وصفة لـ «مجلس إدارة» أكثر فاعلية

تمثل فاعلية مجلس الإدارة وفاعلية أعضائه أحد أهم الهواجس التي تواجه متخصصي حوكمة الشركات. فطريقة تشكيل المجلس، والفصل بين وظيفيتي رئيس المجلس والرئيس التنفيذي، والتنوع داخل المجلس فيما بين أعضاء غير تنفيذيين ومستقلين وتنفيذيين، غالبا ما تشكل نقاط القوة أو الضعف التي يُعتمد عليها في تقييم مجلس الإدارة ومدى نجاحه في أداء المهمة الموكلة إليه نيابة عن المساهمين Shareholders وبقية المستفيدين Stakeholders.
لا يمكن حصر نقاط منتقاة للحكم من خلالها على فاعلية مجلس الإدارة لشركة ما، ولكن عضو مجلس الإدارة يجب أن تتوافر فيه المتطلبات الأساسية من الصفات التي تضمن أن هذا العضو يستطيع أن يتحمل المسؤولية الموكلة إليه. ومن هذه الصفات ما ذكر في أحد تقارير شركة الاستشارات Spencer Stuart بأن عضو مجلس الإدارة الفعال يجب أن تتوافر فيه صفات ومنها، ما يملكه عضو مجلس الإدارة من المعارف والتي تمكنه من مناقشة ودراسات القضايا التي تواجه المجلس، إضافة إلى قبوله بفكرة إمكانية مساءلته ماليا عن أدائه، كما أنه الشخص الأمين الذي يقدم النصائح والاستشارات، إضافة إلى دوره الرقابي على الإدارة التنفيذية.
في كتاب Corporate Governance & Accountability تقدم Solomon الوصفة لمجلس الإدارة الفعال، فتحدد النقاط التالية:
- يجب أن يجتمع المجلس بشكل دوري ومبرمج.
- يجب أن يحتفظ المجلس بجزء من القوة لمواجهة بعض القرارات التنفيذية.
- لا يجب أن يُترك المجال لشخص من المجلس للسيطرة على اجتماعات وقرارات المجلس.
- أعضاء مجلس الإدارة يجب أن يتواصلوا مع بقية المستفيدين والإدارة التنفيذية لتلقي المقترحات والملحوظات.
- يجب أن يتمتع أعضاء المجلس بمستوى عالٍ من الثقة فيما بينهم.
- يجب أن يتصف الأعضاء بالقيم والأخلاقيات الحميدة.
- يجب أن يتواصل الأعضاء فيما بينهم بفاعلية عالية.
- يجب أن يكون المجلس مسؤولا عن الأداء المالي للشركة.
- يجب على الأعضاء غير التنفيذيين أن يُقدموا آراءهم باستقلالية.
- يجب أن يكون المجلس وأعضائه منفتحين على الأفكار والاستراتيجيات الحديثة لتطوير العمل.
- يجب ألا يكون أعضاء مجلس الإدارة ضد التغيير والتطوير.
- يجب أن يملك أعضاء مجلس الإدارة فهما عميقا لطبيعة عمل الشركة والمنافسة في القطاع الذي تعمل فيه الشركة.
- يجب أن يتصف المجلس وأعضاؤه بطبيعة دينامكية.
- يجب أن يعي أعضاء المجلس طبيعة المخاطر التي تواجه الشركة والنشاط.
- يجب على الأعضاء التعاطي مع المخاطر المحيطة بالنشاط ومعرفة الحدود المقبولة، فلا عوائد من دون مخاطر.
- يجب أن يكون هناك وعي مستقل لدى الأعضاء بأهمية القرارات ذات الارتباط بالمخاطر.
- يجب أن يتفاعل أعضاء مجلس الإدارة مع المساهمين، وتقبل احتياجاتهم وتحويلها إلى استراتيجيات للشركة.
- يجب أن يتفاعل أعضاء مجلس الإدارة مع الفئات المستفيدة من الشركة باهتمام بالغ.
- نظرا لأهمية التعليم، فأعضاء مجلس الإدارة يجب ألا يغفلوا جانب التدريب وتطوير المهارات الخاصة بهم كأعضاء.
بعد تحضير والتزام المجلس بكل هذه الوصفات، يجب أن يبقى هذا المزيج على نار هادئة، ويحرك جيدا.
ختاما، ليس المطلوب من أعضاء مجلس aالإدارة أن يتعاملوا مع الشركة وكأنهم آلات تنفذ خطوات محددة سلفا، فعملية القيادة في حاجة إلى صانع قرار يتفاعل مع كل المعطيات المحيطة به ليصنع قرارا استراتيجيا يؤثر في مسيرة واستمرار الشركة وتعظيم المصالح لكل الفئات المستفيدة.
قد تكون عضويات مجالس الإدارة في المملكة من أكثر الموضوعات التي لم تجد حظا وافرا من الجهات المسؤولة، أو مراكز البحث والتطوير؛ لذلك يجب أن يتم توجيه النظر لهذا العنصر من عناصر ضبط وتنظيم الشركات لتحقيق مستويات أعلى من حوكمة الشركات في المملكة والذي سيعود بالنفع علي بقية مناشط الحياة الاقتصادية في البلد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي