رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مشاكل الرياضيين نتاج المجتمع

يعيش الوسط الرياضي حالة من الغليان، فعدم الرضا هو الصفة السائدة، والشكوى قصيدة يرددها الجميع ويرفعون عقيرتهم بها ومن ثم يرمون التهم على الجميع، فليس هناك من يعمل وفق ما خطط له، وليس هناك من يقدم أقل ما يؤمل منه، فاللجان سيئة، والمنشآت تآكلت وغلب عليها الصدى حتى هجرها مرتادوها، والمنتخب محبط للآمال، والأندية على شفا جرف هار منحدر بها لهاوية الإفلاس، واللاعبون غير واعين أو مدركين لمعنى الاحتراف الوظيفي والذي يعني أن تؤدي نظير ما تتقاضاه فبدأت موضة أشتري عقدي والوسيلة غاية في الاحترام، رسالة جوال لا أكثر يا لها من دوامة لا يعرف طرفاها ولا كيفية الخروج منها، حتى خيل لنا أن لو تشكل الوسط الرياضي رجلاً لأنشد "لا تشتكي من جور الأيام للناس" وما يشفع له أن قائلها مسؤول رياضي بارز. ولكن بعيدا عن الشأن الرياضي يجب أن نصارح أنفسنا بأن هذا الوسط ومن يعملون فيه ويتابعونه هم نتاج للمجتمع فهم يتعاطون مبادئه وأفكاره ويحملون ثقافته معهم أينما حلوا ونتساءل ألم تغرق جدة لأن المساكن بنيت في مجاري السيول في إهمال وطمع أعمى البعض عن تقدير العواقب؟ ألم نسمع بخبر مقتل طالب في المرحلة الثانوية بسبع رصاصات على يد زميله في وسط صرح علمي بني للتربية قبل التعليم؟!
لا أريد أن أكون سوداوياً ولكن أهملنا التربية في الصغر وأضعنا هيبتها في ظل وهن الرباط الأسري نتيجة التغيرات الاجتماعية مما سبب ضعف تأثيرها في النشء وتقويم سلوكياته في ظل طغيان التقنية ووسائل الترفيه على حياتهم، يغذي هذا الخلل جزء لا يمكن أن نغفل عنه أو أن نتجاهله من إعلام امتهن الإثارة واللعب على المتناقضات حتى ولو خدشت لحمة الوطن مطية للشهرة والتسويق وزيادة الربح المادي بعيداً عن القيم والمبادئ الراسخة للرقي بفكر الوطن والمواطن وزيادة الترابط بينهما.
عندما ينزل مشجع إلى أرض الملعب هل كان يخشى والده أو أن يخدش صورة أسرته الجميلة بكل تأكيد هو لا يخاف من شيء ولا يأبه بشيء لذلك تمرد.
البطالة ألقت بظلالها على شريحة كبيرة من الشباب وبالتالي فالترويح وصل ببعضهم إلى مدى بعيد وخطير ألا وهو ممارسة التفحيط على طلقات السلاح الناري، واسألوا شرق الرياض يخبركم بحجم المأساة.
وحين نعود للمجتمع الرياضي كيف لنا أن نوجد وسطا مثاليا من العدم فهو نتاج لما غذيناه في وقت سابق فالقضية أكبر من حصرها في منشأة رياضية أو كراسي و بوابة إلكترونية تم تركيبها، فتصحيح المسار وتقويم الانحراف يجب أن يبدأ من الرئاسة ذاتها مرورا بالإعلام وأن يتم ترشيد الإثارة والعاطفة الطاغية على بعض المنتمين له، فالميول أصبحت هي التي تحركهم وتوجههم، ودخل التحكيم على الخط فأصبح الحكام يصنفون على حسب ميولهم كذلك وهذا أمر خطير وشائك.
- لكي نصل للبداية الصحيحة من جديد يجب فرض هيبة وقوة النظام وفق شفافية ووضوح في القوانين والأنظمة.
- مشكلة النظام وتطبيقه والقدرة على تحديث العمل والأنظمة هي مشكلة عامة تعانيها أغلب أجهزة الدولة والرئاسة العامة جزء من هذه المشكلة.
- الإحساس بالمسؤولية وإنكار الذات شعور طيب وجميل لكن في زمن الماديات فقدنا كثيراً من الجمال الروحي والأدبي.
- كثير من اللاعبين لا يحملون الفكر السليم والصحيح لمعنى الاحتراف فيجب أن ندخل مرحلة التأهيل الفكري قبل توقيع العقود.
- أين دور المحامي الرياضي؟ فلا الأندية فعلت دورهم ولا اللاعبين، فقط عند حدوث مشكلة تتم الاستعانة والاستنجاد بهم مع أنه يجب وجودهم قبل العقد لمعرفة الحقوق والواجبات والنتائج المترتبة على بنود العقود قبل توقيعها.

الخاتمة
لا تشتكي من جور الأيام للناس
وادفن همومك في ثرى الصمت كله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي