رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الغاز من المصادر غير التقليدية .. ميثان مناجم الفحم (2 من 2)

نواصل الحديث اليوم في هذا المقال عن إمكانية الاستفادة من ميثان مناجم الفحم كمصدر للطاقة عن طريق عدد من تقنيات أنظمة الأكسدة المتوافرة حاليا. حيث تقوم هذه العملية بتوليد الطاقة أيضا، التي يمكن استخدامها لتوليد الحرارة أو الكهرباء. ويمكن لأنظمة الأكسدة الحالية الاستفادة من تركيزات واطئة جدا من ميثان مناجم الفحم تصل إلى أقل من 1 في المائة. كثيرا ما تنشر هذه الوحدات في مواقع المناجم لتوليد الحرارة والكهرباء إلى المنجم.
حرق الميثان في أنظمة حرق الغاز التقليدية، وهو أحد الخيارات المتاحة أيضا للتخلص من ميثان مناجم الفحم الذي لولاها لنبعث مباشرة إلى الغلاف الجوي للمنجم. أنظمة حرق الغاز هي عبارة عن تقنية مهمة للتخلص من غاز الميثان بأمان وكفاءة، ويمكن أن تساعد على خفض كبير لمصدر رئيس لانبعاث الغازات الدفيئة. حيث يتم تحويل غاز الميثان إلى غاز ثاني أكسيد الكربون، حرارة وماء. على الرغم من أن عملية الحرق تؤدي أيضا إلى انبعاث غازات دفيئة في شكل غاز ثاني أكسيد الكربون، إلا أن عملية حرق الميثان تقلل فعلا من ظاهرة الاحتباس الحراري بصورة عامة؛ وذلك لأن تأثير الاحتباس الحراري لغاز الميثان 23 مرة أكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون. لكن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون لا يزال يمثل تحديا كبيرا فيما يتعلق بمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، عليه لا يعتبر خيار حرق الميثان الأكثر كفاءة أو صديقا للبيئة من ضمن خيارات الاستخدام النهائي لغاز ميثان مناجم الفحم.
انبعاث غاز الميثان من مناجم الفحم يشكل غالبية الانبعاثات من أنشطة تعدين الفحم ذات الصلة، على سبيل المثال في عام 2010 أسهم انبعاث غاز الميثان بنحو 90 في المائة من انبعاث أنشطة تعدين الفحم، وفقا للأرقام الصادرة عن وكالة حماية البيئة الأمريكية. الميثان غير المستثمر من تقنية تهوية هواء الميثان Ventilation Air Methane يسهم مساهمة كبيرة في هذه الانبعاثات، في هذا الجانب تشير إحصائيات وكالة حماية البيئة الأمريكية إلى أن أكثر من 50 في المائة من مجمل انبعاث غاز الميثان من مناجم الفحم العالمية ينشأ من الميثان غير المستثمر.
في الوقت الحاضر، هناك أكثر من 220 مشروعا في 14 بلدا في أنحاء مختلفة من العالم لاستثمار ميثان مناجم الفحم. هذه المشاريع تساعد على تجنب نحو 3.8 مليار متر مكعب من انبعاث غاز الميثان سنويا.
أستراليا نشطت بشكل خاص منذ فترة طويلة في نشر أنظمة توليد الطاقة وأنظمة الأكسدة المتوافرة لاستثمار الميثان المنبعث من المناجم. الولايات المتحدة لها أيضا إمكانات هائلة للاستفادة من ميثان مناجم الفحم لأغراض إنتاج الطاقة، لكنها لا تزال في الوقت نفسه تستثمر هذا الغاز في المقام الأول عن طريق ضخه مباشرة إلى شبكة الأنابيب بدلا من نشر أنظمة توليد الطاقة الكهربائية التي صممت خصيصا لغاز ميثان مناجم الفحم.
الصين تشهد نموا كبيرا في الاهتمام باستثمار والاستفادة من غاز ميثان مناجم الفحم، وذلك بسبب الكميات الكبيرة من انبعاث غاز الميثان من مناجم الفحم الخاصة بها. في الوقت الحاضر تمت الموافقة على عدد من المشاريع التي تستخدم لأغراض إنتاج الطاقة في الصين من ميثان مناجم الفحم بموجب آلية التنمية النظيفة CDM لبروتوكول كيوتو، هناك أيضا عدد آخر من المشاريع ينتظر الموافقة عليها. من هذه المشاريع، وضعت عددا من الخطط للاستفادة من ميثان مناجم الفحم كوقود داخل نظم توليد الطاقة.
المردود الأكبر لمشاريع ميثان مناجم الفحم بالنسبة للدول النامية يكمن بشمول هذه المشاريع بآلية التنمية النظيفة CDM لبروتوكول كيوتو لزيادة العوائد التي يمكن أن يوفرها من اعتمادات خفض الانبعاثات، الذي يعمل كمحرك اقتصادي إضافي.
فرص تطوير مشاريع ميثان مناجم الفحم مرتفعة أيضا في عدد من البلدان الأخرى، بما فيها الهند والمكسيك، على وجه الخصوص تعتبر المكسيك أحد المجالات الرئيسة المحتملة في هذا الجانب حيث يوجد فيها المناجم الحاوية على أكبر كمية ميثان في العالم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي