الأسهم السعودية دخلت مرحلة تطوير مفهوم الاستثمار وتوقعات بمستويات قياسية خلال الفترة المقبلة
توقع محللون ماليون مواصلة سوق الأسهم السعودية الاتجاه التصاعدي في مطلع الربع الثاني لعام 2011، بدفع رئيسي من قطاع المصارف والبتروكيماويات خلال الفترة المقبلة، موضحين أن السوق حققت مكاسب في آذار (مارس) بلغت 621 نقطة عوضت ما افتقدته في شباط (فبراير) إثر الثورة في مصر وبعض الدول العربية، مؤكدين أن نتائج الأرباح واستقرار السوق محفزات لدخول رساميل جديدة للسوق وتحسن أداء السوق في 2011 بنسب قياسية مقارنة بـ 2009 و2010م ما لم تتصاعد الأحداث في المنطقة العربية.
وأكد تركي فدعق مواصلة الأداء الإيجابي لسوق الأسهم السعودي للربع الثاني على التوالي بدفع رئيس من قطاع المصارف والبتروكيماويات ما لم تتصاعد الأحداث في المنطقة العربية، متوقعا أن تحقق أداء أفضل من أداء الربع الأول من العام الماضي ومن نتائج الربع الأخير من عام 2010. وبين أن السوق ستشهد ارتفاعا لأرباح عدد كبير من الشركات المساهمة خاصة القيادية مثل ''سابك'' المتوقع ارتفاع أرباحها ستة مليارات للربع الأول لهذا العام محققة ارتفاعا يفوق الربع الأول من العام الماضي للفترة نفسها ومن الربع الأخير لـ2010. وأشار إلى أن قطاع المصارف والبتروكيماويات خلال الربع الثاني تدفعان السوق تصاعديا فقد يشكلان في مجموعهما 65 في المائة من رسملة سوق المال السعودية، الأمر الذي يجعلها تعمل على توجه السوق سواء للصعود أو الانخفاض، إضافة إلى أن صدور نتائج الشركات للربع الأول يعتبر محفزا قويا للسوق مما يعمل على دعمها وتصاعدها خاصة أن المؤشرات تفيد بتحقيق نتائج إيجابية وربحية لبعض للشركات القيادية.
وتوقع فدعق دخول رساميل جديدة لسوق الأسهم السعودية بعد صدور نتائج الربع الأول 2011 لأمرين: ارتفاع ربحية بعض الشركات المدرجة في السوق، إضافة إلى انخفاض العائد على الريال التي تعتبر محفزا كبيرا لدخول رساميل محلية وأجنبية التي تزيد بمعدل ارتفاع ربحية الشركات.
وحول دخول منتجات جديدة للسوق أشار إلى أن السوق غير مهيأة خلال هذه الفترة لدخول منتجات جديدة كالسوق الآجل والبيع على المكشوف، وقال دخول منتجات جديدة للسوق يدعم السوق ويحتاج إلى أنظمة وتشريعات تقرها هيئة سوق المال السعودية، ولكن في الوقت الراهن السوق غير مهيأة لدخول أي منتجات وأدوات جديدة تعمق من أداء السوق وتزيد من دخول رساميل جديدة.
وقال محمد النفيعي رئيس لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة ''إن السوق في الفترة الأخيرة واجهتها تحديات صعبة، فالمفهوم الاستثماري العالمي قد تغير عن ذي قبل وأصبحت الثقافة الاستثمارية على مستوى المنطقة العربية بشكل عام أكثر نضجا من ذي قبل''.
وأوضح خطورة التغيرات السياسية التي حدثت في المنطقة وآثارها الاقتصادية وما ترتب عليها من تغيير في حكومات بعض الدول، وقال ''لو قارنا الأحداث الاقتصادية في عام 2006 نجد أن حجم التداعيات الحالية أقل بكثير مما كانت مما هي عليه في أزمة 2011 الاقتصادية، فالتغيرات السياسية الحادة تكون أكثر أثرا من التقلبات والتغيرات الاقتصادية على المدى المتوسط، إلا أن التأثير كان محدودا نسبيا. كان هناك تماسك كبير في أغلب الدول العربية مما يشير إلى ارتفاع ثقافة المستثمرين وعدم الانسياق وراء الأحداث''.
وتوقع النفيعي أن تواصل السوق تطوير مفهوم الاستثمار فيها وتسجيل مستويات إيجابية جديدة خلال الفترات القادمة مبنية على القناعة الاستثمارية والعوامل المحلية الإيجابية، وقال ''نتوقع أداء إيجابيا في قطاع البتروكيماويات تفاعلا مع تنامي الأسعار العالمية مع تحسن في قطاعات المصارف والتجزئة والمواد الغذائية''. وأكد أن السوق ستشهد دخول رساميل جديدة تعمل على تعميق السوق ''مستبعدا تأثير زلزال اليابان في بعض الشركات المدرجة في سوق الأسهم في انخفاض معدل استيرادها''.