الشرقية: بوادر أزمة جديدة.. شح أسلاك ربط حديد التسليح في الأسواق يرفع أسعاره 150%
برزت في أسواق المنطقة الشرقية بوادر أزمة شح أسلاك ربط حديد التسليح في السوق المحلية، ما نتج عنه ارتفاع الأسعار بنسبة فاقت 150 في المائة.
وأوضح لـ "الاقتصادية" عدد من المقاولين والمواطنين، أن المشكلة في مثل هذه المواد، هو ارتفاع أسعارها بشكل مفاجئ، وندرتها في الأسواق، مما يؤدي إلى تأخر أعمالهم أو تأجيلها، مطالبين الجهات المختصة بوضع مؤشر للمواد الأساسية في البناء، لوضع حد للتلاعب في أسعارها، ومتابعة توافرها في السوق المحلية.
وأكد ناصر السبيعي رئيس مجلس إدارة مجموعة ناصر السبيعي للمقاولات، أن شح أي سلعة في قطاع المقاولات صغيرة كانت أو كبيرة، سيكون له تأثير مباشر في أعمال المقاول، وكذلك ارتفاع الأسعار، الذي إما أن يسبب إرباكا للمقاول أو توقف أعماله.
#2#
وقال السبيعي: "على سبيل المثال أسلاك ربط حديد التسليح، تعتبر سلعة صغيرة في قطاع المقاولات، ولكن دونها لا تستطيع أن تتم عملية البناء، فهي عملية مترابطة، لا يمكن أن تستغني عن مادة دون الأخرى، إذا كنت تريد عملا متقنا وذا جودة عالية".
من جهته، أكد طارق الوابل نائب رئيس لجنة المقاولين في غرفة الشرقية، أن اللجنة حريصة على مناقشة أو بحث أي مشكلة تواجه المقاولين، سواء كانوا من المقاولين المبتدئين، أو ممن لهم خبرة في سوق المقاولات، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المقاول المبتدئ يتعرض لمشكلات من هذا النوع بسبب اعتماده على السوق المحلية في جميع أعماله، ولكن بالنسبة للمقاولين الكبار فهناك بنود تسمح لهم باستيراد السلعة إذا لم تتوافر في السوق المحلية.
#3#
وأبان الوابل، أن اللجنة أصدرت بخصوص مثل هذه المشكلات التي تواجه المقاولين المبتدئين عادة، كتيبا إرشاديا، يتضمن توجيهات تصدرها اللجنة لتوضيح كيفية التعامل مع مثل هذه المشكلات، سواء كانت في عدم توافر مواد البناء، أو ارتفاع الأسعار، إلى جانب بعض المشكلات الأخرى كنقص العمالة. وفي السياق ذاته، أبان عبد الله الشهري أحد المقاولين في مدينة الدمام، أن مثل هذه المشكلات تؤثر بشكل إجمالي في جميع أطراف العمل، سواء كان المقاول أو المستفيد من البناء، وحتى العمالة عند توقف العمل، لافتا إلى أن هناك عديدا من محال بيع مواد البناء تشهد شحا في أسلاك ربط حديد التسليح، الأمر الذي ينذر بوقف عمليات البناء أو التشييد، كما أن ارتفاع أسعارها ليس مبررا في الوقت الحالي. وقال الشهري "هناك عدد كبير من المواطنين الذين تضرروا من هذه المشكلة، خصوصا الذين يعتمدون على أنفسهم في شراء المواد عند البناء، وتسليمها للمقاول، حيث اضطر البعض منهم، للذهاب إلى مدن أخرى بحثا عن هذه السلعة، أو بحثا عن سعر أرخص من الموجود في مدينة الدمام".
أما عبد الله الغامدي أحد المواطنين الذي بدأ حديثا في بناء منزله، فيقول، إنه منذ أن بدأ عملية بناء منزله، وهو يواجه عددا من المشكلات في مواد البناء، سواء في ارتفاعها المفاجئ أو ندرتها، حيث كان آخر هذه المشكلات، ارتفاع أسعار أسلاك ربط حديد التسليح، وشحها في السوق المحلية، ففي السابق كان سعر اللفة الواحدة يبلغ نحو 38 ريال، وفي الوقت الحالي وصل في بعض المحال ـــ إن وجدت ـــ إلى نحو 90 ريالا، وفي بعض المحال 95 ريالا للفة، ما يدل على أن هناك تلاعبا في الأسعار، إضافة إلى عملية احتكار للسلعة.
وأضاف الغامدي "لو كان ارتفاع الأسعار بمعدل 5 في المائة على سبيل المثال، قد يتقبله المستهلك إذا كان هناك سبب مقنع لهذا الارتفاع، ولكن ما نجده اليوم ارتفاعا مخيفا، وليس له سبب، مع شح السلعة في المحال". مؤكدا أهمية متابعة أسعار السلع في جميع المجالات الحساسة التي تمس حياة المواطن العادي وتؤثر فيه.