رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


اليأس النهائي!

■ حتى تصعب مسار السلام وتخلط الأوراق وتستثمر عامل الزمن كما تفعل في السنين الماضية، يتوقع أن تصادق الحكومة الإسرائيلية على إقامة عشر بلدات في النقب لإنشاء مجمعات سكنية لجنود الجيش واليهود المتزمتين (الحرديديم) بعد طرد أكثر من 30 ألفا من بدو النقب، وإذا تمت المصادقة فسيكون هذا أكبر مخطط استيطاني تم العمل عليه في السنوات الأخيرة في سياق المشروع الصهيوني لتهويد فلسطين!
هذا المشروع ماذا يقدم للعلاقات العربية - الأمريكية؟
إذا أصرت الحكومة المتطرفة الحالية على هذا المشروع، فنرجو ألا ينقل العلاقات العربية - الأمريكية إلى منطقة حرجة، خصوصا أنه يأتي قريبا زمنيا من موقف أمريكي متشدد ومستفز للمشاعر وهو المعارضة الأمريكية الشديدة لإعلان الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.
إن هذا الموقف يحرج أصدقاء أمريكا في المنطقة، بالذات في هذه المرحلة التي تشهد ثورات في الشوارع، وتشهد مشاريع مطروحة للتربص بالمنطقة من قبل قوى إقليمية ودولية.
شيء مؤسف أن تفقد أمريكا الحكمة ويتجه ساستها إلى مصالحهم الخاصة للفوز برضا ودعم ومباركة اللوبي الصهيوني القوي في أمريكا حتى يقف معهم ويدعمهم في الانتخابات مقابل هذه الحماية الدولية لإسرائيل، وفي مقدمة هؤلاء السياسيين يأتي الرئيس أوباما الذي دشن حملة انتخابه الثانية عبر تهديده وتحذيره للفلسطينيين من التشكيك في شرعية إسرائيل، ومن طرح موضوع الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، والذين تابعوا تعاطي الرئيس الأمريكي عندما يتحدث عن هذا الشأن يلاحظون حماسة مفرطة.. إنه يبدو كأنه رئيس دولة إسرائيل، وليس رئيس أمريكا، (راعية السلام!).
الرئيس الأمريكي في وضع سياسي صعب مقابل القوى المهيمنة على سياسة أمريكا في الشرق الأوسط، فموقف إدارته من حقوق الفلسطينيين واستحقاق الدولة يؤكد أنه الرئيس الأضعف في هذا الشأن، وحفلة التدشين التي بدأها لنقل العلاقات العربية - الأمريكية لمرحلة جديدة يتضح الآن أنها كانت (حفلة استقبال) ولم تتجاوز ذلك إلى مشروع سياسي يساعد المنطقة لأن تسير تجاه السلام الذي يحفظ الاستقرار ويديم العلاقات العربية - الأمريكية ويؤسس لحقبة جديدة تأخذ في الاعتبار التغيرات السياسية الدولية والتغيرات السكانية وما يصحبها من تطلعات لأجيال جديدة لديها تصورات وطنية وقيم إنسانية كونية لن تقبل أن ترى الشعب الفلسطيني مشردا ومسحوقا بمباركة أمريكية!
المؤسف أن السياسيين في أمريكا لم تعد لديهم المواقف التي تعكس قيم وأخلاقيات الدولة العظمى التي يدعون لها، فهم مختلفون على مصالح بلدهم، ويتنافسون لوضع أنفسهم وأفكارهم وسلوكهم السياسي في إطار تحقيق مصالحهم الخاصة ومصالح جماعات الضغط التي تدعمهم وتمولهم، وهذا يتجلى في موقفهم من الصراع في الشرق الأوسط، فهو محصور في مصالح اللوبي الصهيوني ومصالح شركات النفط والسلاح!
هل هناك أمل في أن تتجه الأمور إلى الأخذ بمصالح الشعب الأمريكي ومصالح الدولة العليا حين التعامل مع الأوضاع في العالم العربي، بالذات الصراع العربي - الإسرائيلي.. هل هناك مجال للتطلعات الإيجابية؟
أم، وهذا الأصعب: هل ندخل مرحلة (اليأس النهائي) من الموقف الأمريكي؟
هل هناك من يدفعنا للطلاق الدائم البائن مع الشعب الأمريكي؟
بالطبع هناك من لديهم هذا المشروع.. إنهم اللوبي الصهيوني، إنهم يريدوننا أن نتحول مع أمريكا إلى حالة العداء الصريح والدائم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي