رسائل نصية تنبه بامتلاء الحرم المكي وترشد إلى المساجد القريبة

رسائل نصية تنبه بامتلاء الحرم المكي وترشد إلى المساجد القريبة

ما يشغل المسلمون في هذه الأيام هو ترقبهم لليلة القدر، التي تتنزل فيها الملائكة من السماء وتستجيب جميع دعواتهم، في الوقت الذي يتجه وجدان أغلبيتهم إلى أن يترقبوها وهم في المسجد الحرام معتكفين فيه، يقضون وقتهم فيه بالصلاة والدعاء.
وفي ظل ذلك أشاد الفريق سعد بن عبد الله التويجري مدير عام الدفاع المدني, بمستوى التنسيق والتعاون بين الجهات الحكومية المشاركة في تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة خلال شهر رمضان المبارك , مؤكدا أن هذا التعاون وروح الفريق أسفر عن الوصول إلى أعلى درجات الجاهزية والاستعداد لتأمين سلامة المعتمرين طوال شهر رمضان الكريم.
وأشار الفريق التويجري في تصريحات صحفية أمس إلى استنفار جميع قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة بنسبة 100 في المائة, لمواجهة الازدحام المتوقع في ليلة ''27'' خاصة أنها تصادف ليلة جمعة.

وأوضح مدير عام الدفاع المدني أن مجموعة الخطط التفصيلية تتضمن تمركز جميع رجال الدفاع المدني في جميع أرجاء العاصمة المقدسة وخاصة في المنطقة المركزية, بما يتناسب مع الزيادة الهائلة في أعداد المعتمرين والزوار والمصلين في هذه الليلة المباركة , وزيادة عدد نقاط الفرز الطبي والفرق الإسعافية في مواقع الكثافة البشرية داخل المسجد الحرام وخارجه.
ولفت الانتباه إلى استمرار عمل فرق المسح الوقائي على مدار الساعة لرصد وإزالة أي مصادر للتلوث في شبكة الأنفاق والمنطقة المحيطة بالحرم الشريف, ومتابعة معدلات الغازات والعوادم الناتجة عن حركة السيارات, وضمان بقائها في الحدود الآمنة, إضافة إلى متابعة الطرق المؤدية إلى العاصمة المقدسة والمدينة المنورة.
وتطرق معالي الفرق التويجري إلى حرص المديرية العامة للدفاع المدني في استخدام العديد من الوسائل لإرشاد المعتمرين والحفاظ على سلامتهم, كوضع لوحات إرشادية في الساحات والطرق المؤدية للحرم وفي مساكن المعتمرين , و بث رسائل نصية على وسائل الاتصال في المملكة تعلم القادمين بحجم الكثافة البشرية داخل الحرم المكي, وتنبيههم بالتوجه إلى أقرب مسجد لأداء الفرائض, نظرا لامتلاء الحرم المكي.
وفي الكويت أحيا نحو 50 ألف مصل ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك في المسجد الكبير لأداء صلاة القيام. وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالإنابة الدكتور مطلق القراوي في تصريح صحافي لوكالة الأنباء الكويتية ''كونا'' حول الاستعدادات لليلة السابع والعشرين أنه سيكون هناك أكبر تجمع في الكويت لأداء صلاة التهجد في هذه الليلة ونتوقع أن يحضر عشرات الآلاف من المصلين لإحياء سنة العشر الأواخر من الليالي المباركة. وأشار القراوي إلى أن هذا المنظر الإيماني يتجدد كل عام وتتجسد الروح الإيمانية أثناء صلاة التهجد فالكل يرجو المغفرة والرحمة والعتق من النار. وبين أنه تم اختيار الشيخين فهد الكندري ومشاري العفاسي لإمامة الناس في صلاة ليلة السابع والعشرين وستكون هناك خاطرة إيمانية للشيخ أحمد القطان إلى جانب الأنشطة الثقافية والدعوية المرافقة لهذه الليلة المباركه متوقعا حضور أعداد غفيرة إلى المسجد الكبير. واضاف أن هناك مئات من المتطوعين الذين سيقدمون الخدمات المتعددة للمصلين في هذه الليلة من تنظيم مرور وعيادات طبية وسيارات إسعاف ونقل تلفزيوني ومساعدة المصلين في الوصول إلى أماكن الصلاة وكذلك السقايا للمصلين وفرش السجاد خارج نطاق المسجد الكبير والاهتمام بأعمال الصيانة الناتجة عن الضغط البشري من المصلين. وذكر أن تنظيم هذا الحدث العظيم يتم بمشاركة العديد من وزارات الدولة وشركات القطاعين الخاص والعام إلى جانب الجمعيات الخيرية وجمعيات النفع العام والمستشفيات الخاصة والبنوك. ولفت إلى أن وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور وضعت خطة مرورية خاصة بالعشر الأواخر للتخفيف من حدة الزحام كما أن شركة المرافق العمومية فتحت المواقف لاستيعاب سيارات المصلين والعاملين في اللجان الخاصة بالعشر الأواخر أملا في أن يلتزم الجميع بخطة المرور لأن فيها راحة لكل المصلين.
وفي تقرير نشرته ''كونا'' أفاد أن العمرة شعيرة تعبدية إلا أنها تنطوي على منافع دنيوية حيث يصحبها نشاط اقتصادي وتجاري على امتداد العام ويبلغ ذروته في العشر الاواخر من شهر رمضان الكريم مع ازدياد عدد المعتمرين والزوار القادمين الى مكة المكرمة. وأكد أستاذ إدارة الأعمال والتسويق في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور حبيب الله تركستاني في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) في هذا الصدد أن موسم العمرة في رمضان له تأثير كبير من الناحية الاقتصادية على كثير من القطاعات ولا سيما القطاع الخدمي مثل الفنادق والنقل. وأضاف أنه من الطبيعي أن ترتفع الأسعار في حالة زيادة الطلب على العرض مشددا على أن الدور الأخلاقي للتاجر هو الكفيل بالحد من الغلاء. وحول ارتفاع أسعار الغرف في موسم العمرة خلال شهر رمضان ووصول بعضها إلى أرقام فلكية قال أستاذ الاقتصاد في كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور وديع كابلي لـ(كونا) أنه لا يوجد تحديد لأسعار الإيجارات بالوحدات السكنية وإنما تترك العملية للسوق فتتراوح الزيادة خلال هذه الأيام ما بين الـ20 والـ 30 في المائة. وعزا الدكتور كابلي هذه الزيادة إلى عدم توافر أماكن كافية للحجاج والمعتمرين فأعدادهم في تزايد مطرد كل عام والأماكن وإن زادت فتظل محدودة. ولفت إلى أن بعض المستثمرين من أصحاب العقار يحاولون أن يستفيدوا من موسم العمرة في رمضان بتعويض ما يعتبرونه ضعف أشغال العقار طوال العام وذلك برفع الأسعار خلال هذه الفترة لتغطية تكاليف العقار وتحقيق أرباح مناسبة تغطي العام بكامله. وأوضح أن للمستهلك دورا كبيرا في قبول هذه الزيادة أو عدمها مبينا أنه إذا أحجم عن هذه الزيادة فإن التاجر مجبر على إبقاء الأسعار ضمن إطارها المعقول. وإضافة إلى هذا النشاط على مستوى تأجير الوحدات السكنية يقوم بعض المعتمرين بجلب سلع عديدة معهم لبيعها لباقي المعتمرين سعيا لتغطية نفقات العمرة وتحقيق بعض المكاسب. وكانت دراسة اقتصادية نشرت أخيرا قد أفادت في هذا السياق بأن متوسط مصروفات المعتمر في مكة المكرمة والمدينة المنورة يعادل ألف دولار. وتوقعت الدراسة أن تحقق الأنشطة التجارية والاقتصادية المرتبطة بموسم العمرة هذا العام إيرادات قياسية تصل إلى أكثر من 34 مليار ريال فيما لا تقتصر الآثار الاقتصادية للعمرة على مدينة مكة المكرمة فقط بل تشمل كل المناطق المجاورة لها مثل الطائف وجدة والمدينة المنورة والتي تتأثر الحركة التجارية فيها وتنتعش خلال مواسم العمرة والحج.

الأكثر قراءة