نائب الوزير.. هل أصبح ضرورة؟
تُعدُّ الإدارة آلية ضرورية للوصول إلى الهدف وتنفيذ الاستراتيجيات من خلالها، وهي تعني العمل من خلال الفريق ومعه لجعلهم يعملون بكفاءة تحقيقا لهدف منشود، كما تعد نشاطا متخصصا يختلف في مبناه ومعناه عن التخصص الفني، في كونه يُعنى بتشغيل الموارد البشرية بكفاءة، كذلك تعد الإدارة علما وفنا؛ فهي علم في أصولها وقواعدها، وفن في وضع هذه الأصول والقواعد موضع التطبيق. من هذه المقدمة البسيطة وددت أن أطرح هذا التساؤل المهم للنقاش والتباحث، المتمثل في: هل وجود نائب للوزير ضرورة؟
من وجهة نظري, وجود نائب للوزير ضرورة، نتيجة لتشعب وكثرة الأعمال التي تقوم بها الوزارات من جهة, وللارتباطات السياسية والرسمية للوزير من جهة أخرى. ومن جانب آخر، ستعطي الوزير الإمكانية لتحقيق تطلعات ولاة الأمر ولتقديم أفضل خدمة للمواطن والمجتمع من خلال تنفيذ الخطط الاستراتيجية.
فوجود شخص آخر غير الوزير حال انشغاله مع إعطاء الصلاحيات تحت اسم ''نائب الوزير''، يعطي أكبر قدر من تسيير المعاملات المهمة التي ترجع إلى الوزير، إلى جانب وجود الصلاحية بشكل دائم سواء كان الوزير منشغلا في مهمة أخرى، أو كان على رأس عمله، كذلك يعمل نائب الوزير أيضا على التنسيق بين وكلاء الوزارة، وقضاء متطلبات أعمالهم أولا بأول، دون انتظار عودة الوزير، ومن ثم سينعكس ذلك على من هم تحت وكلاء الوزارة من مديرين ورؤساء أقسام وموظفين، وفي نهاية المطاف سينعكس ذلك إجمالا على تيسير أمور المستفيدين وعدم تأخير معاملاتهم وتراكمها.
توجد في مجال الإدارة مجموعة كثيرة جدا من المؤلفات، وبرز عديد من العلماء والمفكرين في المجال ذاته، قد يكون من أبرزهم فريدريك تايلور، هنري فايول، آدم سميث, وغيرهم, سواء كانوا عربا أو أجانب، وشملت تلك المؤلفات جميع جوانب الإدارة وإيجابياتها وسلبياتها.. لكن من كل هذا الزخم ما المهم؟ المهم هو ما يطبق على أرض الواقع وكيفية الاستفادة من جميع النظريات في الحياة العملية، وتطبيق مجموعة القواعد والمبادئ العلمية التي تهتم بالاستخدام الأنسب للموارد البشرية من قِبَل الجهات، لتحقيق الهدف بأقل وقت وجهد وتكلفة ممكنة.
ختاما.. هل نحتاج في الوقت الراهن إلى إعادة هيكلة بعض وزاراتنا، أو فصل تخصص بعضها، أو إعادة النظر في الطرق الإدارية التي تتعامل بها هذه الوزارات؟ جميع هذه التساؤلات تحتاج بكل جدية إلى النظر فيها ومناقشتها، خصوصا أن لنا تجارب ناجحة بوجوده في بعض الوزارات, وأننا نعيش طفرة غير مسبوقة لكل المجالات، في ظل ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني ـــ حفظهم الله ـــ الذين لم يبخلوا بشيء يخدم هذه البلاد الخيرية وأبناءها، وتقديمهم جميع أنواع الدعم سواء كانت المادية أو المعنوية أو الإدارية.. لكن يبقى علينا نحن التطور وترجمة هذا الدعم على أرض الواقع.