رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


سورية.. المستهدف 30 ألف قتيل!

■ من الحسابات المطروحة لدى النظام السوري أن قمع الثورة الشعبية ربما يتطلب قتل 30 ألف شخص، وهذا بالنسبة لهم هدف أولي ضروري لتحقيق السيطرة على الأوضاع .. وبني هذا السيناريو على أن سحق حماه في الثمانينيات نتج عنه قتل ما يقارب العشرين ألف إنسان، وحينئذ مرت الأمور بسلام ولم تكن هناك احتجاجات دولية بعد ما تم إخماد وإسكات جبهة الداخل!
المؤسف أن حسابات الأنظمة الديكتاتورية القمعية تأتي بهذه البساطة وبهذا الاستهتار بكل القيم والأعراف الإنسانية، فالإنسان لدى هذه الأنظمة هو مجرد رقم، فما هي المشكلة أن توضع الحسابات والأرقام بهذه البساطة، وقد رأينا أمس واليوم الذي قبله كيف يستمر النظام السوري في (رفع الأرقام) عبر السحق بالدبابات وكل الأسلحة الثقيلة للناس العزل الذين يواجهون آلة القمع بالصدور العارية!
مع إطلالة رمضان مئات البيوت فتحت للأحزان، ومع استمرار المكابرة والتعطش للمزيد من الدماء سوف تفتح المئات الأخرى، والأوضاع بدون شك تتجه للمسار الأسوأ في سورية، فالنظام حسم أمره، البقاء بأي ثمن .. حتى لو كان الثمن ذهاب سورية كلها، حتى الناس هناك، وبعد أن ضاق الأفق وسالت الدماء أدركت أن لا مجال أمامها إلا استمرار النضال .. فقد (أتى أمر الله فلا تستعجلوه).
لقد تم طرح العديد من الخيارات السياسية التي تضمن للنظام السوري البقاء الآمن في ظل ظروف جديدة للإصلاح والتطوير والانفتاح السياسي .. وحتى الناس والمعارضة بدأت بمطالبات بسيطة للمشاركة السياسية التي تحتوي الجميع .. وظل المعارضون البارزون وضحايا المظالم السابقة يطرحون المطالب السياسية والاجتماعية المعقولة وقدموا الحلول على أسس موضوعية ونبيلة وبعيدة عن الإقصاء والطائفية والحزبية، هدفهم انتشال سورية وإبقاء كيانها السياسي محتويا جميع الأطياف والطوائف، والذي تابع حوارات منتدى المعارضة السورية في الدوحة في الأيام الماضية يجد الإجماع العاقل والواعي المدرك لمصلحة سورية ومستقبلها.
إذا استمرت المذابح واستمر التدمير المنظم للبلدات والقرى فبدون شك سوف يصل النظام السوري إلى هدفه الرقمي .. أي الـ (30) ألف قتيل .. ولكن هل العالم يستطيع أن يتحمل السكوت على الأوضاع قبل الوصول إلى هذا الرقم؟
العالم سوف يتحرك لمحاصرة النظام وإسقاطه مدفوعا بالتفاعل الشعبي الإنساني العالمي، فأدوات التواصل الجديدة التي تنقل صور القتلى من الأطفال والنساء لن تدع مجالا للسياسيين وقادة الدول إلا الحراك السريع، وهذه من خصائص القرن الجديد الذي يسهل فيه تدفق المعلومات وسرعة التواصل، ويبدو أن النظام السوري ما زال يعيش في ظروف القرن الماضي أيام سحق حماه .. يومئذ كانت آلة الدمار تجوس الديار، والناس معزولة من الحدث، فقط كانت تقارير المخربين هي التي تنقل للحكومات ماذا يجري .. ولم يعرف الناس إلا بعد حين .. هل الحال هي الآن؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي