نهار «رمضان» يضعِف إنتاجية عمال المقاولات.. وفترة المساء الخيار الأفضل

نهار «رمضان» يضعِف إنتاجية عمال المقاولات.. وفترة المساء الخيار الأفضل

أجمع مقاولون سعوديون في الشرقية على أن استمرار العمل خلال نهار رمضان يعتبر أمرا شاقا على العمال الصائمين العاملين في قطاع المقاولات والإنشاءات، لما تتطلبه هذه النوعية من الأعمال من مجهود مضاعف خلال نهار رمضان في وقت تشهد فيه الشرقية ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة.
وقال عدد من المقاولين إن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة خلال هذه الأيام من شهر رمضان يؤديان إلى انخفاض إنتاجية العمال في قطاع البناء والتشييد، ما يتسبب في تأخر تنفيذ بعض المشاريع, لذا يلجأون إلى تغيير مواعيد العمل إلى فترة ما بعد الإفطار لزيادة الإنتاجية ومراعاة ظروف العمال المسلمين بصفة خاصة.
وبحسب المقاولون فإن هناك بعض الأعمال لا يمكن أن يتوقف العمل فيها ليلا أو نهارا وهي تتطلب سرعة في الإنجاز وقد يؤدي تغيير أو وقف العمل فيها إلى أمر في غير محله, كما أن هناك بعض الأعمال يصعب تحويل العمل فيها إلى فترة الليل لوجود أكثر من جهة مشاركة في العمل فيها، ما يصعب من عملية التنسيق فيما بينها للعمل ليلا كالمواقع المفتوحة والعمل في الشوارع الرئيسية أو مشاريع قد يسبب تأخير أو تأجيل العمل فيها مشاكل أخرى. وهنا يقول صلاح محمد السليم عضو لجنة المقاولين بغرفة الشرقية إنه يترك الخيار للعامل في العمل نهارا أو ليلا، وإن له الخيار في العمل في الوقت الذي يختاره فيما يتعلق بالأعمال الفردية، أما بالنسبة للأعمال الجماعية فيترك لهم حرية الاختيار والتوافق على العمل في الوقت الذي يرونه مناسبا لهم.
ويرى السليم أن العمال الذين يعملون فيما يتعلق بالترميم والتشطيب فيكون عملهم في فترة ما بعد الإفطار مناسبا وذلك لاستخدام الأضواء الكاشفة, كما أن عملهم وهم مفطرون يعطي إنتاجية وجودة أفضل فيما لو كان عملهم في فترة النهار، مشيرا إلى أن بعض المواقع المفتوحة تتطلب العمل نهارا حتى لو كان ذلك في شهر رمضان لارتباط العمل بأكثر من جهة لا يمكن أن تتفق جميعها على العمل في فترة ما بعد الإفطار وذلك لأنها تتطلب وجود مهندسين واستشاريين مشرفين على تلك المشاريع. من جانبه، أوضح عبد الرحمن العطيشان عضو لجنة المقاولين بغرفة الشرقية أن تحويل العمل بالنسبة للعمالة التي تعمل في قطاع المقاولات والبناء إلى فترة ما بعد الإفطار يعتبر أمرا جيدا وأكثر إنتاجية من فترة النهار.
ويضيف العطيشان هناك أعمال ومهن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول توقيت أدائها كالمصانع التي تعمل على مدار الساعة, فالعمال فيها ملزمون بالعمل في تلك المواقع حتى في نهار رمضان ومع ارتفاع درجات الحرارة, ولكن قد تهيئ تلك المواقع في رمضان أكثر من أي وقت آخر لتخفيف بعض من التعب والإرهاق الذي يصيب العامل في نهار رمضان.
من جهته، قال محمد القحطاني أحد المقاولين إن العمل في أوقات النهار وبشهر رمضان يعتبر عبئا كبيرا على العمال وخاصة المسلمين منهم لأدائهم فريضة الصيام علاوة على ارتفاع درجات الحرارة وهو ما يقلل من إنتاجية وجودة ما يقوم به العامل أثناء النهار، مؤكدا أن تحويل العمل إلى الليل وخاصة فيما يتعلق بالمقاولات والبناء والتي تتطلب بذل جهد أكبر من العمال وهو ما يصعب عليهم القيام به في أوقات النهار من رمضان، مشيرا إلى تجربته المستمرة لأكثر من ثلاث سنوات في هذا الجانب, والتي تقضي بتحويل العمل في شهر رمضان إلى ما بعد صلاة التراويح وإعطاء العمال فرصة طيلة النهار للراحة ما ينعكس على جودة وكمية ما يقومون بإنجازه خلال الليل.

الأكثر قراءة