رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


إدارة مشاريع الرياض .. أداة بلوغ الرؤية المستقبلية

عاصمة المملكة ومدينة إنسانية وواحة معاصرة ومركز مالي وتجاري ومركز إشعاع ثقافي وعلمي ومدينة جميلة. ست ركائز رئيسة تشكل عناصر الرؤية المستقبلية لمدينة الرياض، رؤية مستقبلية طموحة تعطي تصوراً عاماً لمدينة الرياض في المستقبل خلال الفترة من 2025 إلى 2050، بعون الله تعالى وتوفيقه.
رؤية مستقبلية تعتمد على ''تحقيق مبدأ الاستدامة في تنمية وبناء مدينة المستقبل في ظل مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وتجسيد مفهوم علاقة الإنسان بخالقه - عز ووجل - (الخلافة في الأرض) وكذلك علاقة الإنسان بالإنسان وعلاقته بالطبيعة''.
حددت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض هذه الرؤية المستقبلية الطموحة منتصف التسعينيات الميلادية من القرن الماضي لتعكس الرغبات والآمال والتطلع لمستقبل يكون امتداداً للمستوى الحضري والمعيشي الذي تشهده الرياض وسكانها.
ارتكزت عناصر الرؤية المستقبلية لمدينة الرياض على الركائز الست أعلاه. فالركيزة الأولى أن الرياض ''عاصمة المملكة'' تعكس الدور الفعلي للعاصمة باعتبارها أرض الرسالة المحمدية والحرمين الشريفين ومركزاً دولياً ووطنياً للوظائف السياسية والثقافية والتاريخية. والركيزة الثانية أن الرياض ''مدينة إنسانية'' تحقق الرغبات الإنسانية الحميدة والعيش الرغيد الذي ينعكس في بيئة تعطي الأولوية للإنسان وتحقق للسكان السلامة والأمن وتشجع العلاقات الاجتماعية الحميدة. والركيزة الثالثة أن الرياض ''واحة معاصرة'' رائدة في التكيف مع البيئة الصحراوية من خلال تطوير التقنية المناسبة وتطبيقها لعمل نموذج بيئي وقاعدة لتصدير هذه التقنية إلى مختلف أنحاء العالم. والركيزة الرابعة أن الرياض ''مركز مالي وتجاري'' نشط ومنافس دولي متكامل مع الدور الوظيفي والسياسي على المستوى الوطني والإقليمي. والركيزة الخامسة أن الرياض ''مركز إشعاع ثقافي وعلمي'' رائد في الخدمات التعليمية والصحية ومركز للمعرفة ذو دور قيادي في الأبحاث العلمية والتقنية مع التركيز على مجالات الطاقة والدراسات الصحراوية. والركيزة السادسة أن الرياض ''مدينة جميلة'' تتمثل في شكل عمراني متوافق مع الحياة الاجتماعية والثقافية ومركز للثقافة والفنون الإسلامية العريقة.
أعقب تحديد الرؤية المستقبلية لمدينة الرياض وضع ''استراتيجية التطوير الحضري لمدينة الرياض'' ذات العناصر الثلاثة. العنصر الأول ''الاستراتيجيات القطاعية''، والعنصر الثاني ''المخطط الهيكلي'' والعنصر الثالث ''خطة الإدارة الحضرية''.
ركّز العنصر الأول على البعد التنموي برسمه خريطة طريق لكيفية نمو ستة قطاعات إنتاجية تستهدف مدينة الرياض تطويرها بما يؤهلها لتكون محركا رئيسا للعملية التنموية في مدينة الرياض. وركّز العنصر الثاني على البعد الجغرافي برسمة للتوزيع البيني لأراضي وأنشطة القطاعات الإنتاجية الستة. وركّز العنصر الثالث على البعد التنفيذي بإجراء التعديلات اللازمة لعمل الأجهزة الإدارية في مدينة الرياض بما يتوافق والرؤية المستقبلية واستراتيجية التطوير الحضري.
عديدة هي الفوائد التي ترشدنا إلى مراكز الجذب التنموي عندما ننظر إلى القطاعات الإنتاجية الخمسة المستهدف تطويرها في مدينة الرياض تحت العنصر الأول، ''الاستراتيجيات القطاعية''. شملت الاستراتيجيات القطاعية ''استراتيجية التنمية الاقتصادية''، ''الاستراتيجية البيئية''، و''استراتيجية المرافق العامة''، و''استراتيجية النقل''، و''استراتيجية الإسكان''، و''استراتيجية الخدمات العامة''. وضع لكل استراتيجية قطاعية أهداف طموحة، وغايات محددة، ومؤشرات قياس أداء تنفيذ عملية، وإجراءات مفصلة، وأولويات مصنفة، وجهات تنظيمية مسؤولة عن تنفيذ مشاريعها وبلوغ أهدافها.
لعل الاستشهاد بأحد الإجراءات المزمع تنفيذها ضمن الرؤية المستقبلية لمدينة الرياض خير مثال على ضخامة برامج الرؤية وحجم التحديات وطبيعتها خلال مراحل التنفيذ، عطفاً على درجة التعقيد والتداخل والازدواجية بين أهداف تنموية عدة وجهات تنفيذية مختلفة.
فمن ضمن إجراءات تنفيذ ''استراتيجية التنمية الاقتصادية'' لمدينة الرياض ''فرض رسوم على احتجاز الأراضي الاستثمارية والمخصصة للمضاربات التجارية من دون تطوير، خاصة على الأراضي المزودة بالمرافق العامة والمطورة بالكامل''. يصنّف هذا الإجراء ضمن الإجراءات الجديدة، وتأتي فترة تنفيذه على المدى الطويل، وتشترك الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مع أمانة مدينة الرياض في مسؤولية تنفيذه.
يندرج هذا الإجراء تحت سياسة ''تزويد مدينة الرياض بالمرافق العامة في الأوقات المحددة وبصورة فاعلة وبأسعار تنافسية''. تأتي هذه السياسة ضمن سياسات تحقيق الغاية الرابعة من غايات الاستراتيجية، التي تنص على ''التطوير المستمر للأنشطة الاقتصادية والخدمات المساندة لتنمية اقتصادية تمكّن مدينة الرياض من المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية''. ويقاس مدى تحقيق الغاية الرابعة من خلال مؤشري أداء. الأول مستوى مبيعات الصادرات ومساهمتها في الناتج الملحي الإجمالي. والثاني النسبة المئوية للعاملين السعوديين الموظفين في قطاع التصدير. وتأتي الغاية الرابعة ضمن غايات الهدف الثاني للاستراتيجية، الذي ينص على أن الرياض ''اقتصاد أكثر تنافسية''. ويشكّل هذا الهدف الثاني من أهداف الرؤية الاقتصادية لمدينة الرياض.
يمثّل إجراء فرض رسوم الأراضي إجراء واحدا فقط ضمن 50 إجراءً جاريا أو مزمعا تنفيذها. تباينت الفترة الزمنية لتنفيذ هذه الإجراءات بين قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل. وتباينت طبيعة هذه الإجراءات من إجراءات جديدة إلى مطورة. وأسندت مهام تنفيذ هذه الإجراءات إلى قرابة 30 جهة حكومة.
وزّعت هذه الإجراءات التنفيذية على 13 سياسة تنفيذية، ويقاس أداء تنفيذها عبر 20 مؤشر أداء، لقياس تحقيق سبع غايات اقتصادية، ومندرجة تحت أربعة أهداف لبلوغ الرؤية الاقتصادية، التي تنص على ''تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية متوازنة بمدينة الرياض باستخدام مكانة ومزاياها التنافسية لتعزيز دورها كمركز مالي وتجاري عالمي''.
تشكّل هذه الرؤية الاقتصادية الطموحة ركيزة واحدة من أصل ست ركائز لتحقيق الرؤية المستقبلية لمدينة الرياض، التي تنص على ''تحقيق مبدأ الاستدامة في تنمية وبناء مدينة المستقبل في ظل مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وتجسيد مفهوم علاقة الإنسان بخالقه - عز وجل - (الخلافة في الأرض) وكذلك علاقة الإنسان بالإنسان وعلاقته بالطبيعة''.
يقودنا هذا المثال من واقع ''استراتيجية التنمية الاقتصادية'' إلى النظر في حجم العمل الجاري تنفيذه على أرض الواقع ضمن هذه الاستراتيجية وزميلاتها الخمس الباقية في البيئة، والمرافق العامة، والنقل، والإسكان، والخدمات العام، والإجراءات المزمع تنفيذها في المستقبل لبلوغ الرؤية المستقبلية لمدينة الرياض.
عمل ضخم ومعقد يستلزم درجة عالية من تنسيق الجهود، ومتابعة التنفيذ، ومعالجة التحديات، وقياس الأداء، وإعادة ترتيب الأولويات، وتطوير آليات الجهات التنفيذية، وتعديل طبيعة السياسات الحكومية وهياكلها التنظيمية وأوجه أنشطتها.
كيف سيتم التعامل مع هذا العمل الضخم والمعقد؟ الإجابة في قرار الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بإنشاء برنامج خاص لمتابعة مشاريع منطقة الرياض تحت إشراف مجلس المنطقة. برنامج تنفيذي طموح يهدف إلى تقديم إضافة نوعية إلى مسيرة تنفيذ مشاريع منطقة الرياض بما يضمن بلوغ الرؤية المستقبلية لمدينة الرياض ضمن المخطط له وفي حدود الموارد المخصصة.
هل سينجح البرنامج في بلوغ الرؤية المستقبلية؟ ثقة يعلوها التفاؤل بالقائمين على البرنامج بمستقبل مشرق ينتظر الرياض الحبيبة، بعون الله تعالى وتوفيقه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي