رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ألم يحن الوقت لإقرار إنشاء إدارة الطوارئ والكوارث؟

يقودنا تسرب الغاز الذي حدث الثلاثاء الماضي في أحد مصانع الصناعية الأولى في مدينة الدمام، إلى عدة تساؤلات مهمة، على الرغم من أن الحدث - ولله الحمد - ليس بالخطورة التي يتصورها الناس.. ومن أهم تلك لتساؤلات هل كان هناك فريق متكامل لإدارة الحدث وتطمين الناس؟ هل كان هناك خطة متكاملة أو جهة مختصة لإدارة الكوارث؟
ما حدث سبّب إرباكا كبيرا للمواطنين، فهناك من وصلتهم رسائل التحذير صباحا قبل بداية الدوام المدرسي للطلاب والطالبات، ومنهم لم تصلهم أصلا، فأصبح ولي الأمر حائرا بين أن يبقي أبناءه في المنزل أو إيصالهم كالمعتاد إلى مدارسهم، فهو لا يعلم مدى خطورة الوضع.. أحد أولياء الأمور يقول: حاولت الاتصال على الرقم الموحد للدفاع المدني قرابة نصف الساعة؛ كي أستفسر عن خطورة الوضع ولكن لم أستطع لانشغال الخط.. نصف ساعة وهو يحاول الاتصال، من الطبيعي أن يكون الخط مشغولا بسبب ضغط الاتصالات على عمليات الدفاع المدني للاستفسار.. ولكن السؤال: ماذا لو كان هناك فعلا متصل يحتاج إلى مساعدة من الدفاع المدني بسبب حريق أو غيره؟ طبعا ستكون النتيجة مؤلمة ومعروفه لديكم.. إنني هنا لا أقلل من جهود الدفاع المدني، وعلى العكس لديه رجال مخلصون يضحون بأرواحهم لإنقاذ الآخرين.. ولكني أنتقد الأسلوب في إدارة مثل هذا الحدث الذي - ولله الحمد - لم يصل إلى حد الكارثة.
إدارة التعليم في المنطقة الشرقية، قامت بجهود جيدة، وعلقت الدراسة في الأحياء القريبة من الحدث؛ حرصا على سلامة الطلاب، فهل يعقل أن يتم تعليق الدراسة في حي وتستمر في حي لا يفصل بينهما إلا شارع عرضه 50 مترا؟ ألم يعلم المسؤولون أن الغازات تنتقل بسرعة كبيرة جدا مع الرياح تصل إلى عشرات الكيلومترات وليست لأمتار فقط؟ ألم يعلموا أن نسبة الطلاب المصابين بالربو ليست بالقليلة في مدارسنا؟ وهل يعقل أن ترى طالبات إحدى المراحل الدراسية يدخلن للدراسة في مجمعا تعليميا يضم المراحل الدراسية الثلاث، ونظيراتهن في المرحلة الأخرى يتم تعليق الدراسة وهم نفس المجمع، أي في النهاية مبنى واحد؟ كذلك لما حدث هذا التخبط في الصباح على الرغم من علم الجميع به بوقت مبكر، لمَ لم يتم مبكرا إعلان تعليق الدراسة عن طريق قنوات التلفزيون الرسمية أو الإذاعات؟
في هذا الحدث لم نسمع صوت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة نهائيا، حتى في وسائل الإعلام، أليست مسؤولة عن حماية البيئة والقاطنين بها؟ لمَ لم نسمع منها مدى خطورة هذا الغاز على البيئة وصحة المواطنين لأخذ الحيطة والحذر؟ لمَ لم نسمع منها تحديدها مساحة المدى الذي يمكن أن يؤثر فيه هذا الغاز؟ لمَ نسمع منها أي تطمين أو تحذير للمواطنين؟ ألا تتمثل رسالتها في حماية البيئة من التلوث لكل ما يحيط بالإنسان من ماء وهواء ويابسة وفضاء خارجي وما تحتويه هذه الأوساط من جماد ونبات وحيوان وأشكال مختلفة من طاقة ونظم وعمليات طبيعية وأنشطة بشرية والحفاظ عليها ومنع تدهورها والحد من ذلك، ومراقبة الظواهر الجوية لسلامة الأرواح وحماية الممتلكات؟ أليس من مهامها عرض معلومات عن الإنذار المبكر لتوخي الحيطة والحذر من الظواهر الجوية المتوقعة وغيرها.
هذا الحدث لا بد أن يقودنا إلى العمل بجد في أيام الأمان لتهيئة أنفسنا لمواجهة الكوارث من خلال إقرار إنشاء إدارة الطوارئ والكوارث مرتبطة بسمو أمير المنطقة، وتتكون من كافة الجهات ذات العلاقة بما فيها الجهات التطوعية بهدف رفع مستوى الاستعداد والاستجابة للطوارئ والأزمات والكوارث من خلال منظومة متكاملة من الإجراءات والإشراف على تنفيذها بما يحقق الصالح العام. ويتجزأ منها فرق طوارئ لكل قرية ومدينة ترتبط بمحافظها ويمكن للجميع التواصل معها من خلال كافة أنواع وسائل التواصل.
إن إدارة الأزمات والكوارث تعتبر من المجالات والعلوم الحيوية والمهمة، خاصة مع التطورات المتلاحقة والمتغيرات المفاجئة، التي تتطلب ضرورة الاستعداد والإعداد الجيد والتخطيط العلمي والتدريب المستمر لتحقيق الجاهزية المرتفعة وسرعة الاستجابة لمواجهة تلك الأزمات والكوارث.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي