«الشؤون الاجتماعية»: تبنينا 6 أدلة استرشادية للتنظيم الإداري والمالي في الجمعيات الخيرية
إشارة إلى المقال الذي نشرته ''الاقتصادية'' في عددها 6492 الموافق 20/8/1432هـ تحت عنوان: ''بعض الجمعيات الخيرية في نطاق الخط الأحمر'' للأستاذ الرمضي بن قاعد الصقري، فإنني أود أن أشير بداية إلى ملمح مهم وبارز فيما يتعلق بالجمعيات الخيرية.. وهو أن الجمعيات الخيرية أضحت مظهراً من مظاهر المجتمع المدني وأحد المكونات الرئيسة لأي دولة حضارية في الوقت الراهن، كما أنها تحظى في وطننا العزيز بدعم وعناية كبيرة وفائقة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني ـــ حفظهم الله.
كما تتسم الجمعيات الخيرية بعدد من السمات منها أنها كيان له صفته الاعتبارية وشخصيته المستقلة، وتخضع لإشراف الوزارة مثلما تحظى بدعمها المادي والمعنوي، أما الموظفون والموظفات الذين يعملون في الجمعيات الخيرية فيخضعون لنظام التأمينات الاجتماعية، حيث تحرص الوزارة على إلحاق موظفي الجمعيات بالتأمينات الاجتماعية لضمان حقوقهم وتوفير البيئة المناسبة لهم للعمل والإنتاج، إلى جانب هذا فإن الكوادر العاملة في الجمعيات الخيرية كوادر وطنية مدربة ومؤهلة، أما العمالة فتتم الاستعانة بها في المهن التي لا يمكن شغلها بسعوديين مثل (الحمالين وعمال النظافة ونحوهما)، ومع هذا فالوزارة تحرص كل الحرص على سعودة الوظائف في الجمعيات الخيرية قدر الإمكان، وهي ماضية نحو ذلك بحول الله.
من جانب آخر، أؤكد لكم وللقراء الكرام أن لكل جمعية خيرية رؤى وخططا وبرامج واستراتيجيات بعيدة وقريبة المدى وتعمل على تنفيذها بصورة عملية مدروسة ومتوازنة، حيث توجد فيها هياكل إدارية ومالية ولوائح داخلية إدارية ومالية لتنظيم العمل في هذه الجمعيات ويتم الرجوع إليها عند وجود مشكلات أو خلافات مالية أو إدارية وهي تتوافق مع نظام العمل في المملكة.
وفي هذا السياق أشير إلى أن الوزارة تبنت ستة أدلة استرشادية للتنظيم الإداري والمالي للجمعيات الخيرية بمختلف أحجامها ومستوياتها واختصاصاتها اشتملت على نماذج للهيكل الإداري والمالي وتوضيحاً للعلاقة بين مستويات هذه الهياكل وتوضيحاً للمهام الرئيسة للمسؤولين فيها والوصف الوظيفي لكل جهة في الهيكل.
أما شكل العمل في الجمعيات الخيرية فيتصف بالجماعية والنمط المؤسسي ويبتعد عن العشوائية والانفراد بالقرارات، كما تخضع المساعدات والأنشطة التي تقدمها هذه الجمعيات للدراسة المستفيضة من قبل الباحثين الاجتماعيين في الجمعيات وأعضاء مجلس الإدارة. وتبنت الوزارة تنظيم ملتقى كل سنتين للجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تشرف عليها لطرح أفكار ومرئيات جديدة وتبادل وجهات النظر والتجارب بين هذه الجمعيات لتعم الفائدة الجمعيات كافة، حيث تقوم الوزارة بدعم جمعية البر في المنطقة الشرقية لعقد ملتقى سنوي للجمعيات الخيرية في مختلف مناطق المملكة.. وملتقى آخر تنفذه جمعية ماجد بن عبد العزيز للخدمات الاجتماعية باسم ملتقى التنمية الاجتماعية يعقد كل سنتين، إضافة إلى دعم الوزارة للملتقيات والورش والندوات التي تعقدها الجمعيات الخيرية في مختلف مناطق المملكة.
كذلك ومن زاوية مالية.. يوجد في كل جمعية خيرية محاسب لتسجيل وقيد جميع العمليات المالية في الجمعية، كما توجد مكاتب محاسبية تعاقدت معها الوزارة تقوم بزيارات ربع دورية لهذه الجمعيات لمراجعة حساباتها مراجعة شاملة والتأكد من نظاميتها وتقديم تقارير ربع سنوية للوزارة ولمجلس الإدارة ومن خلال تلك التقارير يتم تلافي أي ملاحظات إن وجدت أولاً بأول .. إلى جانب تواصل الوزارة وتعاونها مع إمارات المناطق عند وجود ملاحظات أو مشكلات تتعلق بعمل الجمعيات الخيرية.
أخيراً عمدت الوزارة إلى عقد شراكات واتفاقيات مع وزارة التعليم العالي لاستحداث دبلومات في العمل الخيري التطوعي لنشر مفهوم العمل الخيري التطوعي في أوساط المجتمع.
محمد بن إبراهيم العوض
مدير عام العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي
وزارة الشؤون الاجتماعية