رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التربية والمحرقة اليهودية

أشغل اليهود العالم ولا يزالون بالمحرقة التي يدعون أنها حدثت لهم وقتل منهم ستة ملايين فرد في ألمانيا وعلى أيدي النازيين إبان الحرب العالمية الثانية، وجعل اليهود من هذه القضية قضية العالم أجمع وليست قضيتهم هم فقط، واستغل اليهود هذه الحادثة بغض النظر عن نسبة صحتها، وابتزوا العالم أجمع ليتعاطف معهم ويدعمهم حتى فرضوا على ألمانيا دفع تعويضات سنوية، إضافة إلى الدعم السياسي والعسكري والعلمي الذي يحصلون عليه من دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، كما أن هذه القضية أسهمت في التسريع في احتلال فلسطين وإقامة دولة الكيان الصهيوني حتى يتخلص من اليهود وفتنهم التي يثيرونها داخل مجتمعاتهم.
وأحكم اليهود في الغرب اللعبة حين أوجدوا القوانين التي تحرم التشكيك في المحرقة، واتهام كل من يفعل ذلك بالعداء للسامية، كما استغلوا المناهج والمقررات الدراسية لبث ما يبعث على التعاطف معهم بوصفهم شعبا مضطهدا تعرض للنكبات على أيدي الشعوب التي عاشوا معها حتى نجحوا في إقناع الغرب، وبالذات بريطانيا وأمريكا، على إقامة دولتهم على أرض فلسطين ودعمها بكل عناصر القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية والتقنية.
حتى تثبت الدول الغربية إخلاصها لليهود وعدم عدائها للسامية تمت محاكمة رموز ومفكرين من أمثال المفكر الفرنسي روجيه جارودي، الذي لم يشكك في المحرقة كحدث، لكنه شكك في العدد، إذ لا يعقل من الناحية الواقعية قتل ستة ملايين فرد، خاصة إذا علمنا أن عدد اليهود في العالم أجمع قليل ولا يبلغ في الوقت الراهن أكثر من 15 مليوناً فكيف يمكن تصديق وجود ستة ملايين يهودي في ألمانيا وحدها وتم قتلهم في فترة الحرب العالمية الثانية؟ كما تعرض مؤرخ بريطاني للمصير نفسه، حيث حوكم وسجن نظراً لأنه شكك في عدد من قتلوا فيما يطلق عليه اليهود المحرقة.
في الآونة الأخيرة فرضت وزارة التربية والتعليم في الكيان الصهيوني إلزام الطلاب العرب في المرحلة الثانوية الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية بسؤال يجب الإجابة عنه بشأن المحرقة، وذلك بهدف فرض التاريخ اليهودي على الفلسطينيين ومن ثم فصلهم عن تاريخهم المملوء بالمآسي والنكبات على أيدي اليهود، الذين يتباكون مما تعرضوا له عبر تاريخهم. وما من شك في أن هذه الخطوة تكشف إدراك القائمين على التربية والتعليم في الكيان الصهيوني للدور الحاسم والمهم للتربية والتعليم في تشكيل العقول والمشاعر، والتاريخ اليهودي يفرض على سكان فلسطين في حين أن تاريخ الفلسطينيين لا وجود له في المؤسسات التربوية الرسمية في الكيان الصهيوني، وذلك لأن الفلسطينيين أقلية في دولة الكيان وعليهم دراسة تاريخ الأكثرية التي يحملون جنسيتها حتى إن كانت الأكثرية جلادين ومغتصبين للأرض.
عندما حدثت أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) انبرى الإعلام الغربي وساسته، خاصة في أمريكا، لاتهام مناهج المملكة ومقرراتها الدراسية بأنها تغذي الإرهاب وتوجد التطرف، وذلك تعليلا وتبريرا لما حدث في نيويورك حينها، ومع اشتداد الحملة ضد المملكة أحسست وزملائي في كلية التربية بضرورة مقابلة الاتهام بحقائق علمية مبنية على بحوث ودراسات لمناهج ومقررات من مجموعة دول وعقدنا ندوة عام 1424هـ، وبلغت الدول 16 دولة و44 بحثاً علمياً من بينها دولة الكيان الصهيوني، التي حلل ودرس لها ثمانية مقررات دراسية، وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وأستراليا وجنوب إفريقيا وغيرها، وأخضعت المقررات التي أحضرت من هذه الدول وغيرها للتحليل في محتواها وفق منهج علمي سليم، وكشفت نتائج البحوث أن ما تتهم به مناهجنا من كراهية وزرع للتطرف ما هي إلا أكذوبة طرحت بهدف الابتزاز وتبرئة الذات، كما تأكد من نتائج الدراسات أن مناهج الكيان الصهيوني مملوءة بالقذف والسب والشتم للآخر مع وصف الآخر بكل الأوصاف السيئة مع تعميق مشاعر الكراهية لدى الأجيال اليهودية في فلسطين.
مشاعر الفوقية والتعالي على الآخر كانت سمة بارزة حتى إن المناهج تصف الأغراب بأنهم خدم لليهود وما وجدوا إلا لخدمتهم والسعي لراحتهم، وعندما يجيء ذكر العرب يتم وصفهم بالعقارب والثعابين والغدر والمكر، كما أن مناهج الدول الأخرى يوجد فيها الكثير مما يبعث على الاشمئزاز عند ذكر الآخرين ووصفهم بأقذع الأوصاف، ومن يريد معرفة هذه الحقائق يمكنه الرجوع إلى البحوث المطبوعة في مجلدين تبلغ 1600 ورقة.
إن توظيف التربية بمؤسساتها الرسمية وغير الرسمية وبالمقررات الدراسية وما يجب أن يتعلمه الطلاب وما يفترض أن يتشكل لديهم من اتجاهات ومشاعر نحو الذات ونحو الآخر، يعتبر أمراً مهماً وأساسياً لكل أمة تريد أن يكون لها مكان بين أمم العالم، وهذا من شأنه الحفاظ على هويتها ومصالحها كافة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي