رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


شكرا القروني.. شكرا للأبطال

أتى تأهل المنتخب السعودي للشباب لدور الـ 16 في نهائيات كأس العالم والمقامة في كولومبيا ليثبت أن الكرة السعودية ولادة لا تنضب مواهبها، فقط تحتاج إلى من يعمل بجد وأيضاً من يملك القدرة على حسن الاختيار بعيداً عن المحسوبية والمجاملة , فما شاهدناه من منتخبنا الشاب أعاد لنا الثقة التي فقدناها وأخذ الجميع يتخوف من ندرة المواهب وأن المعين قد نضب فتغيرت نظرتنا تجاه كمية هذه المواهب وحقيقتها حتى ظننا أن الجفاف قد حل بأراضينا وأنها ندرت بسبب التغير الحاصل في المجتمع وتعدد وسائل الترفيه وقلة الملاعب داخل الأحياء وشبه انقراضها, وانتشار المقاهي والاستراحات بشكل كبير جداً وهي التي استهوت الكثير من الشباب فلم تعد الكرة المتنفس الأول للشباب والتي تجمعهم حولها واختفت أو كادت الدورات الرمضانية في عدد من المدن, ولكن خالد القروني برهن عكس ذلك وغير النظرة التي كدنا نصدقها، والشيء العجيب ومثار الاستغراب أنه لا يملك عيوناً زرقاء فكيف أبدع ! ولم يلبس القبعة ومع ذلك نجح ؟ فأخيراً وبعد طول زمن أطربنا زامر الحي وشدنا صوته الشجي والذي قيل إنه لا يطرب, فحين نرى منتخبنا الشاب بهذه الشخصية القوية والتكامل التكتيكي والانسجام التام لابد أن نشد على يد القروني وأن نعطيه ما يستحق من الإشادة والإطراء ونقول له إن الوطن يطلب منك الاستمرار والوطن يحتاج منك الكثير فلا يكفيه منك ما قدمت فلابد أن تستمر وأن تواصل على النهج ذاته فأنت قادر وتملك مفاتيح النجاح التي تساعدك على ذلك.
أما الأبطال الذين لم يتعامل معهم الإعلام بعد ولم يحرقهم بتوهجه, والأمل أن يبقى بعيداً عنهم فلا نريد ألقابا ولا نريد مديحاً يكال بألوان الطيف, فقط يحتاجون منا إلى التوجيه والنقد الهادف فما رأيناه من مهارة وقدرة وروح شمعة أمل تنير لنا الطريق المظلم منذ زمن, ولكن هذا مرهون بهؤلاء الفتية أنفسهم واتعاظهم ممن سبقهم فالاحتراف والنجومية طريق للشهرة والمادة ولكن متى خبت نجوميتك انتهيت مثل من تاهت خطاه وظل الطريق وأنتم ترونهم من حولكم وتسمعون ما يحدث لهم وكيف تخلى الجميع عنهم فالجمهور لا يرحم فهو فقط يريد الفوز ولا غيره ولا يهتم بغير ذلك.
ومما يثير الإعجاب ويدعو للفخر مستوى الطرح الذي يبديه لاعبو المنتخب الشاب ولغة الواثق التي تسيطر على أحاديثهم الإعلامية و الثقة الكبيرة في أنفسهم وهذا يحسب لهم وكذلك للجهازين الفني والإداري المشرف عليهما وهي بكل تأكيد لغة يجب أن ننميها ونحافظ عليها ونستمر في غرسها في النشء متى أردنا منه المضي بكل قوة في طريق التميز, فهم لعبوا في ظل فترة إعداد قصيرة نسبياً لمثل هذا الحلم ولعبوا مباراتهم الأخيرة في جو مطير لم يعتادوا على مثله ومع ذلك تماسكوا وخرجوا بنتيجة كبيرة تعكس قدرتهم وتفوقهم وهو ما تأمل الجماهير السعودية أن يستمروا عليه في بقية المباريات وأن يسعوا للوصول إلى أبعد من دور الـ 16 إن شاء الله.

الخاتمة :
لسان حال الأبطال يقول :
أنا والله '' تاج '' للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيها

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي