قرار منع الكباري لمصلحة مَنْ؟
لم أقصد بفرض هذا العنوان قرارًا معينًا اتخذه الاتحاد السعودي تجاه فريق أو لاعب بعينه، أما هي ففكرة ارتسمت من خلال عدة قرارات احتفظت بها الذاكرة من خلال ما صدر من الاتحاد السعودي خلال الفترة الماضية، وهي القرارات التي سببت صراعًا ومماحكة بين المنتمين للوسط الرياضي، ولذلك فيحق لنا التساؤل والاستغراب: لماذا لا يطبق قانون الاتحاد لدينا ويتم العمل به؟، ولا نركن لقرارات اللجان التي تثير وتسبب التأويلات والتفسيرات التي توهم البعض بأن القرارات المتخذة تصب في مصلحة نادٍ وضد مصلحة نادٍ آخر.
وطالما أن كثيرًا من الاحتجاجات التي تقدم من إدارات الأندية لا تنتهي إلا من خلال لجان الاتحاد الدولي التي أصبحت هي الفيصل لهذه القضايا، فلماذا لا نختصر هذا الطريق الطويل ونخف الاحتقان والأخذ والرد بين المنتسبين للوسط الرياضي من خلال فرض النظام الدولي مباشره في مسابقاتنا؟
حين قدم نجران احتجاجه بخصوص مشاركة لاعب التعاون بدر الخميس ظهر الاختلاف جليًا وواضحًا بين رؤساء اللجان، فظهر صالح بن ناصر رئيس لجنة الاحتراف مهددًا بتحويل عادل البطي رئيس اللجنة الفنية للتحقيق في برنامج الدليل القاطع أمام الجميع دون مراعاة لأدب الاختلاف، ومع ذلك لم تنتهِ القضية إلا من خلال الاتحاد الدولي.
وحين أراد الاتحاد السعودي معالجة شبهة التواطؤ والتلاعب الذي حدث في مباراة الوحدة والتعاون، لم يوفق في اتخاذ القرار المناسب؛ لأن الشبهة لا يمكن أن تبنى عليها حقيقة، فضلاً عن أن يصدر بناءً عيها حكم، فالمادة رقم ـــ15ـــ من لائحة العقوبات تقضي بمعاقبة الفريقين بالهبوط للدرجة الأقل متى ثبتت تهمة التلاعب، فظهر القرار ضعيفًا؛ لأن الاتحاد السعودي لم يتخذ القرار الوارد باللائحة، ولذلك تجرأت الوحدة فصعدت القضية للاتحاد الدولي كي تستصدر قرارًا يمنحها البقاء لموسم آخر في دوري زين.
وحين أصدر الاتحاد السعودي قرارًا يقضي بتغريم نادي التعاون بسبب الكلمات المسيئة التي كتبت في منتدى التعاون، ومع أن الاستئناف كان لمصلحة النادي وتم إلغاء العقوبة، لكن الواضح أن الرقابة استسلمت لنوم عميق بعد ذلك، أو أن المنتديات أصبحت قمة في المثالية ومكانًا راقيًا لا يوجد فيه أي سب أو تجريح مماثل لما تمت ملاحظته في منتدى التعاون الذي استوجب إصدار العقوبة تجاهه.
القرار الأخير الذي يقضي بمنع أي لاعب سعودي هاوٍ من العودة مجددًا لدوري زين متى ما وقع عقدًا احترافيًا في الخارج، ما لم يمضِ سنتين على هذا العقد الجديد، وإلا فإن القرار يقضي بعودته لآخر نادٍ لعب له قبل انتقاله، وهنا أتت التأويلات والتفسيرات: هل القرار يخص حالة اللاعب خالد الغامدي؛ لأنه لم ينص على حق النادي مقابل التدريب والصقل؛ لأن الشائعات وتأكيدات بعض محبي نادي النصر في الإعلام تؤكد توقيعهم مع اللاعب، أم أن القرار يخدم نادي الهلال في مشكلته الحالية مع مدافعه الدولي أسامة هوساوي الذي رفض كل محاولات نادية من أجل تجديد العقد، وأخذ يصر على الاحتراف خارجيًا من دون أن يقدم عقدًا حقيقيًا وكأنه بذلك يريد (كبري) ينقله إلى نادي الاتحاد قريبًا من مقر عائلته في مكة المكرمة.
حزم الخليف:
قبلت إدارة الحزم بتولي زمام شؤون النادي على الرغم من الوضع الصعب الذي كان يعيشه من نزيف نقطي، وكذلك انسحاب عضو الشرف الداعم خالد البلطان، وذكرت أنها ستقوم بتغيير كبير في الفريق، وفعلاً بدأت الإدارة بالتجديد في مرحلة سمتها الانتقالية من أجل الاعتماد على الفريق الأولمبي مع جلب عدد من الأسماء القادرة على دعم هذه المجموعة من أجل العودة مجددًا لدوري زين، ويبقى دور أعضاء الشرف كبيرًا، فأين محبو النادي من أبناء المالك والعذل والعساف والحناكي وعضو الشرف الشاب بسام الزايد وبقية أسر المحافظة من دعم الإدارة والوقوف معها؟ أم أن النادي أصبح يتيمًا بعد ابتعاد البلطان عنه؟
الخاتمة:
الهروب هو السبب الوحيد في الفشل، لذا فإنك لن تفشل طالما لم تتوقف عن المحاولة.