أمريكا تدرس ترشيحات رئاسة «صندوق النقد» .. والصين تدعو إلى التشاور الديمقراطي

أمريكا تدرس ترشيحات رئاسة «صندوق النقد» .. والصين تدعو إلى التشاور الديمقراطي

أعلنت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في باريس أمس، أن واشنطن لم تتخذ بعد "رسميا" موقفا بشأن الترشيحات لتولي منصب المدير العام لصندوق النقد الدولي. وقالت كلينتون ردا على سؤال حول الدعم الذي يمكن للأوروبيين توقعه من بلادها لترشح وزيرة المال الفرنسية كريستين لاجارد "حتى الآن لم تتخذ الولايات المتحدة موقفا لدعم أي مرشح".
وقالت الوزيرة الأمريكية خلال مؤتمر صحافي لاختتام المنتدى في ذكرى لتأسيس منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أمس، "رسميا ستدرس الولايات المتحدة (الترشيحات) قبل إعلان مرشحها المفضل"، مضيفة "نؤيد تولي نساء يتمتعن بكفاءة وخبرة مؤسسات كبيرة مثل صندوق النقد الدولي".
من جهتها، قالت جنوب إفريقيا بعد إعلان ترشيح لاجارد لإدارة الصندوق، إن المدير الجديد للصندوق يجب أن يكون من دولة ناشئة. وقال المتحدث باسم حكومة جنوب إفريقيا في ختام اجتماع لمجلس الوزراء "الحكومة تؤيد أن يكون المدير العام الجديد لصندوق النقد من دولة ناشئة". وأضاف خلال مؤتمر صحافي "لم تبحث الحكومة في المرشحين المحتملين"، موضحا أن "مشاورات" جارية بين الدول الناشئة لاقتراح مرشح مشترك. وأعلن وزير المال الهندي أنه على اتصال بنظرائه في عدة دول ناشئة لدعم مرشح مشترك لتولي منصب مدير عام صندوق النقد. وقال براناب مخرجي للصحافيين في نيودلهي "إني على اتصال بعدد من وزراء المال في الدول النامية والاقتصادات الناشئة.. نحاول تعزيز موقفنا ليكون لدينا رأي مشترك". وقال رئيس مجلس أوروبا هرمان فان رومبوي إنه يمكن أن يفترض بأن لاجارد التي أعلنت ترشيحها لرئاسة صندوق النقد الدولي قد يفتح بحقها تحقيق قضائي في فرنسا، بريئة إلى أن يثبت العكس. وقال خلال مؤتمر صحافي في دوفيل (شمال غرب) حيث تعقد قمة مجموعة الثماني "إنها حرة لتقديم ترشيحها لأن هناك دائما احتمالا بأن تكون بريئة" من التهم الموجهة إليها.
في حين، دعت الصين إلى "تشاور ديمقراطي" بشأن من سيرأس صندوق النقد الدولي، وهو ما يفسح مجالا للجدل بشأن ترشيح وزيرة المالية الفرنسية للمنصب. وأشارت التصريحات إلى أن الصين تتوقع على الأقل بعض التفاوض بشأن من يحل محل دومينيك ستروس كان في منصب مدير الصندوق، حتى ولو تجنبت بكين في نهاية المطاف الدخول في معركة وقررت دعم لاجارد.
وكانت الحكومة الفرنسية قد قالت إن الصين تدعم ترشيح لاجارد، لكن الصين انضمت بعد ساعات إلى البرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا في انتقاد الاحتكار الأوروبي للمنصب. وأكدت وزارة الخارجية الصينية في بيان يجيب عن سؤال بشأن موقف الصين فيما يتعلق بمن سيرأس صندوق النقد، أن الإدارة العليا للصندوق "ينبغي أن تعزز تمثيل دول الأسواق الناشئة وتعبر عن تغيرات الاقتصاد العالمي"، لكنها لم تذكر إن كانت الصين تؤيد أو تعارض ترشيح لاجارد أو المرشح الآخر أجستين كارستينز محافظ البنك المركزي المكسيكي. وقال البيان الذي أصدره مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "هناك توافق بين قادة مجموعة العشرين على أن اختيار إدارة المؤسسات المالية الدولية، ومن بينها صندوق النقد الدولي، يجب أن يلتزم بمبادئ الانفتاح والشفافية ومراعاة الكفاءة، أشارت الصين إلى أن البلدان المعنية اقترحت مرشحين لمنصب مدير صندوق النقد الدولي. نأمل أن يتخذ القرار عبر تشاور ديمقراطي على أساس المبادئ سالفة الذكر". ودعت عدة دول إلى اختيار المدير الجديد للصندوق من خلال عملية منفتحة ونزيهة وشفافة. وكرر كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوكيو إيدانو هذه الدعوة أمس، لكنه رفض التعليق بشكل محدد على ترشيح لاجارد. وقال وزير مالية تايلاند كورن تشاتيكافانيج خلال زيارة لطوكيو إن المنصب يجب أن يشغله أفضل مرشح وأن احتكار أوروبا والولايات المتحدة لقرار اختيار مدير الصندوق لا يمكن أن يستمر.

الأكثر قراءة