الأسهم العالمية تسجل أدنى مستوى في 11 شهرا
تردى الاقتصاد العالمي إلى مستويات أعمق من الأزمة، إذ واصلت أسواق الأسهم هبوطها أمس. وفقد المستثمرون الثقة في قدرة الولايات المتحدة وأوروبا على كبح جماح ديونهما سريعا وتجنب الانزلاق إلى الركود مجددا.
وسجلت الأسهم العالمية أدنى مستوى في 11 شهرا أمس لتطغى أجواء المراهنة على انخفاض الأسعار، إذ هوت الأسهم أكثر من 20 في المائة منذ أن سجلت أعلى مستوى في ثلاث سنوات في أيار (مايو). وتعاظمت مخاوف المستثمرين بشأن عافية الاقتصاد الأمريكي وأزمة ديون منطقة اليورو والتضخم المرتفع في الصين. كما يخشى المستثمرون من استمرار تردي الأسواق المالية مع تبخر الثقة في آفاق الاقتصاد العالمي وهو ما سيسبب دوامة عنيفة من التشاؤم. ومحت خسائر الأسهم حتى أمس الأول نحو 3.8 تريليون دولار من ثروات المستثمرين في أنحاء العالم خلال الاضطرابات الأخيرة حيث هرع المستثمرون إلى الأدوات الاستثمارية التي تعتبر آمنة مثل الين الياباني، والفرنك السويسري، والذهب.
أمام ذلك، دعت الصين الدول المعنية بمشكلات الديون والعجز إلى تبني سياسات ''مالية ونقدية عملية ومسؤولة'' لإعادة الثقة إلى الأسواق. وجاءت الدعوة في تصريح لرئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس في أول رد فعل صيني على أزمة الديون السيادية التي عصفت ببورصات العالم. وجاء ذلك أيضا بينما سادت حالة من الفزع أمس الأسواق العالمية خشية وقوع الاقتصاد الأمريكي في حالة كساد جديدة بعد خفض التصنيف الائتماني الأمريكي من جانب مؤسسة ستاندارد آند بورز، وخشية اتساع نطاق أزمة ديون منطقة اليورو. وقال وين خلال اجتماع حكومي نقلت مجرياته على موقع حكومي ''يتعين أن يبذل المجتمع الدولي مزيدا من الجهد لتعزيز التواصل والتعاون على الصعيد الاقتصادي الكلي''.
وأضاف ''على الدول المعنية انتهاج سياسات نقدية ومالية عملية ومسؤولة بهدف خفض العجز وإيجاد حلول لمشكلات الدين، ومن ثم ضمان استقرار الأسواق المالية والحفاظ على ثقة المستثمرين الدوليين''.
وتعد الصين الدائن الأكبر للولايات المتحدة وقد حثت خلال الأيام الماضية واشنطن على ضبط إنفاقها، محذرة من مضي البنك المركزي الصيني قدما في تنويع استثماراته بمواجهة المخاوف المتعلقة بالدولار كعملة قياس عالمي. وتراجع مؤشر أم. أس. سي. آي لأسهم كل دول العالم نحو 2 في المائة في تعاملات أمس، مسجلا أدنى مستوى منذ أيلول (سبتمبر) 2010. وواصل المؤشر تراجعه لليوم العاشر على التوالي. كما تراجع مؤشر أم. أس. سي. آي لأسهم الأسواق الناشئة 3.4 في المائة صوب أدنى مستوياته منذ تموز (يوليو) 2010 التي تم تسجيلها في التعاملات الآسيوية.
وأغلقت الأسهم الأوروبية على ارتفاع بصورة عامة أمس لتضع حدا لهبوط بلغ 20 في المائة على مدى أسبوعين ونصف الأسبوع، إذ بدأ المتعاملون تصيد الصفقات وسط آمال في أن مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي سيشير إلى خطة لإنعاش الاقتصاد. وسيترقب المستثمرون أي إشارات في بيان اجتماع السياسات في المجلس تدل على إلى أنه قد يتدخل للمساعدة في حفز الاقتصاد وتعزيز النظام المالي. وأغلق مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية الكبرى مرتفعا 1.3 في المائة إلى 948.21 نقطة حسب بيانات أولية وسط إحجام كبيرة للتعاملات بعدما هوى بما يصل إلى 5 في المائة ليبلغ أدنى مستوى في عامين في وقت سابق خلال الجلسة. وفقد مؤشر ستوكس يوروب 600 لأسهم شركات الموارد الأساسية نحو 20.5 في المائة خلال ما يزيد قليلا على أسبوعين لكنه ارتفع أمس 3 في المائة. وكانت أسهم شركات التعدين الكبرى ضمن أفضل الأسهم أداء.