رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


زمن محاسبة اللجان

منذ بدأت لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم عملها بعيد تشكيلها على يد الأمير نواف بن فيصل والهمس يدور هنا وهناك بأننا نعيش زمن ماجد قاروب وعصره الذهبي، ويرجع أصحاب هذه المقولة تقريرهم لما يعتقدون أنها حقيقة لما يشعرون به من كلمة مسموعة منحها الأمير إياه، وحين أصدرت لجنة الانضباط لائحتها الأخيرة والتي أتت مفاجئة لكل المنتسبين للوسط الرياضي كونها كانت في مجملها ترجمة حرفية للائحة البطولات المجمعة، فتبدل التلميح تصريحا بأن الزمن فعلا "زمن قاروب" كونه لم يكن ليتجرأ على إصدارها بأخطائها الفادحة وأن يضاف عليها توقيع بعض الأعضاء "دون علمهم" في مخالفة نظامية وقانونية كبرى لولا أنه أحس بأنه يعيش "زمنه الأجمل" وبالتالي أخذت به "الأنا بعيدا عن الساحل" فأبحر وحيدا دون صحبه.
فإذا عدنا للائحة نجد أنه أعطى لنفسه حقا لم يجرؤ على اتخاذه رؤساء الاتحاد السعودي السابقون ولا الحاليون في التفرد في القرار دون الرجوع لبقية الأعضاء، وزاد أنه أعطى لنفسه الحق في معاقبة من يراه دون إبداء مسببات القرار، وفي هذا جنوح وانحراف خطير لمسير الحركة الإدارية في المنظومة الرياضية.
وهذه الإرهاصات التي لم تغب عمن استشرفوا المستقبل وأدركوا إلى أين ستتجه اللجنة القانونية والكرة السعودية جعلتهم يكتبون ويتساءلون عن وضعية اللجان وآلية عملها، وقد كنت كتبت في هذه المساحة في وقت سابق متعجبا بمقالة عنونتها بـ "من يحاسب اللجان" في إشارة لتفرد بعضها على بعض في القرار دون مشورة ودونما سابق خبرة تعينها على ذلك؛ وكانت هذه الرسالة ذات الرسالة التي أوعز بعض محبي هارون الرشيد لأحد ندمائه أن يردد على مسامعه أبيات شعر تحفزه كي يعيد النظر ويستبد بمن تفردوا بالسلطة من دونه فإنما "العاجز من لا يستبد".
وحين صدر قرار الرئيس العام بإيقاف العمل باللائحة مع تشكيل لجنة برئاسة أحد مستشاريه كي يتم مراجعتها وتقويم ما جاء فيها من أخطاء انكشفت شمس الحقيقة جلية وأن "الحلم قد بلغ منتهاه" وأتى الجواب الذي طال انتظاره بأن اللجان تحت المراقبة وتحاسب على أعمالها فهي عرضة "للتمحيص والتدقيق" وبالتالي تغير مسمى الزمن ليصبح زمن دقة العمل والعمل بشكل سليم يضفي على الحراك الرياضي مزيدا من التطوير والسلاسة وليس العكس.
ومما يفهم من تصريح الأمير في برنامج "الملعب" في القناة الرياضية بهذا الخصوص أنه كان حريصاً ومدافعاً عن حقوق الأندية ومسؤوليها بقوة ويتدخل حين يرى تدخله أمراً ملحاً ولابد منه، وفي ذات الوقت نجده يرسل رسالة اطمئنان لمن يعملون معه بأنه المدافع الأول عنهم ولا يريد لأخطائهم أن تصبح سببا في "إسقاط هيبتهم" فانتقد تصريحات رؤساء الأندية التي تناولت اللائحة بعد صدورها رغم إدراكه أنها كانت صراخاً على قدر الألم أو كما وصفها الشاعر بقوله "عظايم التصوير من عمق الأضرار".
فخلاصة القضية أن العمل في الرئاسة العامة وفي اتحاد القدم وصل مرحلة جديدة مفادها أن اللجان لم تترك لها الحبل على الغارب وأن من يعمل لابد أن يستشعر عظم مسؤولية ما يوكل إليه، وإذا كان الخطأ أمرا طبيعيا حدوثه ولم يوجد من لا تزل به قدمه، فتغيير الخطأ والتراجع عنه سريعاً ووضع العلاج الناجع له والأهم القضاء على مسبباته أمر محمود، وعلى زمن الجد والعمل نلتقي في مساحة تركت للعمل ونفت عنها صفة الذوات.

الخاتمة
عظايم التشبيه من عمـق الإضرار
نار القلوب الصادقة ما لهـا سـور

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي