كسر «الاحتكار الثلاثي» لمجلس الغرف .. الرئاسة لأبها والنيابة للخرج والمجمعة

كسر «الاحتكار الثلاثي» لمجلس الغرف .. الرئاسة لأبها والنيابة للخرج والمجمعة

شهدت رئاسة مجلس الغرف السعودية أمس، تحولا جذريا بعد أن كسرت الغرف الأصغر حجما القاعدة وتولت رئاسة المجلس الذي كان حكرا على الغرف الثلاث الكبيرة (الرياض، جدة، والشرقية) على مدى عقود بالتناوب، على الرغم من أن نظام المجلس ينص على الانتخاب المباشر، في الوقت الذي قالت فيه مصادر مطلعة إنه تم استحداث منصب فخري لرئاسة المجلس يتولاه صالح كامل رئيس غرفة جدة.
وفيما أعلنت الأمانة العامة لمجلس الغرف السعودية أمس أن "المداولات التي تمت داخل اجتماع المجلس الخاص باختيار الرئيس ونائبيه أسفرت عن انتخاب أعضاء المجلس بالإجماع المهندس عبد الله بن سعيد المبطي رئيساً، وإبراهيم بن محمد الحديثي رئيس غرفة الخرج، وفهد بن محمد الربيعة رئيس غرفة المجمعة نائبين للرئيس"، قالت مصادر قريبة من الاجتماع إن صالح كامل أعلن عدم ترشيح نفسه خلال الاجتماع (هو الرئيس الحالي بالتناوب) وطلب من غرفتي الرياض والمنطقة الشرقية اتخاذ الخطوة ذاتها وهو ما تم بالفعل، علما بأن غرفة الرياض أبدت مسبقا تحفظها على الانتخابات قبل انتهاء دراسة آلية رئاسة المجلس التي تدرس حاليا.
وفيما يتعلق بالرئاسة الفخرية لمجلس الغرف قالت المصادر إن هذا المنصب غير موجود في نظام المجلس، وإنه لم تتم مناقشته سابقا، بل إن بعض الغرف التي وقعت على محضر الاجتماع لم تلاحظ وجود هذه الفقرة إلا بعد نهاية الاجتماع. واستبعدت المصادر إثارة الموضوع خلال الفترة المقبلة، خاصة أنه فخري ولا يتعلق بصلاحيات أو مسؤوليات رسمية كما هو منصب رئيس مجلس الإدارة.
من جانبه، قال فهد بن هليل الحربي مدير العلاقات العامة والإعلام في مجلس الغرف السعودية إن "الانتخابات تمت في أجواء حرة ونزيهة وبإشراف مباشر من الإدارة القانونية للمجلس لضمان نظامية الإجراءات ونزاهتها، مضيفاً أن هذا الاختيار يمثل رغبة قطاع الأعمال السعودي، متمنياً أن يسهم هذا الاختيار في تقديم دفعة جديدة لأعمال المجلس ودوره في خدمة قطاع الأعمال السعودي والاقتصاد السعودي على وجه العموم".
وأشار الحربي إلى أن رئيس المجلس الجديد ونائبيه يعتبرون من الوجوه والكوادر الاقتصادية والمهنية الوطنية المعروفة التي لها إسهامات وباع طويل في مجال العمل الاقتصادي العام.
من جانبهم عبر المهندس عبد الله المبطي الرئيس الجديد للمجلس ونائباه إبراهيم الحديثي وفهد الربيعة عن تقديرهم وشكرهم لأعضاء المجلس على الثقة الكبيرة التي أولوها لهم باختيارهم لتولي هذه المناصب، واعدين ببذل مزيد من الجهد للارتقاء بعمل المجلس وتحقيق مزيد من المكاسب لقطاع الأعمال والاقتصاد في المملكة.
وكانت غرفة الرياض قد أبدت تحفظا على الانتخابات. وأرجع عبد العزيز العجلان نائب رئيس مجلس غرفة الرياض سبب تحفظ الغرفة على إجراء انتخابات رئاسة مجلس الغرف في هذا التوقيت، إلى أن اللجنة المشكلة بشأن ضوابط وآليات الانتخابات لم تنته من أعمالها بعد، مشيرا إلى أن غرفة الرياض ترى أن تتسلم رئاسة المجلس استنادا إلى أن آلية تدوير رئاسة المجلس بين غرف الرياض وجدة والشرقية معمول بها منذ إنشاء المجلس قبل 30 عاما.
وقال العجلان إن غرفة الرياض أبدت تحفظها على هذا الإجراء رسميا لدى وزير التجارة والصناعة وتمسكها بحقها بتسلم رئاسة المجلس لحين الانتهاء من أعمال اللجنة المشكلة لإعداد شروط وضوابط الترشح، موضحا أن غرفة الرياض تدعم العمل المؤسسي، وهي ليست ضد مبدأ الانتخاب، وإنما يجب أن يكون ذلك وفق عمل مؤسسي ومؤطر بشكل نظامي.
وأضاف العجلان أن موضوع الرئاسة مرتبط بالغرف وليس بالأشخاص، وأن غرفة الرياض ترى أن تتسلم رئاسة المجلس حسبما هو معمول به حاليا، بحيث تسلم الرئاسة فور اعتماد آليات الانتخاب وإجرائها وإعلان نتائجها، مشيرا إلى أن الغرفة كانت واضحة في هذا، وأنها لم ترفض الانتخابات كمبدأ وآلية يمكن تطبيقها بعد أن تضبط بشكل قانوني ومؤسسي.
وقال نائب رئيس غرفة الرياض: إن تسليم رئاسة المجلس حاليا لغرفة الرياض بحكم استحقاقها، لن يكون عائقا أمام إقامة الانتخابات في أي وقت متى ما أنهت اللجنة المعنية أعمالها، وأن الغرفة لن تتمسك بالرئاسة بل ستسلم مهام رئاسة المجلس بعد نتائج الانتخابات مباشرة ودون التشبث بها لحين انتهاء الدورة. وكانت مصادر مقربة من غرفة الرياض قد أشارت إلى احتمال مقاطعة غرفة الرياض لانتخابات مجلس الغرف.

الأكثر قراءة