الطلب العالمي على النفط يضغط على الإمدادات في 2012
ذكرت وكالة الطاقة الدولية أمس أن وتيرة الطلب العالمي على النفط ستتسارع العام المقبل بفعل الاستهلاك في الأسواق الناشئة على عكس توقعات أكثر تحفظا لـ"أوبك"، وتقل توقعات الوكالة بشكل طفيف عما توقعته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ولكنها تتجاوز توقعات "أوبك" بزيادة قدرها 1.32 مليون برميل يوميا.
واتسعت فجوة الخلاف بين "أوبك" والدول المستهلكة بعدما فشلت 12 دولة عضو في "أوبك" في التوصل لاتفاق بشأن اقتراح سعودي لزيادة الإنتاج، وردا على ذلك فاجأت الوكالة السوق بالإفراج عن نفط من مخزونات الطوارئ التي تحتفظ بها. وتضم الوكالة في عضويتها 28 دولة وتقودها الولايات المتحدة.
وتجاوز سعر مزيج برنت الخام 117 دولارا أمس، وهو ما يتجاوز مستواه قبل الإفراج عن احتياطي الطوارئ. وذكرت "أوبك" في تقريرها الشهري أنه لم يكن لاستخدام المخزون تأثير يذكر. وقالت أمس وكالة الطاقة الدولية إنها أضافت إمدادات عالية الجودة لسوق تكفيها الإمدادات بالكاد وأنها "تنظر بإيجابية بالغة" للاستراتيجية إلى الآن.
وقال ديفيد فايف رئيس قسم أسواق وصناعة النفط في الوكالة لرويترز انسايدر "الهدف من الإفراج عن الاحتياطي زيادة السيولة والمرونة في السوق، وأعتقد أننا حققنا ذلك". وأضاف أن الوكالة لم تقرر بعد ما إذا كانت ستفرج عن مزيد من الإمدادات. وكانت أكدت في تعليق سابق أنها ستتخذ القرار بعد 30 يوما من الإعلان المبدئي في 23 حزيران (يونيو).
وذكر تقرير الوكالة أن طاقة إنتاج "أوبك" ستعترضها صعوبات إلى أن تتعافى ليبيا عضو "أوبك" من تأثير الصراع الدائر بها. ولا تتوقع الوكالة حدوث ذلك قبل نهاية 2012، وقالت إن طاقة "أوبك" ستنخفض لمستوى متدن حول 33.8 مليون برميل يوميا في الربع الأول من العام المقبل. وارتفع إنتاج "أوبك" بشكل ملحوظ في حزيران (يونيو) إثر زيادة منفردة من جانب السعودية أكبر مصدر للنفط في "أوبك". وذكرت الوكالة أن السعودية ضخت 9.7 مليون برميل في حزيران (يونيو)، وهو ما يقل قليلا عن مستوى 9.8 مليون برميل، الذي أشار إليه مندوب خليجي بارز في "أوبك" أمس الأول.
وذكرت الوكالة أن إنتاج "أوبك" زاد بصفة عامة في الشهر الماضي بنحو 850 ألف برميل يوميا، مقارنة بأيار (مايو)، لكنها ما زالت تتوقع أن يبقى إنتاج "أوبك" من النفط أقل من الطلب المتوقع. وأضافت أن الطلب على خام "أوبك" سيبلغ نحو 31 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من العام في المتوسط بزيادة بنحو مليون برميل يوميا عن إنتاج "أوبك" في حزيران (يونيو).
وقالت الوكالة أيضا إن صادرات السعودية من النفط الخام قد تتراجع نتيجة المتطلبات الداخلية لتوليد الطاقة، التي قد تصل لمستويات قياسية هذا العام.