توقعات «أوبك» حول حركة النفط العالمية

في الثامن من الشهري الجاري قامت منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' بنشر توقعات النفط العالمية لعام 2035 للسنة الحالية OPEC World Oil Outlook 2011. هذا وقد ركزت توقعات المنظمة على التحديات المختلفة التي تجابه أسواق النفط العالمية على المديين المتوسط والبعيد، بما فيها عدم اليقين على الطلب على النفط، ارتفاع تكاليف الإنتاج، العمالة، وسياسات الدول الصناعية الكبرى بخصوص الأنظمة البيئية وبدائل الطاقة.
في تقريرها السنوي الحالي، رفعت ''أوبك'' من توقعاتها السابقة لاستهلاك النفط العالمي بنحو 1.9 مليون برميل يوميا بحلول عام 2015، إلى 92.9 مليون برميل يوميا مقارنة بتقريرها السابق، الجزء الكبير من هذا النمو في الطلب على النفط سيأتي من الأسواق الناشئة، حيث من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في الصين بنحو 21 في المائة إلى 11.6 مليون برميل يوميا بحلول عام 2015 من 9.6 مليون برميل يوميا حاليا. في حين يتوقع التقرير حدوث تغير طفيف في الطلب على النفط من دول منظمة التعاون والتنمية خلال هذه الفترة، حيث يتوقع استقرار الطلب عند 46 مليون برميل يوميا بحلول عام 2015. في هذا الجانب يتوقع تقرير ''أوبك'' أن يتخطى الطلب على النفط في البلدان النامية الطلب في الدول الصناعية بحلول عام 2016. مع ذلك حذرت ''أوبك'' من مخاطر استمرار المستويات العالية للديون السيادية الأوروبية وتباطؤ الاقتصاد الأمريكي على نمو الطلب العالمي على النفط.
إن رفع توقعات استهلاك النفط العالمي سوف ينعكس إيجابيا على الطلب على نفط المنظمة، حيث يشير التقرير في هذا الجانب إلى أن دول المنظمة في حاجة إلى رفع سقف إنتاجها بنحو 3.6 في المائة إلى 31.1 مليون برميل يوميا بحلول عام 2015.
بحلول عام 2035، يشير التقرير إلى أن الطلب العالمي على النفط من المتوقع أن ينمو بنسبة 25 في المائة ليصل إلى 109.7 مليون برميل في اليوم، يضيف التقرير أن 80 في المائة من إجمالي نمو الطلب العالمي على النفط على المدى الطويل من المتوقع أن يأتي من البلدان النامية في آسيا.
على الرغم من ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 23 مليون برميل يوميا بحلول عام 2035، أو بمعدل نمو في المتوسط يبلغ 0.9 في المائة سنويا، إلى 109.7 مليون برميل يوميا، إلا أن ارتفاع إنتاج النفط من خارج المنظمة من المتوقع أن يمثل أكثر من نصف هذه الزيادة، يشير التقرير. لذا الطلب على نفط المنظمة سيكون بحدود 39.3 مليون يوميا من النفط الخام في عام 2035. عليه حصة منظمة أوبك من النفط في السوق العالمية للنفط من المتوقع أن تصل إلى 36 في المائة بحلول 2035، هذا يمثل تغير طفيفا عما هي عليه الآن.
لمواجهة هذه الزيادة في الطلب، صناعة النفط العالمية ستحتاج إلى إنفاق نحو ثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2035 لتطوير إمدادات جديدة، وفقا لتقرير ''أوبك''. معظم هذه الاستثمارات ستكون في البلدان المنتجة من خارج المنظمة، حيث يتوقع التقرير أن تستثمر هذه الدول نحو 77 مليار دولار سنويا على المدى المتوسط، وأكثر من 90 مليار دولار سنويا على مدى البعيد. في حين يتوقع التقرير أن تستثمر دول ''أوبك'' نحو 30 مليار دولار سنويا حتى عام 2015، وأكثر من 40 مليار دولار سنويا على مدى الـ 20 عاما المقبلة.
أما بخصوص الإمدادات، فقد أشار التقرير إلى أن هناك ما يكفي من الموارد النفطية لتلبية الطلب المستقبلي على النفط، حيث بين التقرير أن تقديرات الاحتياطي ترتفع نتيجة التقدم التكنولوجي الذي يوفر إمكانات جديدة لتطوير الموارد التقليدية وغير التقليدية من النفط على حد سواء.
يفترض التقرير أن إمدادات النفط، سوائل الغاز الطبيعي، الوقود الحيوي وغيرها من السوائل النفطية غير التقليدية من الدول خارج منظمة أوبك من المتوقع أن ترتفع بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميا إلى 55.3 مليون برميل يوميا بحلول عام 2015، هذه الزيادة مدعومة بارتفاع الإنتاج من مشاريع الرمال النفطية الكندية، روسيا، كازاخستان، البرازيل والولايات المتحدة.
إنتاج ''أوبك'' من سوائل الغاز الطبيعي ستنمو بواقع 1.4 مليون برميل يوميا لتصل إلى 6.2 مليون برميل يوميا في عام 2015، من نحو 4.8 مليون برميل يوميا عام 2010، وفقا للتقرير. لذا يتوقع التقرير أن ترتفع ببطء كميات النفط الخام المطلوبة من منظمة أوبك من نحو 29.3 مليون برميل يوميا في عام 2010 إلى 31.3 مليون برميل يوميا في عام 2015. وحذرت المنظمة من أن المخاطر نتيجة انخفاض الطلب على نفط أوبك كبيرة، حيث إن مستويات الطاقات الإنتاجية غير المستخدمة يمثل مصدر قلق حقيقي للمنظمة. في الواقع، لقد رفعت المنظمة من تقديراتها بخصوص الطاقات الإنتاجية الاحتياطية من النفط، حيث يشير التقرير إلى أن الطاقات الاحتياطية لدى ''أوبك'' سترتفع من أربعة ملايين برميل يوميا إلى ثمانية ملايين برميل يوميا بحلول عام 2015، مقارنة بستة ملايين برميل يوميا في التقرير السابق.
ورفعت ''أوبك'' من افتراضاتها لأسعار النفط في ظل ارتفاع تكاليف الاستثمار وارتفاع أسعار العقود الآجلة في العام الماضي؛ حيث أشار التقرير إلى أن أسعار النفط ستراوح بين 85 دولارا و95 دولارا للبرميل خلال هذا العقد، أو نحو عشرة دولارات للبرميل الواحد أكثر مما كان متوقعا من قبل، قد ترتفع الأسعار إلى 133 دولارا للبرميل بحلول عام 2035، وفقا للتقرير.
بين التقرير أيضا تزايد الاعتماد المتبادل بين مختلف الأطراف في مجال الطاقة، ما يتطلب عملية حوار بناء وفاعل بين الجميع، مع التركيز على احتياجات ومسؤوليات كل من المنتجين والمستهلكين للنفط، المصدرين والمستوردين، البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء.
كما تناول التقرير مواضيع مهمة أخرى مثل سياسات الدول الصناعية الكبرى في مجال الطاقة والبيئة، التحديات التي تواجه الصناعة النفطية، التوقعات المستقبلية بخصوص الصناعة التحويلية، الطاقات الجديدة والمتجددة، وغيرها.