في الثمنيات وإسقاط الأقنعة

خطى الإعلام الرياضي خطوات تطويرية مهمة اتضح مداها في الفترة الأخيرة، فرضها التنافس القائم بين القنوات الرياضية أو تلك التي خصصت برنامجا رياضيا في قنواتها، فبعد أن امتلك برنامج الجولة الحضور القوي منذ ظهوره في قناة art وما زال حتى الآن، ولكنه يواجه في هذه الفترة دخول منافس قوي من خلال برنامج في الملعب الذي يعرض في القناة الرياضية السعودية، فأصبح يسجل حضورا مميزا وبدأ يرسم المنافسة الشريفة من أجل الاستحواذ على أكبر كم من المشاهدين ورضاهم.
ثم دخلت روتانا على الخط من خلال برنامج كورة، فأصبح المتابع لا يجد عناء كبيرا ولا يبذل كبير جهد من أجل الحصول على المعلومة والخبر، فقد أثرت هذه البرامج المساء الرياضي بالأخبار والتحليلات والمتابعة لكل ما يستجد في قالب من المهنية والتنافس الشريف الذي خدم الإعلام الرياضي بشكل كبير.
ولكون هذه البرامج الثلاثية نمطيتها ومنهجيتها واحدة وهي متابعة الخبر وتحليله ومن ثم التعليق على هذه الأحداث مع مناقشة أخطاء التحكيم، برزت برامج رياضية أخرى اتخذت منهجا مغايرا ونمطا مختلفا.
ومن أبرز هذه البرامج برنامجي إرسال وفي الثمنيات، فقد اختص برنامج إرسال بمتابعة أخبار وما يكتب في الصحف والتعليق عليها، اتجه برنامج في الثمانيات لفرض المناقشة الموسعة وتفريغ الحلقة لمناقشة موضوع معين دون تشعب الحلقة لعناوين أخرى، ما فرض التركيز وإعطاء كامل الوقت للضيوف في مناقشة مسؤولي الأندية عن أخطائهم في حوار قوي تجلت قوته في حلقتي البرنامج التي ناقشت خروج ابن همام وانسحابه من السباق نحو تولي رئاسة كرسي "فيفا"، ثم أتت الحلقة التي ناقشت الشأن النصراوي والتي نجح فيها مقدم البرنامج في إظهار خفايا كثيرة كانت غائبة عن المتابع، وأوضحت مدى الخلاف والتناحر الشرفي داخل البيت النصراوي ومسايرة إعلاميي النصر لهذه الموجه مما أسهم في ــ ضياع الطاسة ـ النصراوية، وبينت الحاجة النصراوية لقيادة قوية تعيد له استقراره وهيبته، فقد تجلى للجميع أن النصر ليس له ركن رشيد يأوي ويلجأ إليه وقت الملمات والأزمات.
نجاح البرنامج في قوة طرحه وجرأة مناقشته أغرى بقية القنوات مناقشة الشأن النصراوي، فظهرت خفايا أخرى ومعاناة امتدت لتصل للداعم الأكبر للفئات السنية أيمن باحاذق ما يعطي مؤشرا لسلوكه الطريق ذاته الذي سلكه عمران العمران وسامي الطويل.
ـ البرامج الحوارية المباشرة مع أصحاب الشأن مع وجود من يمتلك القدرة على النقاش في ظل محاور يجيد دفة الحوار غدت ضرورة ملحة، فالأندية ليست ملكية خاصة وصوت الجماهير يجب أن يصل وأن يكون مؤثرا في شؤون أنديتها.
ـ هل نحن في طور بلورة رأي عام مؤثر وفاعل يسير الأندية ويكون بمثابة وسيلة ضغط وتغيير لإدارتها وتقويم سلوكها نحو ما يفيد النادي ويسعد جماهيره.

الخاتمة:
يجب أن تثق بنفسك .. وإذا لم تثق بنفسك فمن ذا الذي سيثق بك ؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي