السوق الأمريكية تبعث التفاؤل في البورصات العالمية
حافظت الأسواق العالمية على مسارها الصاعد في تداولات الأسبوع الماضي، في محاولة لتعويض خسائرها التي حققتها في تموز (يوليو) الماضي بسبب أزمة الدين الأمريكي والديون الأوروبية التي سيطرت على اجتماعات رؤساء الدول في الفترة الماضية سواء في الحكومة الأمريكية، أو القمة الأوروبية، أو قمة العشرين وغيرها.
وفي تداولات الأسبوع الماضي حافظت السوق الأمريكية على إيجابيتها، حيث نجح مؤشر داو جونز في تجاوز مقاومة تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، باتجاه صاعد نحو مقاومة شهر نيسان (أبريل)، دعمت السوق الأمريكية في مسارها الصاعد انخفاض معدل طلبات إعانة البطالة بنسبة 10 في المائة وذلك منذ كانون الثاني (يناير) 2011، إضافة إلى تحسن سعر صرف الدولار مقابل اليورو. ولا يزال مؤشر داو جونز محافظا على إيجابيته الفنية باستقرار متوسطه المتحرك للـ 50 يوما فوق المتوسط المتحرك للـ 200 يوم، الذي اخترقه صعودا في مطلع تداولات شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
وفي أوروبا تجاهلت الأسواق المالية تأثيرات الديون الأوروبية، التي أدت إلى تراجع اليورو مقابل الدولار في الأسبوع الماضي. واستمرت الأسواق الأوروبية في مسارها الصاعد متجاوزة مقاومة متوسط الـ 50 يوما ، لكنها لا تزال تحت مقاومة الـ 200 يوم، باستثناء الفوتسي الإنجليزي الذي نجح في تجاوزها في بداية لتوجه إيجابي متوقع. ولكن لا تزال المتوسطات في ترتيب غير إيجابي فنيا.
أما الأسواق الآسيوية فلم تنجح في تجاوز مقاومة المتوسط المتحرك للـ 50 يوما، ويمكن وصف أدائها في تدوالات الأسبوع الماضي بالسلبي فنيا.
وفي الشأن المحلي حققت السوق المالية السعودية TASI ارتفاعاً في قيمتها الأسبوعية بلغت نسبته 1,4 في المائة بعد أن أغلق المؤشر عند مستوى 6418 نقطة في تداولات الأسبوع الماضي، كاسباً بذلك 88 نقطة خضراء مقارنة بإغلاق المؤشر في 21 كانون الأول (ديسمبر) الماضي عند 6330 نقطة.
أسهم في هذا الارتفاع جميع قطاعات السوق ما عدا ثلاثة قطاعات شهدت تراجعاً، جاء في مقدمة القطاعات الرابحة في تداولات الأسبوع الماضي قطاع التشييد والبناء في مقدمتها بارتفاع بلغت نسبته 5,2 في المائة، يليه قطاع الأسمنت بـ 4,7 في المائة، وقطاع التطوير العقاري بـ 3 في المائة، وقطاع التأمين بـ 2,8 في المائة، وقطاع المصارف بـ 1 في المائة، وقطاع البتروكيميات بما يقارب 1 في المائة، فيما جاء قطاع الفنادق والسياحة أبرز القطاعات الخاسرة بـ 3,3 في المائة، وقطاع شركات الاستثمار المتعدد بـ 2,3 في المائة، وقطاع الإعلام والنشر بـ 1,5 في المائة.
وعلى مستوى الشركات بلغ عدد الشركات المرتفعة في تداولات الأسبوع الماضي 100 شركة، فيما تراجعت القيمة السوقية لـ 44 شركة وبقيت ثلاث شركات لم تتغير قيمتها الأسبوعية فقط وهي: ''المجموعة السعودية''، ''العبداللطيف''، و''هرفي''.
وعلى مستوى السيولة شهدت سيولة السوق ارتفاعاً في قيمتها حيث تجاوزت الـ 30 مليار ريال بارتفاع بلغت نسبته 15 في المائة، كما ارتفع معدل التداول اليومي إلى 6,1 مليار ريال. صاحب ارتفاع السيولة ارتفاع في عدد الصفقات المتداولة الذي تجاوز 732,8 ألف صفقة ارتفع معها معدل الصفقات اليومية بنسبة 13,6 في المائة ليصل إلى 146,6 ألف صفقة يومياً، كما ارتفع عدد الأسهم المتداولة بنسبة 6,7 في المائة بعد أن ارتفع معدلها اليومي إلى 266,8 مليون سهم يومياً.
وفي توزيع السيولة على القطاعات المتداولة لفت الانظار قطاعا التجرئة والمصارف، حيث شهد قطاع المصارف ارتفعاً ملحوظاً حيث نال 6 في المائة منها ، مقارنة بمعدل 4 في المائة في الأشهر الثلاثة الماضية، أما قطاع التجزئة فقد لفت الأنظار بحصوله على 10,8 في المائة من قيمة تداولات هذا الأسبوع بينما كان معدل نصيبه الأشهر الثلاثة الماضية 2 في المائة، أما قطاع البتروكيميات فما يزال متراجعاً عن معدل الأشهر الثلاثة الماضية البالغ 24 في المائة إذ بلغ نصيبه في تداولات الأسبوع نفسه 18 في المائة فقط، ولا يزال نصيب قطاع الاستثمار الصناعي مرتفعاً حيث نال 6,5 في المائة من السيولة الأسبوعية مقارنة بـ 4 في المائة معدل الأشهر الثلاثة الماضية، كذلك الحال الذي في قطاع التشييد والبناء الذي احتل 10,25 في المائة من السيولة الأسبوعية مرتفعاً عن معدل الأشهر الثلاثة البالغ 4,2 في المائة، ولا يزال الارتفاع كذلك في قطاع التطوير العقاري الذي نال 8,5 في المائة مقارنة بمعدل 3,8 في المائة في الأشهر الثلاثة الماضية. وشهد قطاع الزراعة استقراراً في نصيبه عند 10,8 في المائة، أما قطاع التأمين فلا يزال متراجعاً إلى 11,2 في المائة مقارنة بمعدل الأشهر الثلاثة الماضية البالغ 32 في المائة.
وبالنظرة التحليلية الفنية حقق مؤشر السوق المالية السعودية TASI إيجابية فنية بتجاوزه للمتوسط المتحرك للـ 200 يوم = 6295 نقطة، عزز TASI هذا الصعود الإيجابي بتجاوز مقاومة 6355 نقطة والاستقرار فوقها، أما المتوسط المتحرك للـ 50 يوما = 6245 نقطة فلا يزال في إشارة سلبية بإغلاقه تحت المتوسط المتحرك للـ 200 يوم. ومن المتوقع في تدوالات هذا الأسبوع أن تشهدها الأسواق العالمية والسوق المحلية السعودية مرحلة إيجابية في الفترة الحالية بعد نجاح معظم الموشرات في تجاوز مقومة المتوسط المتحرك للـ 50 يوم.
أما مؤشرالسوق المالية السعودية TASI الذي نجح في تجاوز مقاومة 6295 نقطة متجهاً نحو مقاومة 6455 نقطة، فمن المتوقع أن ينهج نهج السوق الأمريكي الذي نجح متوسطه المتحرك للـ 50 يوما في اختراق متوسط الـ 200 يوم صعودا، ولا يزال محافظا على هذه الإشارة الإيجابية. يدعم مؤشر السوق المالية السعودية الأداء الإيجابي للاقتصاد السعودي ممثلا في ميزانية الخير التي حققت فائضا قدره 224 مليار ريال، كما يزيد من الدعم الإيجابي لمؤشر السوق النتائج المالية للشركات المتدوالة التي من المتوقع أن تحقق أرباحا تتجاوز الـ 95 مليار ريال في نهاية 2011 وبنسبة زيادة متوقعة تتجاوز الـ 20 في المائة مقارنة بأرباح 2010.
وإن كانت المؤشرات الفنية تشير إلى توقع أن يواجه مؤشر TASI مقاومة قوية في النقطة القادمة، وربما العودة لاختبار نقطة دعم 6295 نقطة. وهي نقطة وقف الخسارة إذا ما فاجأت الديون الأوروبية الأسواق العالمية بتأثير جديد.