رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


المحتوى العربي يحتاج إلى وضوح رؤية (1 من 2)

نظرا لأن الإنترنت وسط لنقل المعلومات بأنماطها ووسائلها كافة، فقد آثرت مؤسسات معينة أن تكون محافظة على أن تنفتح على المجتمع مع أنها يمكن أن تتعامل مع الموضوع بشكل مختلف تماما. في هذا العام (2011) أعلنت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الانفتاح على المجتمع بعد أن وجدت أن السباق مع تطور العالم قد احتدم وأن الإنترنت ''بيئة'' لا بد من الاستفادة منها لصالح تنمية المجتمع وحمايته من التخلف عن باقي الأمم. بني هذا الانفتاح على استراتيجية تهدف إلى التعريف بهذه المدينة ووظائفها ومهامها ومحاولة مساعدة المجتمع على أن يكون مجتمع معرفة في عام 2025. في هذا المقام استوقفني تحرك المدينة المتأخر وعجبت من الاستراتيجية التي لم تعرض منها إلا أهدافها الأربعة في الوقت ذاته الذي أرادت فيه الانفتاح على المجتمع. أعلم أن من مهام المدينة الاهتمام بالاختراعات وتسجيلها ودعم الأبحاث العلمية والمشاركة في إقامة المؤتمرات تعزيزا لدور الجهات الحكومية ووضع اللوائح المقننة لاستخدامات تقنية المعلومات، ولكن بهذا كله وغيره ما زالت تعيش في برجها العاجي. وما تأخرنا في تنفيذ الخطة الوطنية لتقنية المعلومات التي صدرت في عام 2002 إلا أحد الأدلة على ذلك. قد يكون للجهات المختلفة دور ولكن كانت تتحفظ في حجبها المواقع حتى مواقع طبية وصحية من شأنها نشر معرفة. ما تبع ذلك من استراتيجيات وخطط رصدت للمدينة كإنجازات مثل: (1) إنجاز الخطط الوطنية للطيف الترددي، والترقيم. (2) إعداد نظم التعاملات الإلكترونية، والجرائم المعلوماتية، ونظام التعاملات الإلكترونية. (3) إعادة هيكلة الإنترنت، كلها مساع حميدة وجيدة في تاريخ الاتصالات والإنترنت وتحسب لها، ولكن مع ذلك فإن المجتمع ما زال فقيرا في معلوماته حتى عن دور ومهام المدينة نفسها التي ما زالت لم تسوق لنفسها بالشكل المأمول. إن كيفية الانتقال من مرحلة لأخرى وما يتعلق بنشر ديننا الحنيف ولغتنا العربية وأخلاقنا السامية الحميدة والدراسات والعلوم العلمية والاجتماعية وتراثنا القديم، إما أنه ما زال في إدراجه أو هناك مرحلة قادمة لا نعرف عنها شيئا.
في السعودية بدأ استخدام الإنترنت في عام 1996 بفتح الخط المباشر للاستخدام من دون أن تكون هناك استراتيجية وخطط مقننة (معلنة) للاستخدام. ولأنه كان يصعب على شريحة كبيرة من المجتمع دفع الرسوم. استغرق الأمر ثلاث سنوات لتبدأ التجارة الإلكترونية في عام 1999. بعد ذلك ومنذ عام 2000 اضطرت المدينة وشركة الاتصالات للتوسع لحجم الطلب وضغط المجتمع المتشوق لزيادة معرفته. الآن وبعد تنظيم وضع الاتصالات وإصدار العديد من اللوائح المقننة سنحت الفرصة للمدينة أن تخرج للمجتمع وتسمح له بمتابعة إنجازاتها. بالرغم من أن التوجه في حد ذاته خطوة إيجابية، إلا أن العوامل المؤثرة في التوسع في انتشار الإنترنت ما زالت قائمة ولم تعالج بشكل مباشر، مع أن الدراسات تناولتها منذ أكثر من عامين والاجتماعات التشاورية والتأسيسية لمشروع ''ذاكرة العالم العربي'' وغيرها من الجهود كثفت العمل على زيادة المحتوى العربي في عدة محاور كرفع مستوى الاهتمام بتاريخ الأمة على مدى العصور.
علمياً.. اشتركت العديد من الدراسات في أن العوامل المؤثرة في الحد من انتشار الإنترنت وبالتالي ضعف المحتوى العربي على الإنترنت، هي: (1) اللغة. (2) ثقافة المجتمع. (3) السياسات والإجراءات. (4) التكاليف. و(5) التقدم التقني، دون ترتيب أولوية. إن مجرد مناقشة كل من هذه العوامل ومدى تأثيره على التوسع في استخدام الإنترنت، وبالتالي زيادة المحتوى العربي، يعني إعادة كتابة الدراسات التي نشرت من قبل وهذه محلها مقال آخر. ولكن كون أن هناك استراتيجية، فسؤال المجتمع هو هل تم الاستعداد لاجتياز العاملين الثالث والرابع، حيث لا يملك المجتمع حيالها إلا التلقي؟
مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تأسست قبل أكثر من ربع قرن من الزمان (عام 1406هـ)، وقفزتنا لاستخدام الإنترنت تمثلت في 200 ألف مستخدم في عام 2000، بينما 4.700 ألف مستخدم في عام 2009. هذه الأرقام تجعل مسألة ''رفع مستوى الوعي'' التي خرجت بها المدينة تحتاج إلى إعادة صياغة لتتناسب وحجم الإقبال ونوعه. إن عملية رفع مستوى الوعي لدى المجتمع نوعا ما خطوة متأخرة؛ حيث إن على اليوتيوب You Tube اليوم 3 ـــ 4 مسلسلات بحلقات متعددة لشباب سلبوا لب أقرانهم وفئات مختلفة من مجتمعهم بل مجتمعات عديدة بإنتاجهم الفكري. هذه الحلقات ''الاجتماعية الهزلية'' وصل بها الاحتراف إلى دفع المتصفح العربي ليبادر في التجاوب ووضع مقاطع من أماكن مختلفة لها أهداف مختلفة جعلت المحتوى العربي في حاجة إلى تقنين فعلا. ما زال في جعبة الشباب الكثير، وصقل الثقافات وتنويعها والاهتمام بالنشر العلمي تعابير أقرب لتحقيق الأهداف. هذا يقودنا للقول بأن الاستعانة بـ''ناسا'' أو التمثل بها خطوة لا بأس بها، ولكن أن تعتمد الاستراتيجية بتحويل المجتمع في 14 ــ 15 عاما أي في عام 2025 إلى مجتمع معرفي، فهذا شأن يجعلنا كمجتمع سعودي وصف بأنه ''متعطش'' للعلوم والمعرفة والتقنية، لا يقبل بهذا البطء. وللحديث تتمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي