رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


إمدادات النفط العالمية تبلغ مستوى قياسيا جديدا

على الرغم من أن بعض التوقعات حذرت من وصول الإنتاج العالمي للنفط إلى ذروته في وقت مبكر، واصلت هذه الإمدادات نموها. وبلغت في تشرين الأول (أكتوبر) مستوى قياسيا جديدا تجاوز 90 مليون برميل يوميا، حيث ارتفعت الإمدادات العالمية بنحو 600 ألف برميل في اليوم عما سجلته في أيلول (سبتمبر)، وأكثر من 1.5 مليون برميل في اليوم مقارنة بتشرين الأول (أكتوبر) 2010، وفقا لاستطلاعات أولية للإنتاج العالمي للنفط.
يعزى هذا الارتفاع بالدرجة الأساسية إلى عودة الإنتاج في بعض البلدان غير الأعضاء في ''أوبك'' الذي كان متوقفا نتيجة مشكلات فنية وأعمال صيانة مبرمجة وغير مبرمجة، حيث أصيبت الإمدادات من خارج دول منظمة أوبك ببعض الإخفاق خلال الربع الثاني والثالث من هذا العام، نتيجة الاضطرابات السياسية، مشكلات فنية، سوء الأحوال الجوية، الحوادث والحرائق. نتيجة هذه المشكلات أكثر من 600 ألف برميل في اليوم كانت خارج الإنتاج من هذه الدول في الربعين الثاني والثالث من هذا العام. وأسهمت عودة الإنتاج الليبي وانتعاش الإمدادات من أنجولا في هذه الطفرة في الإنتاج العالمي من النفط.
لقد أسهم ارتفاع الإمدادات النفطية من المنتجين من خارج دول منظمة أوبك بنحو 460 ألف برميل في اليوم. هذه الزيادة تقاسمها في الدرجة الأساس ارتفاع الإنتاج من بحر الشمال وأمريكا الشمالية، حيث ارتفع الإنتاج النفطي أكثر من 200 ألف برميل في اليوم في كل منهما في شهر واحد. في هذا الجانب أشارت البيانات الجديدة من دائرة البترول النرويجية إلى ارتفاع الإنتاج من حقولها في تشرين الأول (أكتوبر) أكثر من 130 ألف برميل في اليوم مقارنة بأيلول (سبتمبر)، على الرغم من استمرار المشكلات التقنية والتوقفات في مجالات عدة. أما إنتاج النفط من المملكة المتحدة فقد سجل زيادة تربو على 90 ألف برميل في اليوم في الفترة من أيلول (سبتمبر). الجزء الأكبر من هذه الزيادة كان نتيجة استمرار انتعاش الإنتاج من حقل الصقر Buzzard، الذي يشكل جزءا من مزيج خام الفورتيز Forties. كما استفادت الولايات المتحدة من عدم حدوث أعاصير في خليج المكسيك خلال الشهر الماضي، والذي سمح باستمرار انتعاش الإنتاج من الحقول البحرية العميقة في مرحلة ما بعد حادثة البئر ماكوندو، حيث تسارعت وتيرة إكمال حفر الآبار الجديدة هناك.
المكاسب في إنتاج النفط مستمرة أيضا من طبقات الرمال المتراصة أو المحكمة Tight Oil الغنية بالنفط في حوض باكن Bakken في ولاية داكوتا الشمالية، ومن طبقات السجيل الغازي الغنية بالنفط في ولاية تكساس، حيث ساعدت في مواجهة الانخفاض في الإنتاج من حقول ألاسكا، مما أدى إلى زيادة إنتاج النفط الخام الأمريكي أكثر من 160 ألف برميل في اليوم في الفترة من أيلول (سبتمبر).
والإنتاج لا يزال ينمو بقوة في كولومبيا، حيث ارتفع إنتاج النفط الخام بنحو 120 ألف برميل يوميا في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. إنتاج النفط من كولومبيا من المتوقع أن ينمو بنحو 100 ألف برميل يوميا في عام 2011 ليصل إلى 0.89 مليون برميل يوميا. في غانا حقل Jubilee في المياه العميقة الذي بدأ الإنتاج أخيرا من المتوقع أن يضيف نحو 120 ألف برميل يوميا في عام 2011.
إنتاج النفط الروسي أسهم هو الآخر في نمو الإنتاج خلال الشهر الماضي. لقد فسح خط أنابيب شرق سيبيريا - المحيط الهادئ الطريق أمام تطوير احتياطيات النفط الكبيرة في شرق سيبيريا، حيث إن الحكومة الروسية حريصة على تطوير المزيد من المنافذ لاحتياطياتها الضخمة من النفط الخام وخط أنابيب شرق سيبيريا - المحيط الهادئ هو بوابة الشرق بالنسبة لهم. وسيقوم الخط بنقل النفط الروسي ليس فقط من حقول النفط من شرق سيبيريا، بل أيضا من الحقول الغربية لسيبيريا. لقد أسهمت الحقول الجديدة في شرق روسيا بنحو 40 ألف برميل في اليوم في تشرين الأول (أكتوبر) مقارنة بالشهر الذي سبقه، حيث قامت الصين بتعويض نحو 45 ألف برميل في اليوم من الإنتاج الذي فقدته نتيجة تسرب النفط من أحد حقولها في خليج بوهاي في مطلع العام الحالي.
دول منظمة أوبك أسهمت من جانبها أيضا في نمو الإمدادات النفطية، لكن بصورة متواضعة مقارنة بإنتاج الدول من خارجها، حيث نمت إمداداتها النفطية خلال تشرين الأول (أكتوبر) أكثر من 150 ألف برميل في اليوم، هذه الزيادة تعكس ارتفاع الإنتاج بنحو 225 ألف برميل في اليوم من ليبيا و100 ألف برميل في اليوم من أنجولا. وهذا الأخير بفضل وصول أول شحنة من حقل بازفلور Pazflor إلى الأسواق العالمية. في حين قامت السعودية بخفض إنتاجها بنحو 50 ألف برميل في اليوم استجابة لارتفاع الإنتاج الليبي وضعف أساسيات السوق. وشهدت إيران أيضا انخفاضا في الإنتاج بنحو 50 ألف برميل في اليوم نتيجة صعوبات ذات صلة بالعقوبات. وانخفض الإنتاج من فنزويلا بنحو 30 ألف برميل بسبب أعمال الصيانة في أحد مرافق التحسين up-grader. وفقدت نيجيريا نحو 35 ألف برميل في اليوم بسبب تدمير بعض البني التحتية التي تخدم مجموعة مزيج خام بوني وفوركادوس. وأخيرا فقد العراق نحو عشرة آلاف برميل في اليوم نتيجة تأثر التصدير من جراء سوء الأحوال الجوية في شمال الخليج العربي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي