رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الوقود الحيوي أكثر تلويثا للبيئة من النفط (2 من2)

مع استبعاد الانبعاثات الناتجة عن تغير استخدام الأراضي، هذه الدراسات انحازت بصورة كبيرة نحو الوقود الحيوي نظرا لأنها احتسبت فوائد الكربون من استخدام الأراضي لمصلحة الوقود الحيوي، لكنها لم تحتسب الانبعاثات الناتجة عن تحويل الأراضي من الاستخدامات الحالية. لإنتاج الوقود الحيوي، يعمد المزارعون إلى تحويل مزيد من الغابات أو الأراضي العشبية، نتيجة لذلك يطلق إلى الجو كثير من الكربون المخزن في النباتات والتربة من خلال التحلل أو الحرق. كما أن فقدان الغابات والمراعي سيؤدي إلى تنحية الكربون المخزون نتيجة نمو النباتات في كل سنة، هذا الخزين الضائع من الكربون يعادل كمية إضافية من الانبعاثات. لذلك على الدراسات في هذا المجال الأخذ في نظر الاعتبار جميع هذه العوامل عند احتساب انبعاثات الغازات الدفيئة، ليس مجرد الاعتماد على الاستفادة الإجمالية من استخدام الأراضي لصالح إنتاج الوقود الحيوي. في هذا الجانب، يشير عديد من الدراسات إلى أنه في حالة إنتاج الوقود الحيوي من الأراضي المحولة، يكون صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أكبر بكثير من انبعاثات الوقود الأحفوري. حيث إن أي انخفاض طفيف في انبعاثات الغازات الدفيئة من استخدام الوقود الأحفوري نتيجة للتوسع في الوقود الحيوي سوف يكون على حساب زيادات كبيرة في انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن إزالة الغابات، نتيجة تغيير استخدام الأراضي، انبعاثات أوكسيد النيتروز وانبعاث الكربون من فقدان الكربون العضوي للتربة، والحرائق. عليه الإيثانول المستخرج من الذرة، بدلا من أن يحقق وفورات بنسبة 20 في المائة من الانبعاثات، يضاعف تقريبا من انبعاثات الغازات الدفيئة على مدى 30 عاما، ويزيد من غازات الاحتباس الحراري لمدة 167 سنة. الوقود الحيوي من العشب، إذا نما على الأراضي المزروعة بالذرة في الولايات المتحدة مثلا، سيؤدي إلى زيادة الانبعاثات بنسبة 50 في المائة. في هذا الجانب، تشير حسابات جامعة بيركلي في كاليفورنيا التي تشمل التغيير المباشر فقط لاستخدام الأراضي الزراعية، إلى أن الإيثانول المستخرج من الذرة هو 2.4 مرة أكثر سوءا من البنزين. في حالة أخذ التغييرات غير المباشرة لاستخدام الأراضي الزراعية في الحسبان أيضا (إزالة الغابات العالمية) فإن الحسابات تشير إلى أن الإيثانول المستخرج من الذرة هو ست مرات أكثر سوءا من البنزين. إضافة إلى ذلك خلصت وكالة حماية البيئة الأمريكية إلى أن زيادة استخدام الإيثانول أدت إلى زيادة مستويات الأوزون، هذا مؤشر رئيس لتكون الضباب الدخاني وسبب رئيس لبعض الأمراض.
على الرغم من المعرفة الكبيرة بدورة حياة (جميع مراحل الانبعاث) انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من إنتاج الإيثانول من قصب السكر، إلا أن انبعاثات الغازات الأخرى والهباء الجوي لا تزال نسبيا غير مؤكدة. الإيثانول المنتج من قصب السكر له دورة حياة انبعاثات ملوثة للهواء كبيرة وذلك بسبب حرق الكثير من الأراضي الزراعية لقصب السكر قبل الحصاد. تشير الدراسات في هذا الجانب إلى أن التعرض لهذه الانبعاثات ينتج عنه آثار صحية مثل أمراض الجهاز التنفسي. على الرغم من أن بعض الحكومات الإقليمية قد بدأت بتشجيع المزارعين للحد تدريجيا من حرق الأراضي الزراعية، إلا أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية لقصب السكر ما زالت تحرق.
تلوث الهواء، الذي يعتمد على التوزيع المكاني والزماني للانبعاثات، هو إذا مسألة في غاية الأهمية لتحقيق الاستدامة في إنتاج الإيثانول من قصب السكر. في هذا الجانب قامت بعض الدراسات الحديثة بإجراء تقييم على دورة الحياة الكاملة لإنتاج واستخدام الإيثانول من قصب السكر بالاعتماد على بيانات مسح زراعية، عوامل انبعاثات، وتقييم دورة حياة الانبعاثات. حيث استخدمت هذه الدراسات أسلوب دورة الحياة الكاملة لإنتاج واستخدام الإيثانول من قصب السكر للحصول على تقديرات مباشرة للتوزيع المكاني والزماني للانبعاثات الجوية الملوثة.
لقد أظهرت هذه الدراسات أنه حتى في المناطق التي تم فيها خفض حرق الأراضي الزراعية لقصب السكر قبل الحصاد إلى النصف، فإن الانبعاثات المحلية لملوثات الهواء استمرت في الزيادة نظرا للتوسع في مساحات نمو قصب السكر، واستمرار هيمنة مرحلة الحرق على دورة حياة الانبعاثات. عادة يتم رصد الآثار البيئية المترتبة من جراء حرق حقول قصب السكر عن طريق الأقمار الصناعية، لكن الدراسات أثبتت أن الأماكن المنفردة الصغيرة للحرائق التي يصعب رصدها عن طريق الأقمار الصناعية أدت إلى نتائج غير صحيحة للأثر البيئي الذي يشكله حرق الأراضي الزراعية.
المقارنة بين التقديرات المباشرة للتوزيع المكاني والزماني للانبعاثات من عملية حرق الأراضي الزراعية لقصب السكر مع تقديرات الانبعاثات بواسطة الأقمار الصناعية تشير إلى أنه ليس بالإمكان رصد جميع انبعاثات الحرق بواسطة الأقمار الصناعية، بسبب صعوبة رصد الأماكن المنفردة الصغيرة للحرائق. من خلال عملية إعادة تقييم بعض النتائج، أظهرت الدراسات أن انبعاثات الحقيقة للمناطق المحروقة قد تصل إلى أربعة أضعاف عما كان مقدرا في السابق، مما يوحي بأن تأثير إنتاج الإيثانول من قصب السكر على البيئة يمكن أن يكون أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقا.
هذه النتائج تثير المخاوف بشأن الكميات الكبيرة من الوقود الحيوي التي حددتها الدول ضمن سياساتها من أجل تنويع مزيج الوقود المستخدم في مجال النقل والمواصلات، زيادة أمن الإمدادات وتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة! حيث إنه في هذا الجانب يشير كثير من الدراسات إلى أن التوسع في استخدام الوقود الحيوي هو أسوأ على البيئة من عدم القيام بأي شيء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي