«منظمة السياحة»: القطاع يخسر 4.3 مليار دولار بسبب ظروف المنطقة العربية

«منظمة السياحة»: القطاع يخسر 4.3 مليار دولار بسبب ظروف المنطقة العربية
«منظمة السياحة»: القطاع يخسر 4.3 مليار دولار بسبب ظروف المنطقة العربية
«منظمة السياحة»: القطاع يخسر 4.3 مليار دولار بسبب ظروف المنطقة العربية

كشف تقرير حديث صادر عن المنظمة العربية للسياحة، أن حجم خسائر قطاع السياحة في العالم العربي منذ مطلع العام الجاري وحتى الوقت الراهن تجاوز نحو 4.328 مليار دولار، مشيراً إلى أن أكثر الدول العربية تضرراً بسبب السياحة التي انخفضت مستويات الدخل في قطاعها بسبب أوضاع المنطقة الراهنة كانت مصر، تلتها لبنان، ثم تونس، الأردن، المغرب، وسورية، وذلك اعتمادا على نتائج متوقعة ومبنية على أساس متوسطات الدخل للسنوات الأربع الماضية وعدد أيام الاضطرابات لكل بلد خلال السنة الحالية.

#3#

وأبان التقرير أن حجم الخسائر في مصر التي استمرت فيها الثورة والصراعات الداخلية 18 يوما متواصلة سقط بعدها نظام الحكم، بلغ نحو 2.005 مليار دولار حتى الوقت الحالي، وأن هذه الخسائر جاءت بعد أن حققت الأعوام الأربعة الماضية منذ 2007 وحتى 2010 نحو 43.089 مليار دولار بمعدل سنوي يقدر بنحو 10.772 مليار دولار، ومعدل شهري يصل إلى 898 مليون دولار، حيث إن ذلك تم من خلال استقطاب البرامج السياحية لنحو 48.163 مليون زائر وسائح خلال الأعوام الأربعة نفسها، والتي كان المعدل السنوي فيها يراوح عند 12.041 مليون زائر وسائح، والشهري يقدر بنحو بـ251 ألف زائر وسائح.

وأشار التقرير إلى أن لبنان أتت في المرتبة الثانية من حيث حجم الخسائر في القطاع وذلك لعدم استقرار وضعها السياسي، حيث بلغ حجم الخسائر فيها خلال الأشهر الأربعة الماضية نحو 751 مليون دولار، مقارنة مع ما حققته من نتائج وأرباح خلال الأعوام الأربعة الماضية التي بلغت فيها نحو 25.735 مليار دولار، وذلك من خلال استقطابها بشكل شهري لنحو 22 ألف سائح وزائر، مبيناً أن تونس التي استمرت الثورة فيها لنحو 28 يوما جاءت في المرتبة الثالثة من حيث حجم الخسائر في قطاع السياحة العربية، والذي بلغ خلال فترة الأشهر السابقة نفسها في التقرير نحو 585 مليون دولار، وذلك بالمقارنة بأرباح الأعوام الأربعة الماضية التي جاوزت نحو 11.231 مليار دولار، من خلال استقطابها سنويا لأكثر من 27.999 مليون سائح وزائر.

وقال التقرير: "إن حجم الخسائر خلال الفترة منذ مطلع العام الجاري وحتى الآن بلغ في الأردن 304 ملايين دولار، 291 مليون دولار في المغرب، 206 ملايين دولار في سورية، في عمان 60 مليون دولار، في اليمن 47 مليون دولار، وفي الجزائر التي كانت أقل المتضررين بنحو 14 مليون دولار".

وأوضح أن حجم مدخلات القطاع السياحي بلغت خلال الفترة من 2007 وحتى 2010 في المغرب نحو 27.916 مليار دولار، في لبنان 25.735 مليار دولار، في سورية 14.145 مليار دولار، في الأردن 11.241 مليار دولار، في البحرين 4.518 مليار دولار، في عمان 2.880 مليار دولار، في اليمن 1.687 مليار دولار، وفي الجزائر 794 مليون دولار، لافتاً إلى أن عدد الزوار والسياح خلال الفترة نفسها بلغ في المغرب 32.067 مليون، في سورية 22.320 مليون، في البحرين 15.307 مليون، في الأردن 10.984 مليون، في الجزائر 7.415 مليون، في عمان 4.673 مليون، وفي لبنان 4.201 مليون زائر وسائح.

#2#

وأوضح لـ "الاقتصادية" بندر آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة، أن الملتقى الذي نظمته المنظمة في شرم الشيخ أواخر الأسبوع الماضي واستمر لمدة 48 ساعة شملت توصياته المطالبة بتشكيل فريق عمل يضم مستشارين من التخصصات كافة لتقديم خطة تنشيط السياحة، اختيار سفراء للترويج السياحي من شخصيات عامة، قيام المنظمة بالإعلام والترويج لبرنامج المؤسسة الإسلامية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات بغرض تفعيل البرنامج وتقديمه للمستثمرين، والمطالبة بتعيين ضابط اتصال من قبل وزارات السياحة العربية لمد المنظمة بالمعلومات المتوافرة كافة، وكذلك العديد من التوصيات الأخرى التي من شأنها أن تقدم الحلول السريعة والجذرية لتنشط القطاع السياحي العربي.

وقال الفهيد: "في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها القطاع السياحي العربي تكبد القطاع خسائر كبيرة، وتسببت تلك الظروف في ارتفاع نسبة البطالة والفقر في العالم العربي من جراء الاستغناء عن عشرات الآلاف من الموظفين، كما ألحقت اضرارا جسيمة بالمستثمرين لهذا القطاع والقطاعات اللوجستية الأخرى"، مؤكداً أن المطالبة بإلغاء أو التخفيف من نسبة الضرائب والرسوم المقررة من قبل الحكومات على القطاع السياحي أمر تأخذه المنظمة بعين الاعتبار، وذلك لما ستعمل عليه مثل هذه الخطوة من تشجيع وتقديم برامج بأسعار مخفضة وجاذبة للسياح.

ويرى الفهيد أن السياحة العربية البينية التي بلغت نسبتها نحو 49 في المائة هي الملاذ الآمن في الوقت الحالي للقطاع، خاصة أنها تعد الأفضل في ظل ما يشهده العالم حاليا من اضطرابات سياسية أو اقتصادية، مشيراً إلى أن المحاولات جادة لتنمية هذا النوع من السياحة سواء من خلال المطالبة بتسهيل منح التأشيرات أو بغيرها من الوسائل ووضع خطط وبرامج سريعة وهادفة لإعادة شريان الحياة لهذا القطاع المهم.

كما شدد على أن السياحة العربية البينية هي الملاذ الآمن لحماية رساميل المستثمرين من الأزمات، مدللا على ذلك بمرور العالم بثلاث أزمات سابقة تمثلت في إنفلونزا الطيور، إنفلونزا الخنازير، الأزمة الاقتصادية العالمية، وهي التي يرى أنها كانت المحك الحقيقي للقطاع السياحي، والذي نجح من خلال تفعيل دور السياحة البينية بين البلدان العربية، واستطاع القطاع من خلالها التغلب على تلك الأزمات، داعياً حكومات الدول العربية إلى المبادرة بوضع التسهيلات اللازمة وتذليل المعوقات كافة، والتي منها التسهيل في منح التأشيرات لتنقل المواطنين بين الدول العربية ضمن برامج وآلية قادرة على تحقيق المنفعة الاقتصادية للجميع.

الأكثر قراءة