رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


تساؤلات حول مؤامرة اغتيال السفير السعودي

لن يتحول هذا العمود إلى منبر للسياسة. سنبقى نحوم حول الثقافتين العربية والإسلامية وشؤونهما، ونحاول قراءة تاريخ العرب والمسلمين وحاضرهم، ونقارنه ونقاربه مع تاريخ وحاضر أمم أخرى.
هذا ليس معناه أن صاحب العمود يفتقد القدرة على الكتابة في المواضيع السياسية. لأكثر من عقد من الزمن كنت مراسلا لأكثر الوكالات الإخبارية تأثيرا وانتشارا في العالم: رويترز وأسوشيتتبرس.
ولكن، ولعي بالتاريخ العربي والإسلامي ابتدأ وأنا تلميذ في المرحلة الابتدائية ولم ينقطع إلى يومنا هذا، وسيستمر إلى أن يأتيني الموت، وهو قدر محتوم. ويأتي القرآن في مقدمة أولوياتي عند دراستي للتاريخ العربي والإسلامي.
ما علاقة القرآن بموضوع اليوم؟
أنا أقرأ القرآن بشوق ونهم وأسمعه مرتلا. والقرآن يقدس العقل البشري (الإنسان) ويضعه في منزلة سامية جدا؛ كونه أرقى المخلوقات.
أليس الأولى بي أن أستخدم عقلي للقراءة قبل أن استخدام عقل الآخرين؟ إن قرأ الآخرون لي معناه استعبادهم وحرمانهم لي من عقلي (من إنسانيتي).
والقرآن، من خلال قراءتي، يسمح لي أن أثير تساؤلات بالقدر الذي يسمح لي عقلي. لماذا؟ لأن القرآن ذاته يثير الكثير من الأسئلة؛ كي يحث متلقيه على إشغال العقل.
وآتي الآن إلى موضوع اليوم وأقرأه من خلال ما تعلمته من القرآن - أي إعمال العقل وإثارة التساؤل والتعجب. وهنا أنا لا أبرئ أو أتهم أحدا. هذا ليس من اختصاصي.
ولكن لأكثر من سبب أجدني مستريبا ومتشككا جدا، لا بل خائفا.
كذبة الأسلحة العراقية ما زلنا نتذكرها جميعا. استغلوا هذه الفرية وغزوا العراق وبعد غزوه مزقوا المقاومة السنية وأضعفوها وقدموا العراق هدية على طبق من ذهب لإيران.
ألم تعترف ميليشيا عراقية مدعومة من إيران قبل أسابيع علانية بأنها قتلت العشرات من الأمريكيين في العراق وتقوم بقصفهم باستمرار؟ أليس هذا سببا كافيا لهم لمحاربة إيران؟ أم أنهم لن يحاربوها إلا وقد أحرقوا الجميع - عدا إسرائيل - معها؟
أكاذيبهم لا تحصى عند تعلق الأمر بفلسطين والقدس المغتصبة وثالث الحرمين. ألم يقدم لهم زعيم بلد الحرمين خطة سلام جريئة وشريفة ومشرفة لكل الأطراف. كيف تعاملوا معها؟
لو كانوا قد قبلوها لكان السلام الآن يعم الشرق الأوسط وتجنب العرب والمسلمون والعالم معهم الكثير من المآسي والحروب والاقتتال الذي نشاهده اليوم.
كل ما يقومون به في المنطقة العربية والإسلامية يجب أن يقع في المحصلة النهائية في خدمة إسرائيل. ولأنهم في تراجع - عسكريا واقتصاديا - لم يبق لديهم غير لعب الورقة المذهبية.
وهذه أخطر ورقة يواجهها العرب والمسلمون اليوم. لقد أنتجت هذه القصة حملة وتجييشا مذهبيا وطائفيا غير مسبوق في الإعلام تستخدم فيه كلمات وعبارات سلبية وأحيانا بذيئة وغير محتشمة وفي مواقع إعلامية مؤثرة.
وأحدثت شرخا كبيرا بين المذاهب، وأخشى أن تنقلها من الحرب الكلامية هذه إلى شفا حرب حقيقية. وهذا بالضبط ما يتمناه أعداؤكم.
وإلى اللقاء،،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي