«وكالة الطاقة»: ارتفاع أسعار النفط يؤثر في النهوض الاقتصادي

«وكالة الطاقة»: ارتفاع أسعار النفط يؤثر في النهوض الاقتصادي

حثت وكالة الطاقة الدولية أمس البلدان المنتجة للنفط على التدخل لحماية الاقتصاد ورحبت بالتزامات بزيادة الإنتاج. جاء ذلك في بيان صدر عن أعضاء الوكالة خلال اجتماع دوري لمدة يومين لمجلس محافظيها.
وهذه خطوة غير معتادة من جانب وكالة الطاقة - الذراع الاستشارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية - التي تلتزم بعدم التعليق على سياسات منتجي النفط.
ودعت وكالة الطاقة الدولية إلى زيادة سريعة لعرض الدول المنتجة للنفط؛ نظرا ''للإشارات المتزايدة'' التي تدل على أن ''ارتفاع أسعار النفط الخام منذ أيلول (سبتمبر) يؤثر في النهوض'' الاقتصادي.
وأعلنت الوكالة في البيان أنه ''وعلى الرغم من تراجع بـ 10 في المائة تقريبا منذ 5 أيار (مايو)، فإن أسعار النفط ما زالت مرتفعة''، ومرد ذلك خصوصا ''ثوابت السوق وعدم الاستقرار السياسي''.
وأعربت الوكالة في البيان عن ''قلق شديد إزاء الإشارات المتزايدة التي تدل على أن ارتفاع الأسعار منذ أيلول (سبتمبر) يؤثر في النهوض الاقتصادي''؛ إذ يزيد من حالة عدم الاستقرار العالمي ويخفض عائدات الأسر والشركات أو يمارس ضغوطا على معدلات الصرف. واعتبرت الوكالة التي تمثل مصالح الدول الصناعية أنه ''وبما أن العرض الدولي للنفط يزيد بشكل موسمي من أيار (مايو) إلى (آب) ، فهناك حاجة ملحة إلى عرض أكبر''.
وقال الأعضاء في البيان: ''مجلس المحافظين حث المنتجين على اتخاذ إجراء يسهم في تجنب العواقب السلبية على الاقتصاد العالمي التي قد تنشأ عن نقص الإمدادات في السوق بشكل حاد .. ورحب بالتزامات بزيادة المعروض''.
ولم تسجل أسعار النفط تغيرا يذكر أمس، واحتفظت بالمكاسب التي حققتها أمس بعد بيانات أظهرت تراجع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة أكبر مستهلك في العالم. وشهدت أسعار النفط تصحيحا حادا في الأسبوعين الماضيين، ومن المرجح أن تظل الأسعار متقلبة بسبب مخاوف بشأن الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة وأزمة الديون السيادية المستمرة في منطقة اليورو.
وارتفعت عقود مزيج برنت تسليم تموز (يوليو) أربعة سنتات إلى 112.34 دولار للبرميل بعدما زادت أكثر من دولارين أمس الأول. وبلغ الانخفاض في سعر عقد أقرب استحقاق نحو 10 في المائة منذ مطلع أيار (مايو) الجاري.
وتراجعت عقود الخام الأمريكي الخفيف تسليم حزيران (يونيو) 20 سنتا إلى 99.90 دولار للبرميل.
وقال كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك ''لدينا دولار مستقر وسوق أسهم قوية. وكان تقرير المخزونات الذي صدر أمس إيجابيا أيضا ... لكن المعنويات هي التي تحرك الأمر أكثر مما تحركه العوامل الأساسية في الوقت الراهن''.
وأبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي ستجتمع في فيينا في الثامن من حزيران (يونيو) سقف إنتاجها الرسمي دون تغيير على الرغم من ارتفاع الأسعار فوق مستوى 120 دولارا للبرميل، قائلة: إن المعروض كاف.
وقالت أوبك في أحدث تقرير شهري في 11 أيار (مايو): إن التراجع الحاد للأسعار في الخامس والسادس من الشهر الجاري لم يكن مفاجأة كبيرة.
وقالت وكالة الطاقة في بيانها أمس: إن أسعار النفط لا تزال عند مستويات مرتفعة، على الرغم من تصحيح بنحو 10 في المائة منذ بداية الشهر الجاري. وجاء في البيان ''إن هذا يرجع إلى العوامل الأساسية وعدم اليقين على الساحة السياسية والتوقعات المستقبلية''.
وقال أعضاء الوكالة: ''إنه في الوقت الذي يزيد فيه الطلب العالمي على النفط بشكل موسمي في الفترة من أيار (مايو) إلى آب (أغسطس) تظهر حاجة ماسة وواضحة إلى توجيه إمدادات إضافية إلى مصافي التكرير.
وأضافت الوكالة: إنها على استعداد للتعاون مع المنتجين والدول المستهلكة التي ليست أعضاء في الوكالة.
وقال الأعضاء في البيان: ''بهذه الروح البناءة نحن مستعدون لبحث استخدام كل الوسائل المتاحة لدى الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية''.

الأكثر قراءة