HSBC: الثقة إزاء آفاق التجارة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأعلى عالميا
أظهرت أحدث الأبحاث والدراسات التي أجراها بنك أتش. أس. بي. سي البريطاني، أن مستويات الثقة إزاء آفاق التجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كانت الأعلى على مستوى العالم في الربع الثاني من العام الحالي.
وأجمع خبراء ومسؤولو البنك في ندوة نظمها فرعه في الكويت أمس لرجال أعمال وتجار أن مؤشرات الثقة إزاء آفاق التجارة سجلت في منطقة الشرق الأوسط 118 نقطة، بينما استقر مؤشر "أتش. أس. بي. سي" للثقة في التجارة العالمية عند مستوى 114 نقطة في النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بـ 116 نقطة التي سجلها في النصف الثاني من العام الماضي. وقال سايمون فون جونسون الرئيس التنفيذي لـ "أتش.أس. بي. سي الكويت"، إن أهم العوامل الرئيسة لدعم النمو وتنمية التجارة في دول مجلس التعاون الخليجي تتمثل في التأثير الإيجابي من قبل حكومات هذه الدول، فضلا عن الإجراءات الاستباقية التي تم اتخاذها لدعم الشركات الباحثة عن توسيع نطاق أعمالها التجارية الدولية في الخارج. وأضاف أن الجهود التي تم بذلها لحماية الاقتصادات الوطنية من خلال تقديم قوانين وسياسات مهمة ومبادرات إضافية لدعم وتحفيز التجارة قد أتت أكلها وحققت نجاحا كبيرا حتى الآن.
من جهته، قال كيرسي باتيل الرئيس الإقليمي لخدمات التجارة والتوريد في "أتش.أس. بي. سي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" إن أوضاع التجارة لا تزال قوية في مختلف أنحاء العالم ما يعكس قدرتها على التكيف مع ارتفاع الأسعار والزيادة في معدلات الفائدة وقضايا التضخم. وأضاف أن التجارة تزدهر في بيئة يكون فيها الحصول على تسهيلات بنكية في متناول الجميع، إلى جانب توفير بيئة تنظيمية فعالة ونزيهة. ورأى باتيل، أن نتائج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أظهرت استمرارا في نجاح التجارة فيها بالنظر إلى الأنظمة الحكومية كعامل تأثير إيجابي في تدفقات التجارة الإقليمية وفي نمو أعمالهم التجارية المقابلة. وذكر أن التجار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يبدون أي اهتمام بشأن الانخفاض في الحجم الكلي للتجارة ولا يرون أن التجارة البينية مهددة بالأحداث السياسية الأخيرة، كما أن عدد الذين يتوقعون بقاء حجم التجارة على حاله قد ازداد بمقدار خمس نقاط عن الجولة السابقة.
من جانبه، قال تيم ريد رئيس الخدمات المصرفية التجارية في "أتش.أس. بي. سي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" إن التجارة في هذه المنطقة لعبت دورا حاسما في دفع عجلة النمو الاقتصادي مدعومة بتزايد أهميتها كمركز عالمي للتجارة المتبادلة بين الشرق والشرق حيث صادرات الطاقة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسهم بقدر كبير في الناتج المحلي الإجمالي للعديد من بلدان العالم. وأضاف أنه من المتوقع في ظل بقاء أسعار النفط عند مستويات عالية فإن الإنفاق على شراء الطاقة والبنية التحتية سيبقى قويا على المدى المتوسط.
وكانت الندوة التي نظمت أمس قد استعرضت بعض البيانات المهمة المستخلصة من نتائج الجولة الخامسة من استبيان مؤشر "أتش.أس. بي .سي" للثقة، الذي أظهر أن التجار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هم الأكثر قلقا بشأن مخاطر الشراء والتوريد. وبينت أرقام المؤشر أن 37 في المائة من التجار يتوقعون ارتفاعا في مخاطر عجز المشترين عن السداد، بينما ذهب 41 في المائة من التجار إلى توقع زيادة في عدد الموردين غير القاردين على الوفاء بترتيباتهم.