رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


مصادر الغاز الطبيعي في الصين: ميثان الفحم الحجري (2 من 2)

على عكس ميثان مناجم الفحم CMM، إنتاج ميثان طبقة الفحم CBM لا يزال محدودا في الصين، حيث كان معدل الإنتاج السنوي مليار متر مكعب فقط (0.1 مليار قدم مكعب في اليوم) في عام 2009، لكن مع ارتفاع عدد المشاريع، فإن هذا الرقم قد تضاعف ووصل معدل الإنتاج السنوي إلى ملياري متر مكعب (0.2 مليار قدم مكعب في اليوم) في عام 2010. أحد العوامل التي أسهمت في الإسراع في عمليات تطوير ميثان طبقة الفحم هو قرب خط أنابيب الغاز الذي يربط الغرب بالشرق من مواقع هذه الموارد. في الوقت نفسه ارتفاع معدلات إنتاج ميثان مناجم الفحم CMM في الصين يعكس النمو الهائل في إنتاجها من الفحم، حيث ارتفع إنتاج الصين من الفحم من 2.2 مليار طن متري في عام 2005 إلى أكثر من ثلاثة مليارات طن متري في عام 2010.
معدلات إنتاج ميثان طبقة الفحم CBM في الصين يجب التعامل معها بحذر بسبب الكميات الكبيرة المستخرجة من ميثان مناجم الفحم CMM، التي بلغت نحو ستة مليارات متر مكعب (0.58 مليار قدم مكعب في اليوم) في عام 2010. على سبيل المثال في مقاطعة شانشي، التي تملك نحو 40 مشروع ميثان طبقة الفحم CBM، أكثر من ملياري متر مكعب (0.19 مليار قدم مكعب في اليوم) من الميثان ينتج خلال عمليات تعدين مناجم الفحم، بما في ذلك استخلاص الغاز قبل عمليات التعدين.
حقوق الإنتاج والتنقيب عن ميثان طبقة الفحم CBM في الصين تهيمن عليها شركة بتروتشاينا PetroChina، حيث تمتلك نحو 45 في المائة من الاحتياطيات المؤكدة أي نحو 92 مليار متر مكعب (3.25 تريليون قدم مكعب)، تليها شركة الصين المتحدة لميثان طبقة الفحم، بحصة 25 في المائة.
تطوير مصادر ميثان طبقة الفحم في الصين لم يكن بالسرعة كما هو متوقع بسبب وجود بعض التحديات، هذه التحديات تشمل نواحي فنية، مؤسساتية واقتصادية وطبعا من النواحي البيئية أيضا.
من الناحية الجيولوجية يمتاز العديد من مناجم الفحم في الصين بانخفاض النفاذية وانخفاض الضغط مقارنة بمثيلاتها في أستراليا مثلا. حاليا الكثير من إنتاج ميثان طبقة الفحم يعتمد على إمكانات محلية، عن طريق آبار عمودية بسيطة، حيث يتم حفر الآبار العمودية باستخدام تقنيات محلية، وبالتالي فهي أرخص من تقنيات الحفر الأفقي المستوردة. بصورة عامة استخدام الحفر الأفقي يحسن إنتاجية الآبار بصورة كبيرة (ما بين خمس إلى عشر مرات) على حساب التكلفة، لكن عند أخذ التكلفة بدلالة المتر المكعب الواحد أو القدم المكعب الواحد من الإنتاج تكون مماثلة لتكلفة الآبار العمودية.
تداخل المصالح والمنافسة بين عمليات التعدين وإنتاج ميثان طبقة الفحم لا تزال قائمة وتشكل تحديا كبيرا. لذلك على الحكومة الصينية وضع سياسة للمساعدة في توضيح وتسريع تطوير موارد ميثان طبقة الفحم CBM. في هذا الجانب اتخذت الصين بعض الخطوات، على سبيل المثال أوصت بإعطاء الأولوية لإنتاج ميثان طبقة الفحم على استخراج الفحم عندما يكون تركيز الغاز أكثر من ستة أمتار مكعبة لكل طن من الفحم، في حين أوصت بإعطاء الأولوية لإنتاج الفحم عندما يكون تركيز الغاز أقل من ستة أمتار مكعبة للطن الواحد من الفحم، لكن هذه المقترحات لم تنفذ حتى الآن.
توليد الطاقة الكهربائية وتشغيل المركبات بالغاز الطبيعي المضغوط هما عادة من استخدامات الأسواق المحلية لغاز ميثان طبقة الفحم CBM، على الرغم من أن في بعض الأحيان جزء من الإنتاج يستخدم للأغراض المنزلية أيضا. في حالة استخدام ميثان طبقة الفحم CBM في مركبات الغاز الطبيعي المضغوط غالبا ما يركز التحدي على ضمان استمرارية الإمدادات. كمثال على ذلك، أو نتيجة لذلك، العديد من السيارات العاملة في هذه المناطق لديها القدرة على استخدام نوعين من الوقود (البنزين والغاز الطبيعي المضغوط)، لكن هذا بدوره يلغي بعض المكاسب الاقتصادية لمركبات الغاز الطبيعي المضغوط، حيث يفقد المحرك بعض الكفاءة.
في قطاع الطاقة الكهربائية الطلب على الغاز إلى حد كبير مركز في مشاريع محلية صغيرة نسبيا، عادة عدة مئات من آلاف الكيلوواتات أو عدد قليل من الميجاواط. بيد أن بعض المقاطعات تقوم ببناء محطات كبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية تصل طاقتها إلى أكثر من مئة ميجاواط مصممة على ميثان طبقة الفحم CBM.
أسعار ميثان طبقة الفحم CBM غير خاضعة للتسعيرة الحكومية not regulated، إن كلف إنتاج ميثان طبقة الفحم CBM مرتفعة نسبيا مقارنة بتكلفة إنتاج الغاز من المصادر التقليدية، على الرغم من أن تطوير عدد كبير من المشاريع قد يسهم في خفض التكاليف. بالنسبة للمنتجين القادرين على استخدام شبكة خطوط الأنابيب الخاصة بهم، يمكنهم الوصول إلى الأسواق البعيدة والحصول على أسعار أعلى تغطي التكاليف العالية، في حين الموردون لشبكة خطوط الأنابيب المحلية من المرجح أن يحصلوا على أسعار أقل في السوق المحلية.
الغاز الطبيعي المضغوط والغاز الطبيعي المسال يوفران درجة من المرونة في إيصال الغاز إلى أسواق بعيدة، لكن هذه الأسواق قد تكون مؤقتة فقط، حيث إن الصين مستمرة في توسيع شبكات خطوط أنابيبها الوطنية والإقليمية، إضافة إلى ذلك قد لا يكون سعر الغاز مشجعا.
هناك عدد من السياسات يمكنها أن تدعم تطوير مصادر ميثان طبقة الفحم CBM، تشمل هذه مثلا الإعفاء من الرسوم الجمركية والضرائب المفروضة على بعض المواد المستوردة المستخدمة في عمليات استكشاف وتطوير ميثان طبقة الفحم CBM والتي لا يتم إنتاجها في الصين. لكن يبقى أن نرى ما إذا كانت مثل هذه الحوافز المالية ستساعد على تعزيز تطوير ميثان طبقة الفحم CBM. على سبيل المثال في كل من أمريكا الشمالية وأستراليا كانت الزيادة في أسعار الغاز هي التي أسهمت في تعزيز إنتاج ميثان طبقة الفحم CBM وليس الحوافز والإعفاءات الضريبية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي