إدارة المليونير

حلم الثراء يداعب نفوسا كثيرة، ولكن تبدو التركيبة صعبة على الغالبية. هناك خليط من التوفيق والدأب، يجعل الطريق إلى الثراء يصبح ميسورا. وقصص العصاميين الذين أصبحوا أثرياء دون أن ينهبوا أو يسرقوا تمثل نبراسا لكل الطيبين الذين يريدون أن يأكلوا حلالا طيبا، دون غش أو خداع أو سلب. هذه الخواطر دهمتني وأنا أمد يدي لأتلقى من الشاب المتحمس عبد المحسن القعيد كتابه الأول: كن ثريا واكتشف إدارة المليونير. الكتاب يقدم تجربة شاب في عالم الاستثمار، وهو يحاول من خلال إصداره أن يقدم خلاصة تجاربه فيما يخص الاستثمار في الأسهم. وهو يناقش من خلال كتابه بالتفصيل الممل تداول الأسهم السعودية، وعوائد استثمارات الأسهم، ولماذا تشتري هذا السهم وتترك سهما آخر؟
تبدو موضوعات الكتاب مكتوبة بلغة سلسة وسهلة، وهي تنطوي على حماس كبير، وتحاول أن تقول إن المليون الأول يمكنه أن يأتي بالاستثمار الذكي. من جهتي أنا، لا أستطيع أن أؤكد أن وصفة الأخ عبد المحسن ناجعة، فالمقياس الحقيقي في مسألة التوفيق يرتبط بعد الاتكال على الله بعوامل شخصية ومهارات ذهنية يمكنها أن تشكل المادة الأولى لتحقيق الثراء. عبد المحسن بدأ رحلته في الاستثمار بمعونة محدودة من والده، ثم درس في قسم إدارة الأعمال تخصص مالية في جامعة الملك سعود. كتاب القعيد يقع في نحو 280 صفحة تمثل الجزء الأول في وصفة الثراء. من جهتي، خرجت من الكتاب بفائدة واحدة، أن كل إنسان ميسر لما خلق الله. فالطبيب مهيأ لإنقاذ أرواح البشر، والصحفي يثرثر وينقل أخبارا، فيما يكمل المستثمر المخلص والأمين في إثراء الدورة الاقتصادية في المجتمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي