيل فيه شاكياً ومستجيراً وكان ذلك البيت: "دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي"، فكان يجزم بأنه مدح ورفعة ولم يتبين حقيقة الأمر إلا حين فسره من يدرك خفايا البديع وفنونه.
ـ يجب على لجان الاتحاد السعودي أن يكون من ضمن كوادرها متخصصون لغوياً يملكون القدرة على معرفة اتجاه التصريحات وما المقصود بها لأن التحجج بقصد القائل يقابله غضب الموجه نحوه الكلام والمقصود به ويفضحه سياق الحديث والمعنى الذي يأتي عكس ظاهر الكلام.
ـ زادت الإثارة وعاد التنافس من جديد ولكن هل مرجعه قوة المنافسة أم ضعف الهلال وعدم قدرته على حسمها لصالحه مبكرا كالأعوام السابقة؟
ـ العاطفة لا تسهم في البناء فالعقل والمنطق هما الأساس في ذلك فالأهلي قرر إبعاد من كانوا نجوما وقرر بكل جرأة الاعتماد على من يريدون النجومية وتحقيق الإنجاز تجربة صعبة وشجاعة ولكنهم طبقوها بكل اقتدار يشاركهم ذات النهج أشقاؤهم الشبابيون فكسبوا البناء والنتائج على حد سواء.

الخاتمة
العادات قاهرة فمن اعتاد على شيء في السر فضحه في العلانية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي