عروض تسويقية لضم آلاف المتابعين والأصدقاء في «تويتر» و«فيسبوك»
انتشرت في الآونة الأخيرة عن طريق جهات تجارية متخصصة في الخدمات الرقمية المقدمة من خلال الإنترنت، عروض للتسويق على مواقع الشبكات الاجتماعية لتمكين الأعضاء من زيادة عدد المتابعين والأصدقاء، وبالتحديد لمستخدمي شبكتي ''الفيسبوك'' و''تويتر''؛ وبمقابل مادي تحدد تكاليفه حسب نوعية الخدمة المطلوبة.
وتطرح تلك الجهات، التي تمارس التسويق من خلال المواقع الإلكترونية لتصيد المشتركين فيها، إذ تطرح عليهم خدمات الحصول على أعداد أكثر من المشتركين عند إيداع المبالغ المطلوبة - حسب الاتفاق - ومن ضمن تلك الخدمات الحصول على عشرة آلاف متابع Followers على الموقع الشهير ''تويتر''.
وتقدم هذه الجهات كل الخدمات بمقابل مادي يبدأ من 70 دولارا ويصل إلى ما يعادل 270 دولارا أمريكيا أو ألف ريال سعودي، وتشمل التكلفة لهذه الخدمات العمل لمدة تبدأ من شهر، وبعد الانتهاء من الاشتراك في هذه الخدمة حسب المدة المتفق عليها سيفقد المشترك المتابعين له وسيظهر الحقيقيون فقط.
#2#
وحول هذه المسألة يعلق محمد حمدان، وهو إعلامي سعودي من المغردين والموجودين في شبكات المواقع الاجتماعية، أنه توجد عروض كثيرة لمثل هذه الخدمات، وبالنظر لآخر الإحصاءات في عام 2011م عن عدد مستخدمي موقع الفيسبوك في الوطن العربي، التي أوردت أنهم في حدود 32 مليون مستخدم، وأربعة ملايين مستخدم بالنسبة لتويتر من المنطقة العربية، وهو ما يسهم في تزايد مثل هذه الأنشطة التسويقية.
وألمح حمدان إلى أنه بمجرد فتح الملف الشخصي (البروفايل) لعدد من الأسماء المنتسبة للمواقع الاجتماعية ومن أبرزها الفيسبوك وتويتر فستظهر لك قائمة عريضة من المتابعين followers قد يبلغ عددهم عشرات الألوف بل مئات الألوف، وعند التدقيق في الأسماء والبلد فإننا نفاجأ بخليط من الجنسيات الأعجمية من بلاد آسيوية وأوروبية ومن القارة الأمريكية.
ويطرح محمد حمدان تساؤلا كيف لهذا التعداد الهائل من المتابعين والمريدين لهذا الشخص العربي أن يفهموا تغريداته ومنهم الإيطالي والماليزي والنرويجي والإسباني والمكسيكي؟! ما يوضح لنا أن هؤلاء الأعضاء استعانوا بمثل هذه الخدمات التجارية مقابل مبلغ مالي محدود لا يتجاوز عشرة آلاف ريال لفترة زمنية قصيرة.
ويبدو أن الأمر عند كثير من هذه الأسماء يستحق كل تلك المراوغة والتمويه على الآخرين لكسب مزايا تقدمهم في مراكز عالية في قائمة الأكثر متابعة على المواقع الشبكات الاجتماعية.
#3#
ويؤكد ما سبق زيد الشكري، مختص وباحث في وسائل الاتصال الرقمية، بأن هذه الظاهرة بلا شك لا تقل خداعا وتضليلا عن أي شيء آخر، فهي محاولة لغش المتصفح والمجتمع، وذلك بتغليف أمر غير موجود، يوهم المستخدم بأهمية محتوى معين أو منتج معين، ويحاول من خلاله كسب أكبر عدد ممكن من المتابعين الحقيقيين من خلال هؤلاء الوهميين.
وأضاف الشكري أنه على المسؤولين في تلك المواقع الوقوف عاجلاً للحد من مثل تلك الممارسات التي تقلل من مصداقية وأهمية قواعد البيانات التي تملكها تلك المواقع.