مبروك الكأس يا أهلي.. وصيغ اقتصادية
أقيمت مساء يوم الجمعة مباراة الختام لكأس خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بين نادي الاتحاد والنادي الأهلي، حيث فاز فيها النادي الأهلي وظفر بالكأس. وفي حقيقة الأمر لست محللاً أو ناقداً رياضياً ولست كاتباً للأحداث الرياضية غير أن ما دعاني إلى اختيار مثل هذا الحدث موضوعاً للزاوية اليوم هو بعض المفاهيم والانعكاسات لبعض ما حدث بإطار اقتصادي والتي أراها أسهمت في نجاح النادي الأهلي وفوزه على غريمه. وليعذرني محبو ومشجعو الناديين إذا قصرت رؤاي عن أي من الفريقين فيما قد يرد في ثنايا الموضوع من المنظور الرياضي الفني.
فأول هذه المفاهيم التي أرى أنها كانت عاملاً للنجاح للفريق الفائز هو الحماس والإصرار إذ في تقديري ومن خلال متابعاتي المتواضعة أحسست أن الشارع الرياضي يرجح علو كعب نادي الاتحاد فنيّاً مقارنة بالنادي الأهلي وهذا مما انعكس ربما على أداء الفريقين أحدهما الإحساس لإثبات الذات بينما الآخر ما زال يتغنى بانتصارات سابقة. ولذا فالنجاح أيّاً كان رياضيّاً أو اقتصاديّاً لا يسوقه الماضي والتاريخ ومن هذا المنطلق يصنف سوق الأسهم بالفاعلة والكفؤة كلما كانت الأسعار التاريخية لا تخدم المستثمر. وهذا يعني أن التاريخ بحد ذاته لا يعني شيئاً بل ما يجب الالتفات إليه هو العوامل التي صنعت تلك التاريخية. أما الأمر الثاني فهو اقتناص الفرص والتوقيت والتي بلا شك استغلها النادي الأهلي، حيث وجد نفسه أمام فرصة عظيمة لإبهاج جماهيره، خصوصاً أن ترتيبه في المنافسات السابقة كان أقل مما كان يأمله جمهوره. ولن ندخل في تفاصيل أسباب ذلك وترديد بعض ما يقال فنيّاً إن هذا النادي أو ذلك يفوز في المنافسات القصيرة الأمد وهكذا من تحليلات لست خبيراً بها لكن التوقيت عادةً هو واحد من العوامل الرئيسة في صنع القرار وبالتالي التأثير في نتائج ذلك القرار. فحسبي أن النادي الأهلي بجميع مقومات الفريق (لاعبين ومدربين وإدارة وجمهور) استشعر أهمية الفرصة التي ربما لا تتكرر في المنظور القريب لإضافة نجاح وكأس وإثبات للذات وللغير بأنه منافس قوي دوماً مثلما كان ليقال إن تدني المستوى في فترة زمنية لا يتعدى كونه وقتيّاً سرعان ما زال بالفوز الذي انخلق توقيته ومن ثم استغلال هذه الفرصة.
وفي المنظومة الاقتصادية تستشعر الكيانات الاقتصادية (شركات وغيرها) التوقيت لتصالح المستثمرين نحو تحقيق أداء متميز مقارنة بالمنافسين، خصوصاً إذا كان الفارق بينها وبين الآخرين جليّاً أو لم يكن متوقعا فيعيد المستثمر تقديراته في الرؤية عن تلك الشركة التي كانت تتدنى مستويات أدائها. أخيراً ومن باب كسر الاحتكار وتطبيق مبدأ السوق الحر سنفرح للنادي الأهلي وغيره من أنديتنا في تنافسها الشريف لتحقيق نتائج إيجابية لما لذلك من انعكاس على الوسط الرياضي السعودي ككل بالتطور الذي نأمله.
أبارك للنادي الأهلي كأس خادم الحرمين الشريفين وللاتحاد حظاً أوفر في منافساته القادمة ولكل أنديتنا مزيدا من التوفيق محليّاً ودوليّاً.