ديون «اليورو» والاقتصاد العالمي يهبطان بأسعار النفط
هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط أكثر من دولارين مع صعود الدولار وقلق المستثمرين بشأن توقعات النمو العالمي وأزمة ديون منطقة اليورو.
وتراجع اليورو مقابل العملة الأمريكية مع تقليل المستثمرين رهانهم على العملة الأوروبية الموحدة قبل عطلة نهاية الأسبوع مع قلقهم من الاختلافات حول كيفية التغلب على أزمة ديون اليونان وقبل انتخابات محلية في إسبانيا.
وفي بورصة نيويورك التجارية ''نايمكس'' هبط سعر الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم حزيران (يونيو) 2.04 دولار إلى 96.40 دولار للبرميل بعد أن كان قد صعد في وقت سابق من الجلسة إلى 99.60 دولار. وانخفض سعر خام القياس الأوروبي مزيج برنت لعقود تموز (يوليو) 2.12 دولار إلى 109.30 دولار للبرميل.
وأعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' أمس أن سعر سلة خاماتها ارتفع أمس الأول بحدود 48 سنتا ليستقر عند معدل 107.88 دولار للبرميل بعد أن كان 107.40 دولار للبرميل الأربعاء الماضي. وذكرت نشرة وكالة أنباء ''أوبك'' أن المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي كان 77.45 دولار للبرميل. وتضم سلة أوبك التي تعد مرجعا في مستوى سياسة الإنتاج 12 نوعا وهي الخام العربي الخفيف السعودي، وخام ''صحارى'' الجزائري، والإيراني الثقيل، و''البصارة'' العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام ''السدر'' الليبي، وخام ''بوني'' النيجيري، والخام البحري القطري، وخام ''مريات''، والخام الفنزويلي، و''جيراسول'' الأنجولي، و''أورينت'' الإكوادوري.
من جهة أخرى، قال معهد البترول الأمريكي أمس: إن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة انخفض في نيسان (أبريل) للمرة الأولى في ثلاثة أشهر متأثرا بارتفاع الأسعار في محطات الوقود.
ووفقا للتقرير الشهري للمعهد عن العرض والطلب فإن الطلب على البنزين في أمريكا انخفض في أبريل بنسبة 2.2 في المائة إلى 8.906 مليون برميل يوميا مع ارتفاع متوسط السعر في محطات الوقود بمقدار 24 سنتا للجالون على مدى الشهر. لكن استهلاك البنزين يبقى مرتفعا 0.8 في المائة في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام. وقال التقرير: إن إنتاج البنزين في مصافي التكرير في أمريكا تراجع أيضا في أبريل للمرة الأولى هذا العام لكنه ما زال ثاني أعلى مستوى للشهر على مدى الأعوام العشرة الماضية.
من ناحية أخرى، قالت شركة بريتش بتروليم ''بي بي'' البريطانية أمس: إن أحد شركائها الصغار في مشروع ''ديبووتر هوريزون'' المعطل في خليج المكسيك وافق على دفع 1.1 مليار دولار لتغطية مطالبات التعويض عن تسرب النفط في عام 2010.
وتمتلك شركة ''مويكس أوفشور'' وهي وحدة أمريكية تابعة لشركة ''ميتسوي'' اليابانية للتنقيب عن النفط حصة نسبتها 10 في المائة في بئر ''ماكوندو'' الذي انفجر في حادث في نيسان (أبريل) من العام الماضي وأسفر عن مقتل 11 عاملا وتسبب في تسرب ملايين الجالونات من النفط في خليج المكسيك وألحق أضرارا بيئية جسيمة.
وقالت ''بي بي''، التي شددت على أنها ليست المسؤولة بشكل منفرد عن التسرب النفطي: إن ''مويكس'' كانت أولى شركائها في دفع مبالغ لتغطية مطالبات تعويض ناشئة عن الحادث. وقال المدير التنفيذي بوب بودلي: إن ''مويكس هي أول شركة تنضم إلى ''بي بي'' في المساعدة على الوفاء بمسؤولياتنا المشتركة في الخليج''.
ودعت الشركة الشركاء الآخرين من بينهم شركات تشغيل الحفار ''ترانزأوشان'' و''هالبيرتون'' و''أناداركو'' للقيام بالأمر نفسه، إذ قال بودلي: إننا ''ندعو كل الأطراف الأخرى المشتركة في بئر ماكوندو إلى أن تقتفي أثر مويكس ووحدات ميتسوي''.
وسيتم فورا ضخ الأموال التي تم الحصول عليها من ''مويكس'' في صندوق قيمته 20 مليار دولار كانت أنشأته للوفاء بمطالبات التعويض المرتبطة بالتسرب النفطي. لكن المبلغ الذي حصلت عليه من ''مويكس'' هو فقط نصف قيمة المبلغ الذي طلبته ''بي بي''. وخصصت الشركة البريطانية حتى الآن 41 مليار دولار للحادث وتبعاته، باستثناء أضرار عقابية محتملة في المستقبل وغرامات. وتم طمر بئر ''ماكوندو'' الذي يبلغ طوله نحو ميل تحت منصة النفط في أيلول (سبتمبر) من العام نفسه.
من جهة أخرى، قال المدير المالي لشركة مانجالور الهندية للتكرير والبتروكيماويات أمس: إن الشركة تنوع مصادر خاماتها هذا العام من خلال الشراء من الكويت للمرة الأولى.
وقال فيشنو أجراوال لـ ''رويترز'': إن ''مانجالور'' للتكرير والبتروكيماويات ـ وهي وحدة لشركة أو. إن. جي. سي للتنقيب المملوكة للدولة ـ تسعى لشراء مليون طن أو 20 ألف برميل يوميا من النفط الخام من الكويت خلال السنة المالية الحالية التي تنتهي في آذار (مارس) 2012 وستتسلم الشحنة الأولى هذا الشهر.
وأضاف: ''ننوع مصادر خاماتنا. نرفع طاقة مصفاتنا لذا نحتاج إلى كميات. تم شحن أول شحنة نفط من الكويت لنا. نحاول شراء شحنة كل شهر''.
وتعتزم الشركة ـ التي تسعى إلى زيادة طاقة مصنعها في ''مانجالور'' بنحو 27 في المائة إلى 300 ألف برميل يوميا، شراء نحو مليون طن من السعودية و1.5 مليون طن من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).
وقال يو. كيه. باسو العضو المنتدب للشركة: ''الكويت عقد جديد. أما الباقون فعقود تم تجديدها مع بعض التغيير''.
وأضاف: إن الشحنات من إيران ـ وهي أكبر مورد للشركة ـ تستمر بمعدل 7.5 مليون طن سنويا على الرغم من المناقشات حول المدفوعات التي تأثرت سلبا بقرار البنك المركزي الهندي وقف استخدام آلية مقاصة.