التفاؤل تحت الاختبار... الاقتصاد الأكبر يضغط على الأسواق العالمية

اهتز المتفائلون في السوق اهتزازاً كبيراً في نهاية أسبوع شديد الحرارة بعد أن انضمت مشاعر القلق الشديد حول مستوى النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة إلى متاعب واشنطون ومنطقة اليورو في إنهاك المستثمرين الذين ملوا وتعبوا من الموجودات الخطرة.
تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم العالمية بنسبة 0.5 في المائة – وهو معدل أدنى بنسبة لا بأس بها عن مستوياته الدنيا – وسجلت عوائد السندات القياسية أدنى مستوى لها منذ ثمانية أشهر، كما سجل الذهب أعلى رقم قياسي له في التاريخ. وقفز الفرنك السويسري بنسبة 1.8 في المائة ليصل إلى مستوى قياسي في مقابل الدولار، حيث وصل السعر إلى 0.7874 دولار، وهو ما يعتبر علامة واضحة على مدى التوتر الذي تشعر به الأسواق. أصيبت الأسهم بضربة كبيرة بعد صدور تقارير تفيد بأن معدل النمو في الاقتصاد الأمريكي كان أقل من التوقعات في الربع الثاني، كما أن أرقام النمو في الربع السابق تم تعديلها إلى الأدنى. يشار إلى أن مشاعر التوتر والقلق حول النمو الاقتصادي تتغلب على أية مشاعر أخرى من القلق بخصوص الوضع الائتماني للحكومة الأمريكية، وأجبرت العوائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية إلى التراجع بنسبة 16 نقطة أساس لتصل إلى 2.79 في المائة في بيئة تتسم بالعزوف عن المخاطر، وهي بيئة من شأنها كذلك الإضرار بأسعار السلع. من جانب آخر تراجعت أسعار النفط في التداولات الأمريكية بنسبة 1.6 في المائة لتصل إلى 95.91 دولار للبرميل. كذلك فإن اقتراب عطلة نهاية الأسبوع ونهاية شهر التداولات اضطرت المستثمرين إلى الابتعاد إلى الأطراف وإلى موجودات الملاذ الآمن.
المشاعر التي تسود بين المستثمرين بخصوص العزوف عن المخاطر مدفوعة بالدرجة الأولى بفعل المأزق الذي تمر به واشنطون بخصوص رفع سقف الدين الأمريكي البالغ 14300 مليار دولار قبل الموعد النهائي لذلك وهو الثاني من آب (أغسطس). وفي اجتماع عقد يوم الجمعة بين متداولي السندات وبين وزارة المالية الأمريكية نوقشت إمكانية تأجيل مبيعات السندات في شهر آب (أغسطس)، وساعد الاجتماع على تمديد هبوط شديد في العوائد على السندات الحكومية.
وحيث إن شهر تموز (يوليو) أصبح الآن وراء الأسواق، فقد سجل مؤشر ستاندارد آند بورز 500 تراجع للشهر الثالث على التوالي، وهي حركة لم نشهدها منذ الفترة من أيلول إلى تشرين الثاني (سبتمبر إلى نوفمبر) من عام 2008 خلال أعماق الأزمة المالية العالمية.