رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ما هي سياستنا الخارجية القادمة؟

■ تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية سواء في الإطار الدولي أو الإقليمي سوف تترك آثارا عميقة مباشرة على توجهات ومبادئ وعقيدة السياسة الخارجية لكل دول المنطقة.. وفي هذا السياق نحن نتساءل: هل لدينا تصورات عن توجهات السياسة الخارجية السعودية ومدى استحضارها كل المتغيرات الإقليمية والدولية؟
هل لدينا تصور عن مدى تأثير تداعيات الأحداث المحيطة بالمملكة على أوضاعنا وعلى علاقاتنا الخارجية، وهل نحن جاهزون للاحتمالات المختلفة؟
مثلا، الأوضاع في دول الخليج، هل تتجه إلى التنسيق الدقيق المتفاعل الذي يراعي المصالح الكبرى، بحيث تبدو الأمور واضحة تماما لجميع الأطراف حتى تتم إدارة المصالح الثنائية المشتركة بكفاءة تخدم مصالح الشعوب؟ هذا سؤال ضروري فأحيانا دول الخليج تبدو مواقفها محيرة فلا تعرف هل هم مع المجلس وأهدافه أم ضده!
أوضاع اليمن وتشتت المشهد السياسي وتدهور الوضع الاقتصادي.. والأخطر بروز نزعات سياسية تسعى لإعادة تعريف مفهوم سيادة الدولة على أراضيها، وتتحدث عن نسف وبطلان الاتفاقات السابقة، هذه نزعة شر وعدوان.. فهل هذه تنطلق من مصالح ضيقة مدفوعة الثمن أم هي تعكس حالة نفسية وفكرية جديدة؟ من مصلحتنا أن نعرف ومن مصلحتنا ألا نكون طيبين دائما مع النزعات الخطيرة للفرقة والانشقاق.
الأوضاع أيضا في سورية تتجه إلى مستقبل مخيف بعد لجوء النظام إلى الدبابات والطائرات للحوار مع الناس، فهذا المسار الدموي يعني أن البلد لن ينعم بسلام في السنوات القادمة.. فما هي التطبيقات المحتملة على أوضاع المنطقة وعلينا؟
العراق بعد تحوله إلى ساحة مفتوحة للطموحات الإيرانية أصبح يشكل تهديدا مباشرا على أمننا الوطني، فنحن إزاء قومية فارسية متعطشة للثأر التاريخي وتتطلع إلى إمبراطورية جديدة.. هذه أحلامهم، كيف نتعامل معها؟
مصر التي ظلت العمق العربي الكبير.. ما هي احتمالات التبدلات القادمة؟ وكيف تتعامل السياسة الخارجية السعودية مع القوى الجديدة التي أثرت عليها ظروف معينة ومصالح خاصة، هل لدينا تصور عن طبيعة العلاقة في مرحلتها القادمة؟
إسرائيل في حالة ارتباك.. ولكنها تعمل بشكل حثيث مستغلة علاقاتها مع أوروبا وأمريكا لإعادة ترتيب مصالحها القومية.. خصوصا أنها تتخوف من احتمالات طوفان الربيع العربي الذي لا أحد يعرف أين ينتهي. لذا كيف نتعامل مع الأطماع الصهيونية!
وحتى أمريكا معرضة لوضع اقتصادي صعب في السنوات القادمة.. ما هي احتمالات هذه الأوضاع على السلوك السياسي الأمريكي، هل وضعها الاقتصادي سوف يكون عاملا قويا لاندفاعها للبحث عن ترتيبات عالمية وإقليمية جديدة تضمن لها تأمين مصادر تغذي وترفد مواردها المالية والتجارية؟
وهل الأوضاع في أوروبا أيضا وهي المهددة بأزمة مالية محتملة بعد اتضاح صعوبة الحلول السريعة لأزمة الديون الكبرى.. ماذا يحمل هذا الوضع من احتمالات سلبية على إدارة الصراع بين الشرق والغرب في المنطقة.. كيف ستؤثر هذه الحالة المتوقعة على سياستنا الخارجية، وبأي آلية أو أسلوب سوف نوجه مسار علاقاتنا الدولية؟
أعتقد أننا إزاء حالة جديدة تتطلب طرح الأسئلة الكبرى.. فمن حقنا أن نطمئن على أننا في المسار الذي يضمن ويكرس الاستقرار الوطني.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي