رئاسة مجلس الغرف تتخلص من «عرف التدوير» وتقع في«بدعة الفخرية»
بعد نحو 30 عاما من تطبيق العرف في التناوب على رئاسة مجلس الغرف السعودية من قبل الغرف الثلاث الكبار (الرياض، جدة، الدمام)، الذي تم كسره بالانتخابات أخيرا، وفاز به رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبها، يرى مراقبون أن المجلس وقع في البدعة – على حد وصف متابع للأحداث الأخيرة، وأن هذه الخطوة يمكن أن تخلق أجواء غير مستقرة للمجلس والعمل الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.
ووفقا لمصادر داخل قطاع الأعمال، فإن استحداث منصب فخري للرئاسة (خصص لصالح كامل بالاسم) هو في كل الأحوال "بدعة" بالنظر لأنه غير موجود في النظام، ولم يحظ بنقاش مستفيض بين رؤساء مجالس إدارات الغرف التجارية خلال الفترة الماضية في ظل سيطرة قضية الانتخابات عليها وهي القضية التي اعترضت عليها غرفة الرياض بداعي أن لجنة مشكلة لهذا الأمر ومعنية بوضع ضوابط وآليات الانتخاب لم تنته من أعمالها.
ومن المعلوم أن رئيس غرفة أبها المهندس عبد الله المبطي فاز بالرئاسة، في حين ذهب منصبا النائبين إلى إبراهيم الحديثي رئيس غرفة الخرج، وفهد الربيعة رئيس غرفة المجمعة. ولم تشارك في الانتخابات غرف جدة، والرياض، والدمام، حيث أعلن صالح كامل عدم رغبته في الترشح وخرج من القاعة، بينما خرج عبد الرحمن الجريسي رئيس غرفة الرياض لاعتراض غرفته على مبدأ الانتخاب الحالي، وتبعا لذلك فضل عبد الرحمن الراشد رئيس غرفة الشرقية الخروج أسوة بغرفتي جدة والرياض.
إلى ذلك، يعقد مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض اجتماعا استثنائيا اليوم لمناقشة الرفع إلى وزير التجارة بشأن الأحداث الأخيرة في الانتخابات ومبررات الاعتراض الذي أبدته الغرفة لذلك". مصادر خاصة قالت أيضا إن غرفتي الرياض والدمام وجدتا نفسيهما في وضع محرج بعد الكشف عن المنصب الفخري، في ظل مخاوف من تفسير أي اعتراض على الخطوة على أنه لشخص صالح كامل، في الوقت الذي تريان أن النظام لا ينص على هذا الأمر، وأن المجلس يمثل جميع غرف البلاد ولا معنى لتمييز رجل أعمال عن آخر، فضلا عن أن النقاش خلال الفترة الماضية تركز على قضية الانتخابات فقط دون غيرها. وقال مسؤول في إحدى الغرف حضر الانتخابات الأخيرة، إن القضية الرئيسية كانت عن الانتخابات، بينما ضمن المحضر الذي وقع عليه من الجميع على المقترح دون مناقشة مسبقة.
وانتقد مسؤول في إحدى الغرف التجارية – فضل عدم الكشف عن اسمه – بيان أمانة مجلس الغرف السعودية حول الانتخابات الأخيرة، وقال إنه "لم يوضح (يقصد البيان) أن الغرف الثلاث الكبرى لم تكن داخل المنافسة التي قصرت على بقية الغرف التجارية". وبين " إصدار بيان رسمي وعدم الإشارة فيه إلى أن الغرف التجارية الكبرى ليست ضمن سباق الرئاسة لأسباب مختلفة، خلق حالة من الغموض، وكأنه استهداف لهذه الغرف التجارية ولتاريخها الاقتصادي".
يشار إلى أن بيان المجلس قال إن الانتخابات تمت في أجواء حرة ونزيهة، وإن "هذا الاختيار يمثل رغبة قطاع الأعمال السعودي"، لكنه لم يوضح عدد المشاركين في الانتخابات ولا أسماء الغرف التي شاركت أو التي خرجت من الانتخابات.