المملكة غير مرتاحة لارتفاع أسعار النفط.. و«أرامكو» تدرس بناء 3 مصافٍ في آسيا
قال خالد الفالح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمس، إن المملكة تشعر بعدم ارتياح حيال أسعار النفط المرتفعة، وإنها قلقة بشأن تداعيات هذه الأسعار على الاقتصاد العالمي.
وأثناء التعاملات عوض النفط خسائره المبكرة أمس إذ ارتفع مزيج برنت 16 سنتا إلى 123.82 دولار للبرميل.
وكانت تصريحات الفالح في مؤتمر عن صناعة النفط في كوريا الجنوبية أثرت في المعنويات في وقت سابق أمس حينما تراجعت أسعار النفط مع انخفاض السلع الأولية بوجه عام.
وقال الفالح "لا نشعر بارتياح إزاء المستوى الحالي لأسعار النفط .. أنا قلق بشأن تأثيرها المحتمل في الاقتصاد العالمي".
وأضاف أن أسواق النفط العالمية لا تواجه شحا في المعروض. وجاءت تصريحاته مماثلة لتصريحات المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية الذي قال الأسبوع الماضي إن المملكة خفضت إنتاجها في آذار (مارس) لأن السوق متخمة بالمعروض.
ودفعت اضطرابات وأحداث عنف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقوة الطلب في آسيا الأسعار لأعلى مستوياتها منذ 2008 ما أثار سلسلة من التحذيرات من الدول المستهلكة والمنتجة على السواء، من أن صعود النفط سيضر بالنمو الاقتصادي وهو ما سينال بدوره من الطلب على الوقود. وحذرت دول في منظمة "أوبك" الأسبوع الماضي من تداعيات ارتفاع أسعار الطاقة على الاقتصادات التي ما زالت هشة جراء الأزمة المالية العالمية. ورفعت المملكة إنتاجها في شباط (فبراير) ليتجاوز تسعة ملايين برميل يوميا لسد النقص في الأسواق العالمية الناجم عن توقف صادرات ليبيا العضو في "أوبك" بسبب القتال.
والمملكة هي منتج النفط الوحيد الذي يمتلك طاقة إنتاجية فائضة كبيرة للوفاء بأي نقص في الإمدادات مثلما حدث في ليبيا.
وعززت السعودية طاقتها الإنتاجية الإجمالية إلى 12.5 مليون برميل يوميا في 2009 قبل أن ينخفض الطلب بسبب التباطوء الاقتصادي العالمي وهو ما تركها بفائض في الإنتاج يتجاوز أربعة ملايين برميل يوميا، أي أكثر من مثلي المستوى المستهدف البالغ 1.5 مليون إلى مليوني برميل يوميا. وبلغ الإنتاج 8.292 مليون برميل يوميا في آذار (مارس) انخفاضا من 9.125 مليون برميل يوميا في شباط (فبراير).
وقال الفالح "ينبغي أن يعلم الناس أن هناك طاقة فائضة متاحة تقدر بملايين البراميل يوميا". وأضاف أن "أرامكو" تدرس بناء ثلاث مصاف مشتركة في آسيا في إطار خططها لتعزيز طاقتها التكريرية العالمية بنسبة 50 في المائة إلى أكثر من ستة ملايين برميل يوميا. وآسيا هي أكبر وأسرع أسواق "أرامكو" نموا.
وتابع بقوله إن اثنين من كل ثلاثة براميل تصدرها السعودية تذهب إلى آسيا. وتتوسع "أرامكو السعودية" في المصافي التي تعالج نفطها وهو ما يضمن لها حصة في السوق وطلبا طويل الأجل.
وأوضح الفالح أن "أرامكو" تدرس بناء مشاريع تكرير مشتركة في الصين وفيتنام وإندونيسيا، إضافة إلى مصفاة أخرى في جازان.
ووقعت "أرامكو السعودية" الشهر الماضي مذكرة تفاهم مع "بتروتشاينا" التابعة لشركة النفط الوطنية الصينية "سي أن بي سي" لبناء مصفاة بطاقة إنتاجية 200 ألف برميل يوميا في إقليم يونان الصيني. وستمد "أرامكو" المصفاة بالخام. والصين هي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، وتتخطى الولايات المتحدة كأكبر مشتر للخام من المملكة.
ودخلت "أرامكو السعودية" بالفعل مع "سينوبك" وهي شركة نفطية عملاقة صينية أخرى و"إكسون موبيل" في مشروع مصفاة مشتركة في فوجيان في الصين.
وارتبط اسم "أرامكو السعودية" لفترة طويلة بصفقة مصفاة في إندونيسيا إلا أنه لم يتم الإعلان رسميا عن أي اتفاق.
وكان وزير الطاقة الإندونيسي قد قال في وقت سابق من نيسان (أبريل) إن السعودية من بين الدول العملاقة في مجال الطاقة في الشرق الأوسط التي أبدت اهتمامها بالمشاركة في إنشاء مصفاتي نفط جديدتين. وأبدت العراق وإيران والكويت اهتماما أيضا.
ووقعت "أرامكو" مذكرة تفاهم مع "بتروفيتنام" في شباط (فبراير) 2009 تمد "أرامكو" بمقتضاها مصفاة دونج كوات التي تبلغ طاقتها 130 ألف برميل يوميا بالخام. وهذه هي المصفاة الوحيدة في فيتنام. وتعتزم هانوي بناء مصفاة ثانية أكبر بطاقة إنتاجية 200 ألف برميل يوميا لكن بالتعاون مع الكويت هذه المرة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، إن المصافي الجديدة والتي يجري بناؤها ستعزز مجتمعة الطاقة التكريرية العالمية للمملكة إلى أكثر من ستة ملايين برميل يوميا من نحو أربعة ملايين برميل يوميا حاليا.
وأوضح أن الشركة مستمرة أيضا في التوسع في نظام إنتاج الغاز الطبيعي المحلي الذي ستتجاوز طاقته الإنتاجية 15 مليار قدم مكعبة قياسية يوميا خلال خمس سنوات.
وقال إن المملكة تعتزم إنفاق أكثر من 450 مليار دولار على مشاريع رأسمالية خلال السنوات الخمس المقبلة. وستمثل "أرامكو" أكثر من 25 في المائة من هذا المبلغ إذ ستنفق ميزانية رأسمالية إجمالية تبلغ نحو 125 مليار دولار على مشاريع محلية ودولية خلال تلك الفترة.
وأضاف الفالح أن الإنفاق يشمل زيادة إنتاج الخام وإقامة منشآت للتكرير والبتروكيماويات.
و"أرامكو السعودية" مساهم رئيس في "أس أويل" ثالث أكبر مصفاة للنفط في كوريا الجنوبية بحصة 35 في المائة في المصفاة التي تبلغ طاقتها نحو 650 ألف برميل يوميا.