تكاتف رجال وسيدات الأعمال.. والمسؤولية الاجتماعية
تطرقت في مقال سابق لدور رجال الأعمال في خدمة الوطن وتفاعل السواد الأعظم منهم مع كل ما يهم الوطن وأبناءه، وذكرت في المقال ذاته أن تعميم الأحكام على جميع التجار أو رجال الأعمال بالجشع والاستغلال هو محض جور وظلم، لكون الأغلبية منهم يراعون الله في أعمالهم وما يقدمونه للناس، ولو أردنا أن نحصر دور رجال الأعمال في خدمتهم لمجتمعاتهم لاحتجنا إلى مجلدات.. فيا أعزائي لنكن إيجابيي النظرة لرجال الأعمال وغيرهم وما يقومون به من مساهمات كبيرة في مجتمعاتنا، هذه المساهمات التي يعتبرها رجال الأعمال واجبا عليهم ولا يمنون بها على أحد. ومن هذا المنطلق سأتحدث عن المسؤولية الاجتماعية التي أصبحت أساسا لاستراتيجيات الكثير من شركات القطاع الخاص، وهي تستهدف تبني برامج مميزة للمسؤولية الاجتماعية تلزمهم بدعم مبادرات وفعاليات اجتماعية تسهم في تحسين الظروف المعيشية لمجتمعاتها. والمطلعون على التجارب الدولية للقطاع الخاص في الدول المتقدمة يستشعرون أهميته وتكامله مع التنمية، وهناك الكثير من الدراسات في الجامعات ومراكز الأبحاث التي تؤكد أن تبني مفهوم المسؤولية الاجتماعية يؤدي إلى تحقيق نسب نمو أعلى، وبادر كثير من شركات القطاع الخاص لدينا بتبنيه والعمل على زرع ثقافته داخلها وفي المجتمع المحيط بها، وديننا الحنيف من خلال قوله تعالى: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»، أكد ذلك المبدأ.
وتعددت التعريفات للمسؤولية الاجتماعية، وربما يكون التعريف المفضل هو ما أتى به مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة ليعرفها بأنها: «الالتزام المستمر من قبل منظمات الأعمال بالتصرف أخلاقيا والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم، إضافة إلى المجتمع المحلي والمجتمع ككل».
كما عرفها البنك الدولي على أنها «التزام بالمساهمة في التنمية المستدامة من خلال العمل مع موظفيها والمجتمع المحلي والمجتمع ككل لتحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم التجارة ويخدم التنمية في آن واحد».
صديقي العزيز والكاتب المعروف نجيب الزامل ذكر في مقالته الأسبوع الماضي اقتراحا جميلا تمثل في توحيد جهود المسؤولية الاجتماعية عبر البلاد لتعم كل البلاد، وأن تبادر الغرف التجارية الصناعية لاجتماع عام تحت سقف واحد.. كما ذكر كاتبي العزيز أن هناك علما قائما للمسؤولية الاجتماعية في الجامعات الغربية .. فأين جامعاتنا؟
ونتيجة للهجوم الذي ما زال مستمرا على رجال وسيدات الأعمال، كلما حل موسم من المواسم، أتمنى أن يتكاتف رجال الأعمال ويتعاونوا لتبني ما طرحه حبيبي الأستاذ نجيب، بتبني ملتقى يناقش أفضل الآليات لإدارة المسؤولية الاجتماعية بطريقة تسهم في تحقيق الهدف منها وتنسيق ما يقدمه رجال الأعمال من مساهمات لتعميم فائدته وإيصالها لكل المستهدفين وكيفية خلق وتعميم هذه الثقافة لدى القطاع الخاص ومحاولة إشراك التعليم بكل مستوياته ليكون جزءا من مكونه الأكاديمي ويناقش كيفية التصدي لما يتعرضون له من اتهامات كلما حلت مشكلة ارتفاع أسعار أو شح في السلع.
وفي هذا الجانب، كلي أمل في أخي العزيز عبد الرحمن الراشد رئيس غرفة الشرقية، في أن يتبنى ذلك، خصوصا أن غرفة الشرقية سباقة دوما في تبني مثل هذه الملتقيات، والكثير من المبادرات، التي منها على سبيل المثال لجنة أصدقاء المرضى كأول لجنة في المملكة.