المؤشر يواجه صعوبة في تجاوز مقاومة 6200 .. والسيولة تتجه نحو قطاعات المضاربة
استمرت السوق المالية السعودية في اتجاهها الأفقي عاكسة الحيرة التي يعيشها متداولو السوق، بين التفاؤل والتفاعل مع محفزات الربع الثالث، وبين الحذر والقلق من تأثيرات أزمة الديون الأوروبية في الأسواق المالية العالمية.
وكان مؤشر السوق المالية السعودية TASI قد فقد في تداولات هذا الأسبوع ما يقارب نصف في المائة بعد إغلاقه عند مستوى 6112 نقطة فاقداً بذلك 30 نقطة مقارنة بإغلاق المؤشر في الأسبوع الماضي عند مستوى 6142 نقطة.
وأسهم في تراجع مؤشر السوق TASI سبعة قطاعات فيما أغلقت القطاعات الثمانية الأخرى على ارتفاع في قيمتها الأسبوعية، وجاء في مقدمة القطاعات الأكثر ارتفاعاً قطاع الإعلام والنشر الذي ارتفع بـ 7 في المائة، وقطاع التأمين بـ 3 في المائة، وقطاع الزراعة بـ 1.5 في المائة، أما القطاعات الأكثر انخفاضاً فجاء في مقدمتها قطاع الاستثمار الصناعي بـ 1.8 في المائة، وقطاعا البتروكيماويات والاتصالات بـ 1 في المائة، وقطاع المصارف بـ 0.8 في المائة.
وعلى مستوى الشركات المتداولة بلغ عدد الشركات المرتفعة في تداولات هذا الأسبوع 77 شركة، فيما تراجعت القيمة السوقية لـ 54 شركة، وبقيت 15 شركة لم تتغير هي ''سابك''، ''الخزف السعودي''، ''مجموعة صافولا''، ''سيسكو''، ''العبد اللطيف''، ''أسمنت القصيم''، ''الفنادق''، ''أنعام القابضة''، ''مكة''، ''التعمير''، ''إعمار''، ''نادك''، ''زين السعودية، ''المتكاملة''، ''اتحاد الخليج''.
وجاء في مقدمة الشركات الأكثر ارتفاعاً سهم ''الباحة'' بـ 20.6 في المائة، و''الشرقية للتنمية'' بـ 20.3 في المائة، و''تهامة'' بـ 20 في المائة، و''بروج للتأمين'' بـ 19.5 في المائة، و''الأهلي للتكافل'' بـ 12.4 في المائة، و''سلامة'' و''الصقر للتأمين'' بما يقارب 9 في المائة، و''المتحدة للتأمين'' و''أسلاك'' و''أسترا الصناعية'' بما يقارب 8 في المائة.
أما الشركات الأكثر انخفاضاً فجاء في مقدمتها سهم ''معادن'' 4.8 في المائة، و''أسمنت ينبع'' و''اللجين'' بما يقارب 3.6 في المائة، و''أسمنت تبوك'' و''التصنيع'' بما يقارب 3 في المائة، و''السعودي الفرنسي'' و''إعادة'' بـ 2.6 في المائة، و''بترو رابغ'' و''سبكيم العالمية'' و''البتروكيماويات'' بما يقارب 2.4 في المائة.
وعلى الرغم من ارتفاع معدل السيولة في تداولات هذا الأسبوع حيث بلغت 4.8 مليار ريال يومياً مقارنة بـ 3.9 مليار ريال يومياً في تداولات الأسبوع الماضي، إلا أن هذا الارتفاع توجه إلى قطاع المضاربة على حساب تراجع تداولات في قطاع الاستثمار.
حيث ارتفع نصيب قطاع التأمين من قيمة تداولات الأسبوع إلى 30 في المائة مقارنة بـ 18 في المائة في آب (أغسطس) الماضي وكذلك الحال في قطاع الزراعة الذي ارتفع نصيبه من السيولة الأسبوعية إلى 15 في المائة مقارنة بمعدل 9 في المائة في آب (أغسطس) الماضي. وذلك على حساب تراجع في نصيب القطاعات الاستثمارية مثل قطاع المصارف الذي تراجع نصيبه من 6 في المائة إلى 3.5 في المائة، وكذلك قطاع البتروكيماويات من 38 في المائة إلى 25 في المائة.
وصحب الارتفاع في معدل التداول اليومي ارتفاع في معدل الصفقات في هذا الأسبوع حيث بلغ 118.5 ألف صفقة مقارنة بـ 97 ألف صفقة يومياً في الأسبوع الماضي.
أما الأسهم المتداولة فقد ارتفع معدلها من 160.7 مليون سهم يومياً إلى 176.4 مليون سهم يومياً.
وبالنظرة التحليلية الفنية لمؤشر السوق المالية السعودية، نجد أن TASI ما يزال تحت متوسطاته المتحركة الأسية 50 يوما = 6190 نقطة و200 يوم = 6370 نقطة، وهذه الحال سلبية فنياً إذ إن بقاء المؤشر تحت المتوسطات المتحركة من الإشارات التي لا يمكن التنبؤ بها بعودة المؤشر إلى الاتجاه الصاعد، ما لم تَعُد المتوسطات إلى طبيعتها الإيجابية ببقاء متوسط الـ 50 يوما فوق متوسط 200 يوم، واخترق المؤشر متوسطاته صعوداً.
مؤشر البولنجر Bollinger bands تزيد قراءته الفنية من التوقع السلبي لمسار مؤشر السوق TASI حيث من المحتمل أن يقطع TASI متوسط البولنجر Bollinger bands هبوطاً، إذا لم تستطع نقطة 6110 دعم المؤشر في تداولات الأسبوع المقبل.
أما مؤشر الـ MACD ومؤشر الـ MACD Histogram فيعطيان إشارتين سلبيتين، وتوقعا بضعف دعم متوسط البولنجر Bollinger bands 6110 لمؤشر السوق في الأسبوع المقبل.
أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فقد عاد إلى الاتجاه الهابط بعد نجاح 50 درجة في مقاومة، والحال نفسها في مؤشر تدفق السيولة (MFI) الذي لم يستطع تجاوز مقاومة 61 درجة، ويعود إلى الاتجاه الهابط في قراءة فنية وسلبية متوقعة.
وتؤكد القراءات والتوقعات السلبية للمؤشرات، القراءة الفنية للشموع اليابانية على المستوى الأسبوعي، حيث كررت شمعة هذا الأسبوع سلبية شمعة الأسبوعين الماضيين.
ملخص القول
إشارات سلبية لمؤشرات السوق الفنية وقلق عالمي يصحبه تراجع في الأسواق العالمية، جراء المخاوف من آثار أزمة الديون الأوروبية، هذه التحليلات الفنية والاقتصادية سيكون أثرها في نفسيات متداولي السوق وثقتهم فيها أكبر من تأثير إيجابية المؤشرات المالية للشركات المتداولة في السوق المالية السعودية، وبالتالي من المتوقع أن يواجه مؤشر السوق TASI صعوبة في عودته للاتجاه الصاعد، وتجاوز مقاومة 6200 نقطة، وبخاصة أن السيولة في الأسبوعين الماضيين وهذا الأسبوع بدأت تتجه نحو قطاعات المضاربة، إذ لوحظ ارتفاع نصيب قطاع التأمين إلى 30 في المائة من السيولة الأسبوعية، وقطاع الزراعة إلى 15 في المائة وذلك على حساب تراجع نصيب قطاع المصارف إلى 3.5 في المائة وقطاع البتروكيماويات إلى 25 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية.
أما نقطة دعم 5950 فستكون محط أنظار السيولة التي تجيد مهارة وقف الخسارة، وإذا ما حدث أن اخترق TASI هذه النقطة هبوطاً فإن نقطة دعم 5617 التاريخية التي دعمت السوق وانطلقت صعوداً منها في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) 2009 ـ ستكون هي محل انتظار تلك السيولة.