رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أخطر الديون السيادية في العالم

يمثل خطر توقف الحكومات المدينة في العالم عن الوفاء بالتزاماتها أحد أهم الهواجس التي تنتشر حاليا في أسواق المال العالمية، حيث يعني ذلك ضمنا إفلاس الدولة المدينة وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها نحو المقرضين لها، ما يضطر الدول والمؤسسات الدائنة لهذه الدولة إلى الدخول في سلسلة طويلة من المفاوضات المرهقة لإعادة هيكلة ديون هذه الدولة بما في ذلك إلغاء جانب من، أو إعادة جدولة ديونها، وهي عملية قد تنطوي على خسائر ضخمة تلحق بالمؤسسات المالية الدائنة، وقد تنتهي بإفلاسها أحيانا.
صدر أخيرا التقرير ربع السنوي لمؤسسة CMA عن مخاطر الديون السيادية في العالم، الذي تضمن تصنيفا للديون السيادية لدول العالم وفقا لأخطر هذه الديون وأكثرها أمانا في الوقت ذاته، ويوضح الجدول رقم (1) ترتيب أخطر الديون السيادية في العالم، واحتمال التوقف عن السداد أي احتمال أن تقوم الدولة بإعادة هيكلة ديونها، وتصنيف الدين السيادي للدولة، فضلا عن هامش معدل الفائدة للسندات السيادية للدولة استحقاق خمس سنوات.
يوضح الجدول أن اليونان استمرت على رأس قائمة الدول صاحبة أخطر الديون السيادية في العالم، بهامش 8453.3 نقطة عن متوسط معدل الاقتراض للسندات استحقاق خمس سنوات، وهو أعلى هامش لمعدل الفائدة على سندات الديون السيادية في العالم، وذلك نظرا لارتفاع مستويات المخاطر المحيطة بالدين اليوناني واضطرار دائني اليونان إلى الدخول في مفاوضات لإعفاء اليونان من 50 في المائة من ديونها السيادية وفقا لما توصلت إليه القمة الأوروبية، غير أن اليونان تطالب دائنيها حاليا بإعفائها من 70 في المائة من ديونها، في ظل مثل هذه التطورات يصبح هامش معدل الفائدة 85 في المائة تقريبا هامشا معقولا لتعديل معدل الفائدة المتوسط بالمخاطرة التي تحيط بالسندات اليونانية.
احتلت البرتغال المركز الثاني في قائمة الدول صاحبة أخطر الديون السيادية، غير أن المقارنة بين البرتغال واليونان تبرز وجود فارق كبير بين الدولتين، سواء من حيث التصنيف أو من حيث احتمال التوقف عن السداد، حيث تقدر مؤسسة CMA احتمال ألا تتمكن البرتغال من الوفاء بالتزاماتها نحو ديونها السيادية بـ 60.8 في المائة، وعلى الرغم من ارتفاع هذا الاحتمال إلا أن هامش معدل الفائدة على السندات البرتغالية نحو ثمن مستوياته في اليونان.
من جانب آخر، تشاركت أربع دول نفس التصنيف الائتماني للمؤسسة، حيث تقاربت من حيث احتمال توقفها عن سداد التزاماتها وكذلك من حيث هامش معدلات الفائدة على سنداتها التي تصدرها باستحقاق خمس سنوات، وهي باكستان التي احتلت المركز الثالث عالميا بعد أن تراجعت مركزين مقارنة بترتيبها السابق، وقدر احتمال توقفها عن خدمة ديونها السيادية بنحو 51 في المائة، حيث يصل هامش معدل الفائدة على سنداتها إلى 9.8 في المائة عن متوسط معدلات الفائدة على السندات استحقاق خمس سنوات. كما تحسن ترتيب فنزويلا والأرجنتين بمركز واحد لكل منهما، حيث احتلت فنزويلا المركز الرابع عالميا، بينما احتلت الأرجنتين المركز الخامس، والمعروف أن فنزويلا والأرجنتين من الناحية التقليدية تمتلك أخطر ديون العالم، ووفقا للتقرير يبلغ احتمال توقفهما عن خدمة ديونهما نحو 49 في المائة لكل منهما، بينما بلغ هامش معدل الفائدة على سنداتهما 9.2 في المائة تقريبا.
الدولة الثالثة في مجموعة دول منطقة اليورو التي تحتل موقعا في قائمة الدول صاحبة أخطر الديون السيادية في العالم هي البرتغال، التي احتلت المركز السادس متراجعة بمركز واحد من المركز السابع في التقرير ربع السنوي السابق. كذلك احتلت إيطاليا المركز العاشر بعد تحسن ترتيبها بمركزين في التقرير الحالي، وذلك بعد تراخي احتمالات الإفلاس نسبيا نتيجة لبرامج التقشف التي تطبقها إيطاليا حاليا وجهود البنك المركزي الأوروبي في شراء سندات دول منطقة اليورو المدينة. الدولة الوحيدة التي لم تظهر ضمن قائمة الدول صاحبة أخطر الديون السيادية في العالم من مجموعة دول الـ PIIGS هي إسبانيا، التي خرجت من القائمة منذ نحو تسعة أشهر.
التطور المثير عربيا هو دخول مصر قائمة الدول صاحبة أخطر الديون السيادية محتلة المركز الثامن عالميا، نتيجة لتصاعد مخاطر الإقراض لمصر في ظل عدم الاستقرار السياسي الذي تعيشه حاليا، وتراجع الموارد الأساسية لمصر من النقد الأجنبي، بصفة خاصة الإيرادات السياحية، فضلا عن تدهور احتياطيات البنك المركزي المصري من النقد الأجنبي إلى أقل من النصف تقريبا منذ بداية الثورة نتيجة استنزافها في سداد التزامات مصر الخارجية والدفاع عن الجنيه المصري في سوق النقد الأجنبي للحفاظ على قيمته من التدهور. هذه التطورات أدت إلى تزايد مخاطر السندات المصرية وارتفاع هامش معدل الفائدة عليها إلى 6.2 في المائة.
من التطورات المثيرة للاهتمام عربيا أيضا أن دبي خرجت من قائمة أكثر دول العالم خطورة من حيث دينها السيادي، منذ ستة أشهر تقريبا، وذلك نتيجة التطورات في اتفاقياتها مع الدائنين. هذه هي أخطر الديون السيادية في العالم، فما هي أكثر ديون العالم أمانا؟ هذا ما سنتناوله في الأسبوع المقبل - إن شاء الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي