التعاون الصحي السعودي ــ الكندي.. نريد الخروج بما يقنع (3 من 3)
(6) الاستخدام الأمثل والمجدي للتقنية Meaningful Use of Technology: لا يزال هذا المحور مصدر أرق لمقدمي الخدمة وبالذات الأطباء فما زالوا في عدد كبير من المرافق الصحية يقومون بجهود ذاتية لاستخدام الإنترنت!. تسريع الأداء مع ضبط وتوثيق وتدقيق السجلات إضافة إلى استخدام أحدث أجهزة الفحص والعلاج والتحليل والاختبار وربطها بأفضل النظم والحواسيب الممكنة لحفظ حقوق المريض هي الأهداف المنتظرة من خطة عام 2002 واستراتيجية عام 2009. نحن الآن نناقش تحميل نتائج المختبر أولا بأول عبر القارات والقيام بالعمليات الجراحية عن بعد وتوفير حزم المساندة في صنع القرار الطبي Decision Support System Modules للكثير من برامج السجلات الطبية... إلخ، إلا أن هناك مرافق تشتكي من ضعف الشبكة المحلية!. وأخرى لا تخدمها الخوادم المركبة في المرفق! لماذا لم يبتعث أو تعد دورات متخصصة ''كندية الطابع'' لتطوير الفكر والمهارات وتكريس مبدأ الإبداع لمديري ومنسوبي أقسام السجلات الطبية والإحصاء في المرافق الصحية كافة؟ لدى الكنديين إمكانيات ومعرفة وخبرة ولدينا الأدوات والقدرة فلماذا تكون ''البنود'' مثلاً بعد كل هذا الدعم مشكلة أزلية؟
(7) سلامة المرضى Health Safety: واقع البرنامج الحالي لا يحتاج إلى إعداد تقارير للتقييم. فالمقاييس والمؤشرات التي تتحدث عنها الأوساط العلمية والمنظمات لا يعرف عنها الممارس الصحي إلا ''اللمم''. إن عدم تبني التقنية واستخداماتها بشكل لسلسي أثر سلبا على هذا البرنامج. كما أن النظافة والتعقيم التي تشمل الأيدي والأجهزة والأدوات والمباني بعيدة عن تحقيق مستوى في كثير من المرافق لأن أحد البرامج وهو مكافحة العدوى غير جدي للآن. من ناحية أخرى، إذا كان من المفترض أن يقرأ دليل نقل أو تحريك المرضى كل فرد من مهامه ذلك فإنه لا يوجد في المواقع الإلكترونية للوزارة أو المديريات أو دليل إجراءات العمل في المستشفيات الموزع في كل مرفق أو على أبواب الأقسام أو حتى في عقد الموظف شيء موسع ومحدث من هذا القبيل. بالنسبة لصرف الأدوية والاهتمام بالفئات العمرية فلا يزال من اكبر المشاكل التي تعانيها المجتمعات المتقدمة وغارقة في مشاكلها الدول النامية ونحن لا نريد أن نقوم وفي بنائنا خلل. فالاهتمام بكبار السن يستوجب وقفة جدية دوائيا من الكشف وحتى الصرف. المدرسة الكندية لديها باع طويل في هذا المجال وحاجة مديري المرافق ومديري الشؤون الصحية أن يتعاملوا مع الخبراء بشكل مباشر اصبح حتميا لنقل الممارسات اليومية بشكل مفتوح وإيجاد الحلول العملية. الحديث في هذا المحور يطول ولكن قد يوجزه الكنديون.
(8) البحث العلمي (Health research): تحفيز الأجهزة المقدمة للخدمات الطبية على تبني الدراسات العلمية في تمييز الخدمة والرضا عنها وكيفية تقليص فواتيرها على المقدم والمستفيد بات فقرة في نظام. فإجادة الأداء وتحديث السياسات والإجراءات ضمن برامج متكاملة البناء، ودعم الجهود بالتعاون على تأسيس الكراسي العلمية والاشتراك مع الجانب الكندي في القيام بالأبحاث المتعمقة في الخدمة نفسها والاستفادة من برنامج ابتعاث الطلاب ومد جسور التعاون البيني بين مرافق البلدين وغير ذلك، لابد أن يكون الهدف منها تحقيق الاستفادة الكاملة للمملكة بالرفع من مستوى العاملين وتطوير نوعية الخدمات في المرافق الصحية كافة. مع أننا نسعى لوضع أقدامنا على أعتاب عصر المرجعية في الطب والعلوم الصحية إلا أننا لا نريد أن نستغرق كل الوقت في الدراسات فوتيرة التسارع تضاعفت وأصبح تقديم الخدمة تحت مجاهر كثير من الأوساط حتى الأفراد.
(9) شراكة القطاع الخاص The Private Sector: لا يمكن التنبؤ بهوية هذا القطاع صحيا بعد عشر سنوات من الآن. الأسباب هو إننا نطبق نظاما ثم نسحبه أو نهمله، ونقترب من إصدار قرار ثم نراجعه، ونستغرق في إصدار قرار وقتا ثم نحفظه وهكذا. التأمين الصحي، وتقديم الخدمات المتميزة، واستقطاب الأطباء الماهرين على مستوى العالم، وإقامة المؤتمرات العلمية المتخصصة، والقيام بالمسؤوليات الاجتماعية من خلال التوعية الصحية والأعمال التطوعية والتواجد كروافد لتقديم الخدمة في مواقع تحتاج لتوفيرها. إضافة إلى دعم الدراسات والأبحاث العلمية، كلها أهداف رسمت في استراتيجية النظام الصحي المحلي والخليجي أيضا، ولابد أن ينمو القطاع الخاص مع نمو وتطور باقي القطاعات الأخرى بدعمه كرافد مهم جدا في الوطن. ما يدعو للتخوف فقط هو فقد السيطرة على بعض الأفعال ونحن بصدد تقنين كل شأن.
(10) الجودة Quality: إذا كان برنامج الجودة الحالي الذي نتأمل أن نخرج منه بتحسين الأداء يحقق نجاحات ترضي غرور البعض، فيمكن لي القول بأن الإشراق الحقيقي بعيد جدا. وإذا ما أريد العمل بشكل إيجابي فهناك حاجة إلى أن تتكامل الجهود بين المستويات الإدارية المختلفة وأن توجه بنود الميزانية للأهم فالمهم وإلا فالطريق لا نهاية له والكنديون سيركزون على ما ينفعهم ويقدمهم ولن يلتفتوا إلى ما يؤخرهم أو يضرهم فقد عملوا بجد ليصلوا إلى أن نجلس معهم لتوقيع هذا التعاون وتحقيق الفائدة المشتركة ولكن لا يهمهم سوى مصالحهم.
أعلم أن كل ما ذكر معلوم ولكن هل هو محسوم؟. نريد بكل ما نملك من إرادة وعزيمة وقدرة أن نخرج من أرض الأحلام والآمال إلى أرض الواقع والحقيقة، وإذا ما كان الطريق طويلا فان كل ما استغرقنا في تأسيس قاعدة متينة لأي عمل ينفع الناس كلما سهلنا على أنفسنا والأجيال من بعدنا سلوك طريق السمو والسؤدد لسلامة مستديمة. والله المستعان.