سفر رمضانية لإفطار الصائمين على أرصفة طرقات مكة

سفر رمضانية لإفطار الصائمين على أرصفة طرقات مكة

دأب شبان من مكة المكرمة وبعض المحسنين وطوال أعوام ماضية إلى عمل سفر رمضانية فوق الأرصفة المجاورة للطرقات في داخل العاصمة المقدسة بهدف تفطير قائدي المركبات الذين يدركهم وقت الإفطار, بالإضافة إلى بعض العاملة الأجنبية التي يجدون في هذه الموائد الإفطارية بوفيهات متنوعة من الأكل والشرب, خصوصا أن الكثير منهم لا يستطيع عمل إفطار بمفرده. تلك المشاهد الإنسانية التي يجسدها أهل مكة بدأت في الانتشار في الكثير من الأحياء, حيث أصبح هنالك تجمعات لعدد من شباب وقاطني هذه الأحياء, يتفقون قبل دخول شهر رمضان على آلية عمل سفر رمضانية, في الطرقات المجاورة لحييهم, وتكون على مدار الشهر, وغير منقطعه يتكفلون بجميع الأطعمة والمشروبات, بل أن البعض منهم اتفق مع مطاعم تقدم وجبات إفطار صائم لتموين هذه السفر الرمضانية طوال الشهر في مساهمة منه لتزويد الصائمين بوجبات متكاملة من الإفطار.
يقول طارق المسعودي, شاب في الثلاثين من عمره, يشرف على أحد هذه السفر الرمضانية في الطريق الفاصل بين حي جبل النور, وحي الشرائع, "إن عمل هذه الموائد الرمضانية, ليس بالعمل الشاقة بل على العكس هو من أسهل الأعمال التطوعية التي نطلب من الله عز وجل أن يهبنا الأجر على ما نعمله ابتغاء مرضاته, والأمر ليس بالمكلف ماديا, إذا ما تم قياسها على أن كل مشترك في عمل هذه الموائد الرمضانية أتى بوجبة من منزله أعدتها أهل بيته لكان هناك أصناف كثيرة من الأطعمة والمشروبات".
ويضيف طارق, "قبل نحو ثلاثة أعوام بدأنا عمل هذه الموائد الرمضانية وكانت بجهود فرديه من قبلنا حيث كان عددنا قليل من شباب وقاطني الحي, ولكن الأمر تطور في السنوات التي تلتها حيث أصبحنا نشهد إقبالا كبيرا من قبل المحسنين الذين يجلبون مأكولات ومشروبات رمضانية على مدار الشهر, بل إن البعض منهم تعاقد مع مطاعم لتزويدنا بوجبات دائمة طوال الشهر وبأعداد كبيرة".
وأشار الشاب الثلاثيني, أن هذه الموائد تشهد إقبالا منقطع النظير من قبل قائدي المركبات الذين يدركهم وقت الإفطار, فيقفون للتزود بالإفطار ويستكملون طريقهم, والبعض منهم يكون لديه إفطار فيقدم إفطاره ليشاركنا الأجر ويستأنس بإخوانه من المسلمين خلال وجبة الإفطار, إضافة إلى أن الكثير من العمالة الأجنبية التي تعمل في عدد من المشاريع يستفيدون من هذه الموائد خصوصا أن البعض منهم لا يستطيع عمل وجبة إفطار بمفرده.
وأبان طارق أنهم بعد أن يقوموا بتحضير سفرة الإفطار يتجه البعض منهم ليقفوا على الطريق لإيقاف المركبات, وتوجيههم إلى هذه السفر الرمضانية, مشيرا إلى أنهم قد يضعون في المستقبل لوحات إرشادية تعلم المسافرين وقائدي المركبات إلى أن هنا موقع لإفطار الصائمين ولكن بعد أخذ الإذن من الجهات المعنية بهذا الأمر.
من جهته قال سهل مليباري, الناطق الإعلامي لوكالة الخدمات في أمانة العاصمة المقدسة, "إن الأمانة تبارك مثل هذه الجهود الخيرة, والتي يقوم بها عدد من أهل مكة, الذين عرف عنهم عمل الخير في الكثير من الصور الإنسانية ومنها عمل الموائد الإفطارية على الطرقات داخل وخارج العاصمة المقدسة".
وحول مدى تدخل الأمانة في رفع المخلفات التي يتركها المفطرون خلفهم قال مليباري "بكل صراحة على الرغم من أن الموائد الإفطارية تكون كبيرة وتحوي الكثير من أصناف الأكل والشرب, إلا أن الملاحظ على منفذي تلك الموائد حرصهم الشديد على رفع المخلفات بأنفسهم, ويساعدهم بالطبع عمال النظافة التابعين للأمانة الذين يتواجدون بالقرب من هذه الموائد ويشاركون في الفطور, ومن ثم المساعدة في رفع مخلفات تلك الموائد الرمضانية".

الأكثر قراءة