السوق تنهي التداولات الأسبوعية بأداء إيجابي.. والسيولة تنخفض 27 %
حافظت السوق المالية السعودية في تداولات هذا الأسبوع على ارتدادها الإيجابي الذي حققته في تداولات الأسبوع الماضي، بعد اختراقها وكسرها نقطة دعم 6455 هبوطاً، متأثرة بالأزمة العالمية التي عصفت بالأسواق المالية، ومنها السوق المالية السعودية، التي هبطت إلى أدنى مستوى لها منذ خمسة أشهر، حين بلغت مستوى 5795 نقطة، قبل أن ترتد إلى مستوى 6000 نقطة في نهاية تداولات الأسبوع الماضي الذي أغلق فيه مؤشرها TASI عند مستوى 6039 نقطة.
وكانت السوق المالية السعودية قد أغلقت في تداولات هذا الأسبوع عند مستوى 6088 نقطة بعد أسبوع اتسم بالتذبذب . وبهذا الإغلاق لمؤشر السوق TASI عند مستوى 6088 نقطة تكون السوق المالية السعودية قد كسبت 49 نقطة مقارنة بإغلاق المؤشر في الأسبوع الماضي عند مستوى 6039 نقطة، أي ما يعادل ثمانية بالألف من قيمة المؤشر الأسبوعية. وقد أغلقت أحد عشر قطاعاً على ارتفاع، ما عدا أربعة قطاعات أغلقت على انخفاض، أغلق قطاع الفنادق خاسراً 1.8 في المائة من قيمته الأسبوعية، وقطاع النقل فاقداً 0.5 في المائة من قيمته الأسبوعية، فيما كان إغلاق قطاعي التطوير العقاري والاتصالات قريباً من إغلاقهما في الأسبوع الماضي .
وعن أبرز القطاعات الرابحة فكان قطاع الزراعة الذي كسب 2.6 في المائة من قيمته الأسبوعية، يليه قطاع التأمين بـ 2.2 في المائة، وقطاع الاستثمار الصناعي بـ 2 في المائة. أما أداء القطاعات القيادية فقد كسب قطاع المصارف 1 في المائة، وقطاع البتروكيميات 0.5 في المائة، وقطاع الأسمنت 0.6 في المائة، والطاقة 0.8 في المائة. وجاء أداء الشركات في هذا الأسبوع مغايراً للأسبوع الماضي الذي ارتفعت فيه خمس شركات فقط، أما في هذا الأسبوع فقد بلغ عدد الشركات المرتفعة 99 شركة مقابل 38 شركة خاسرة، في حين بقيت ثماني شركات على قيمتها الأسبوعية ولم تتغير.
جاء في مقدمة الشركات الأكثر ارتفاعاً سهم ''الأسماك'' الذي ارتفع بـ 21 في المائة، و''الأهلي للتكافل'' بـ 15.5 في المائة، و''أكسا- التعاونية'' بـ 9.5 في المائة، و''الباحة'' بـ 9 في المائة، و''مجموعة صافولا'' و''سلامة'' بـ 6.5 في المائة. أما الشركات الأكثر انخفاضاً فجاء في مقدمتها ''سهم إعادة'' و''أمانة'' بخسارة أسبوعية بلغت 3 في المائة، و''الفنادق'' و''وقاية'' و''شاكر'' بخسارة 3.5 في المائة، و''بتروكيم'' و''الفخارية'' و''المواساة'' بخسارة 2 في المائة.
والشركات التي لم تتغير هي ''البلاد''، ''أسمنت اليمامة''، ''الأسمنت السعودي''، ''أسمنت الجنوب''، ''تهامة''، ''عسير''، ''المملكة''، ''هرفي للأغذية''. وعلى مستوى السيولة بلغت سيولة هذا الأسبوع 13.5 مليار ريال وبمعدل تداول 2.7 مليار ريال يومياً وبانخفاض تبلغ نسبته 27 في المائة مقارنة بقيمة تداولات الأسبوع الماضي عند 18.5 مليار ريال.
وقد توزعت سيولة هذا الأسبوع على جميع قطاعات السوق، انخفض نصيب قطاع المصارف منها إلى 5.5 في المائة، كما حافظ قطاع البتروكيميات على نصيبه عند 41 في المائة، وعاد قطاع التأمين إلى 14.6 في المائة، وارتفع نصيب قطاع الزراعة إلى 9.6 في المائة، أما قطاع الاتصالات فقد انخفض نصيبه إلى 4.9 في المائة، أما بقية القطاعات فقد حافظت على نصيبها من السيولة الأسبوعية.
وعلى مستوى الصفقات والأسهم المتداولة، فقد انخفض عدد الصفقات المتداولة هذا الأسبوع إلى 63.5 ألف صفقة بانخفاض تبلغ نسبته 22.6 في المائة مقارنة بـ 82 ألف صفقة تم تداولها في الأسبوع الماضي، كما انخفض عدد الأسهم المتداولة هذا الأسبوع إلى 594 مليون سهم مقارنة بـ 808 ملايين سهم تم تداولها في الأسبوع الماضي، بذلك ينخفض معدل الأسهم المتداولة اليومية إلى 118.8 مليون سهم يومياً مقارنة بمعدل 161.6 مليون سهم يومياً في الأسبوع الماضي.
وبالنظرة التحليلية الفنية لمؤشر السوق السعودية TASI، نجد أنه لا يزال تحت متوسطاته الأسية المتحركة 50 يوما = 6380 نقطة، 200 يوم = 6455 نقطة. وتزداد السلبية في القراءة الفنية بقطع متوسط 50 يوما متوسط 200 يوم هبوطاً، التي يتوقع معها استمرار السلبية حتى عودة المتوسطات المتحركة إلى ترتيبها الإيجابي في الفترة المقبلة.
ومؤشر البولنجر Bollinger bands الذي يغلق مؤشر السوق TASI تحت متوسطه المتحرك = 6270 يؤكد القراءة الفنية السلبية لمؤشر السوق TASI، إلا أن هناك ارتدادا متوقعا كما يوحي بذلك مؤشر البولنجرBollinger bands ومؤشر الـ MACD Histogram، أما مؤشر الـ MACD لا يزال في سلبيته الفنية منذ منتصف تداولات شهر تموز (يوليو) الماضي. ومؤشر القوة النسبية (RSI) لا يزال في مسار إيجابي فنياً ويغلق قريباً من نقطة شراء جيدة، ويخالفه فنياً مؤشر تتدفق السيولة (MFI) الذي يتجه بانحراف سلبي بينه وبين مؤشر السوق TASI.
والشموع اليابانية على المستوى الأسبوعي أعطت قراءة سلبية تتوقع عودة المؤشر إلى مستوى 6000 نقطة وهي نقطة دعم آب (أغسطس) 2010م وانطلاقة المؤشر في أيلول (سبتمبر) 2010 كذلك إذاً لا توجد معطيات فنية يحكم بها على إيجابية السوق المالية السعودية في الفترة الحالية، وفي الوقت الذي يتوقع فيه عودة TASI إلى نقطة دعم 6000 أو 5950 نقطة إلا أن هناك بعض المؤشرات الفنية التي أشارت بتوقع ارتداد المؤشر من هذين المستويين.
ملخص القول
تعود السوق المالية السعودية إلى مرحلة الحيرة والتذبذب، كما هي الحال في الأسواق العالمية بعد التأثير السلبي وقلق المتداولين جراء تخفيض التصنيف الائتماني لأمريكا، على الرغم من نجاح الحكومة الأمريكية في حل أزمة الدين الأمريكي حتى عام 2012. وإذا ما استقرت الأوضاع المالية العالمية في الأسبوعين القادمين (دون مفاجآت) فإن السوق السعودية ستعود لإيجابيتها، وبخاصة أنها ستدخل شهر المحفزات بعد أسبوعين من التداول الحالي.
وعلى الرغم من الإشارات السلبية للمؤشرات الفنية إلا أن السوق المالية السعودية تعتبر في قاع جيدة، تتوفر فيها فرص استثمارية ممتازة شريطة محافظة مؤشر السوق على نقطة دعم 5950 وهي نقطة وقف الخسارة إذا ما فاجأت الأزمة المالية العالمية المتداولين بتأثير جديد، يزيد من قوة القاع اعتبارها انطلاقة مؤشر السوق في أيلول (سبتمبر) 2010، كما يزيد من قوتها عودة أسعار النفط إلى الاتجاه الصاعد نحو مستويات 90 دولارا.