رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لماذا خيط الاستثمار رفيع؟

إيجاد الحلول للمعضلات التمويلية التي تواجه أي مشروع يعتبر حجر الزاوية كي يقف على قدميه ويكون قادراً على تحقيق الأهداف المرجوة من إنشائه، فعلى مر التاريخ تأتي "قوة إرادة" أصحاب المشاريع ومن ثم قدرتهم "الابتكارية الخلاقة" في مقدمة أسباب النجاح.
أسوق هذه المقدمة كمدخل للحديث عن "معاناة" هيئة دوري المحترفين مع سقف المطالبات المرتفع والنقد الحاد الموجه لها سواء كان بمقارنة البنية التحتية للملاعب أو ما يتم تقديمه للجماهير أثناء مباريات دوري زين مقارنة بما يشاهده المتابع في "محيطنا القريب" ويزيد من معاناة الهيئة تعالي أصوات الشكوى التي أطلقها عدد من الأندية نتيجة معاناتها جراء "عدم تسلمها" مستحقاتها لديها وتردف شكواها بضرورة تسلميها هذه المستحقات بأسرع وقت كي تغطي العجز الكبير في ميزانياتها وحين يسعى المدير التنفيذي للهيئة يسانده مسؤول الاستثمار في تحقيق مكاسب وشيء من التقدم في هذا الجانب يخفف حدة سطوة الهرم المقلوب لمعاناة الأندية، حيث إن الاحتراف بدأ باللاعبين بينما بقيت الأندية تعمل كأندية هواة فلم تستطع تأمين "قنوات دخل مالية ثابتة" وكذلك لم تمتلك القدرة على تأسيس مشاريع تجارية "استثمارية" خاصة بل إن إدارتها ليست ملزمة بالحقوق المالية على النادي لأن عملها "تطوعي" فيا للعجب محترفون يقوم على شؤونهم متطوعون تركوا مشاغلهم وأسرهم ليل نهار ومع ذلك ظلوا متطوعين! فكيف نطالبهم بالالتزام والتطوير؟!
يتساءل الجميع أين المخرج وكيف السبيل للخلاص من مثل هكذا مأزق؟ ومما يستأنس به لتقريب الصورة سرد قصة الإصرار والطموح للفرنسي "دلسبس" الذي سعى لتنفيذ مشروع الأمة الفرنسية حفر قناة السويس وهي فكرة راودت الكثيرين قبله ولكنهم أبقوها "فكره جامدة" بينما هو فعلها وأعاد لها الروح بقوة إصراره ومثابرته حيث كلل مسعاه بالحصول بامتياز شق القناة من ملك مصر في حينه كخطوة أولى في طريق الانتصار الكبير حين كان الجميع يعد موافقة مصر "ضرباً من الخيال"، وسار الفرنسي في مغامرته دون كلل أو ضعف ولم يكسر همته جشع صاحب بنك "روتشيلد" الأسرة ذات الشهرة والخبرة في سوق المال حين أرادت أن تستغل حاجته إلى من يدير اكتتاب هذا المشروع بأخذ نسبة عالية من أموال المساهمين فرفض الخضوع وقرر إنشاء "مكتب خاص" يدير من خلاله الاكتتاب ونجح وتضاعفت قيمة السهم خلال فترة قصيرة بشكل مذهل.
ما ذكرته في الأعلى وسيلة أريد من خلالها الوصول لحقيقة واحدة مفادها أنه متى أرادت هيئة دوري المحترفين القضاء على المشاكل المالية فأول خطوة هي "الكي" وأعني تحويل الأندية "لكيانات تجارية" ولهذا الرأي ما يدعمه على أرض الواقع فالأندية التي يتولى إدارتها الآن اقتصاديون ناجحون في أعمالهم التجارية الخاصة هي في "مأمن" من الحرج المالي وإن كانت الهيئة ترى أن الوقت ما زال مبكراً لتنفيذ مثل هذا في المنظور القريب فلا بد من "إلحاق الأندية" بشركات قائمة ويكون رئيس النادي مدير تنفيذي مسؤول عن مسيرة النادي التي تدعم قوته "كعلامة تجارية" والبعد عما يسبب الحرج للشركة القائمة على النادي، حيث إنها متى رأت مثل ذلك مباشرة ستحافظ على سمعتها ومركزها المالي فستقرر دعمه بمستشارين كي يساندوا القائمين على النادي أو تستبدل القائمين بأفضل منهم وأقدر.
ومما يجب إدراكه أن التعويل على الدعم الحكومي فقط مرحلة انتهى زمنها ولم يعد حلا مثالياً فلا يمكن الركون لذلك لأن الميزانية ليست لقطاع الرياضة فقط وهو الذي يحتاج لأموال ضخمة جداً فالبنية التحتية تحتاج إلى تطوير كبير نتيجة تقادم عهدها وكذلك أضحت الحاجة ملحة للمزيد من المنشآت الجديدة التي تحاكي التطور الحاصل في العالم من حولنا.
- لن تسعى الأندية بقوة وبحزم نحو التخصيص إلا بقوة قرار يلزمها بالتحول لكيان تجاري أو الاندماج بشركات قائمة تستطيع مساعدتها بإنشاء القوائم المالية والاستثمار والتخطيط.
- لماذا لا نرى شركات سعودية تدخل للاستثمار الرياضي بقوة؟ فقط هي شركة الاتصالات المتواجدة أما البقية فهي شركات خليجية شقيقة.
- عدد من مسؤولي الأندية لديهم شركات قائمة، فلماذا لم يستثمروا في المجال الرياضي رغم نجاحهم واستمرارهم في العمل في المجال الرياضي فهل رؤيتهم أن الاستثمار غير آمن أم أن لهم أسبابهم الخاصة التي تمنعهم من ذلك.

الخاتمة
يا ناس ما تدرون يا ناس يا ناس
إن الفــــــرج بابــه عليّ متغـــلــق
متعلقٍ لي في رجاً يشبه اليـــأس
في مثل خيط العنكبوت متعــلق

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي